تساءلت زميلتنا الجريئة صونيا آدم، عبر صفحتها قائلة..
“لماذا لا تنال المرأة حقها في الميراث في مجتمعنا رغم الوعي الديني ؟. تذكروا سورة النساء”.
لن يضيف المرء جديدا، إذ قال أن الرجل يظلم المرأة ظلما شديدا حين يتعدى على نصيبها في الميراث، وبغض النظر عن الأسباب التي دفعته، والدوافع التي يتخذها سندا في ظلمه.
ولن يضيف المرء جديدا، أن الرجل يجد من بعض الرجال من يدعمه في ذلك ويسانده، ويدعو له بالتوفيق، حتى يكون ظلمه للمرأة قدوة لغيره، وسنة تنتشر بين أفراد المجتمع.
وهذه الظاهرة جاهلية في أصلها، يعتبرها بعض الجهلة أنها من الدين والتحضر والرقي.
وقوانين السائدة في الدول العربية، ليست رادعة بالقدر الذي يمنع الرجل من ظلم المرأة في حقها في الميراث، وتعتبر العملية شأن عائلي لايحق للدولة أن تتدخل فيه، حتى لاتفسده وتثير المجتمع ، وهي في غنى عن ماثير المجتمع ضدها.
والمجتمع بحد ذاته، لم يعد يتدخل لمنع ظلم الرجل، ويعتبر ذلك شأن خاص بالرجال، بل يعتبره أحيانا من الرجولة والبطولة، خاصة إذا كان يعيش نفس الظروف التي يعيشها الرجل الظالم للمرأة.
حين يستولي الرجل على حق المرأة في الميراث، وتظهر عليه علامات الثراء، يمسي بطلا يشار إليه على أنه لولا الاستيلاء على حق المرأة ماكانت له هذه المكانة، فيمسي الثراء وتصبح المكانة بقدر استيلاء الرجل على حق المرأة، فيقتدي به ضعفاء النفوس، ومن له ميل للنهب والسرقة.
ومثل هؤلاء الرجال لايستحقون لقب الرجل، فالرجل الشهم الكريم، هو الذي يعطي للمرأة حقها، ويدافع عنه، ويموت دونه، ويمكن أن يتنازل عن بعض حقه لها، إكراما للمرأة، وصونا لكرامتها.
لكن مايجب إضافته في هذا المقام، بعد التطرق لظلم الرجل للمرأة فيما يخص الميراث، أن المرأة كذلك مسؤولة عن ظلم المرأة في الميراث، وأن جريمة المرأة تجاه المرأة فيما يتعلق بالميراث، لايقل جرما عن جريمة الرجال فيما يتعلق بظلم المرأة في الميراث.
فالمرأة تفرح حين تظلم المرأة المنافسة لها في الجمال والولد والزوج. وغيرتها الشديدة تجعلها في أحسن الأحوال لاتهتم بالمرأة المظلومة. أما إن كانت لها ضرة، فإنها تسعى جاهدة لتظلم ضرتها وتحرم من الميراث. ودوافع التباهي بين النساء والافتخار بين منافسيها من النسوة، يدفع لأن تحرّض زوجها من أن يأخذ حق أخته ظلما، وتدفع الإبن أن يستولي على حق زوجته ظلما، لكي يرضي غرورها وافتخارها بين النسوة.
هذه بعض مظاهر ظلم المرأة في الميراث، على يد الرجال حينا والنساء حينا آخر. وأقصى درجات الظلم للمرأة، أن يتعاون عليها ..
الأخ والأخت، والأب والأم، والصهر والإبن، والإبن والبنت، والأقارب من نساء ورجال.
لم يتعود الرجل والمرأة أن يسمع ويقرأ، أن ظلم المرأة في الميراث، بسبب الرجل والمرأة معا. وتعودوا أن يسمعوا ويقرأوا أن الرجل والرجل فقط، هو الذي يظلم المرأة.
ومن أراد أن يتطرق للموضوع بكل صدق، ويجد له حلا، فليقف سدا منيعا أمام..
ظلم الرجل للمرأة في الميراث.
وظلم المرأة للمرأة في الميراث.
وعلينا أن نقر بحقيقة مرة، ونسمعها لأول مرة، فيما نعتقد، أن..
المرأة والرجل من وراء ظلم المرأة في الميراث.