الكويت … حزينة
رحيل المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد الصباح خسارة كبيرة وامر جلل، وهذا واضح من الحزن الذي يخيم على كل الكويت وانتشار هذا الشعور العفوي التلقائي بين الشعب، وهذا دليل “اجماع” على محبة هذا الرجل، وعلى مدى “عمق” وامتداد ارتباطه في شعور الكويتيين …. كل الكويتيين، حيث مثل المرحوم بأذن الله تعالي الشيخ نواف الأحمد الصباح “حالة ابوية” تنزع فتيل الازمات بين سلطات الدولة المختلفة، من خلال اتخاذ “الحوار الشامل” ك “سياسة لحل الخلافات والمشاكل، وإلغاء الصراعات العبثية لأخراج البلد من حالة الجمود وانتقالها للحركة ذات الأهداف التنموية النهضوية التي يستفيد منها الشعب وتتقدم فيها مؤسسات الدولة.
كان الراحل الكبير أحد رجالات الحكم البارزين في تاريخ الكويت المعاصر والذين امتزجت آرائهم السياسية مع مواقفهم الوطنية وأحد الذين اجتهدوا في سبيل تحقيق الأهداف والغايات التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي.
ان للمرحوم الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح بصمات كثيرة ومساهمات كبيرة في بناء الكويت وتقدمها وله أهمية تاريخية “موثقة”، حيث عاصر مختلف المنعطفات التاريخية التي واجهها البلد، وكان ذوو فاعلية ومشاركة حيوية مهمة فيها، ناهيك عن امتداداته الاجتماعية المهمة مع مختلف قطاعات الشعب وتواصله مع مختلف شرائح البلد.
استطاع الراحل العظيم في مختلف مواقع المسئولية التي تولاها ان يدير الأمور في كل حنكة و خبرة و حرفية و هذا واضح تاريخيا اثناء توليه موقع المسئولية ك “محافظ حولي” حيث نقلها جغرافيا من قرية صغيرة الى موقع تجاري و سكني و استثماري , و هذه العقلية الناجحة استمرت مع تعيينه ك “وزير للداخلية” في فترة حساسة وحرجة في السبعينات و الثمانينات حيث وضع خطة استراتيجية لمكافحة الجريمة و نقل الوزارة لمرحلة جديدة في بسط الامن و محاربة الفساد , و هذه الإنجازات الحركية الملموسة على ارض التطبيق كان لها أيضا تواصل مع تواجد فقيدنا الغالي على رأس وزارة الدفاع حيث كان ضمن المجهود الموجود لتطوير العمل العسكري والارتقاء في المؤسسات الأمنية , الى وصوله الى مسند الامارة.
اذن على مستوى الانجاز والحركة والتطبيق كان للراحل الكبير “بصمة” في كل مواقعه الوظيفية، وهذا كله ضمن ايمان المرحوم في تعزيز الحالة المؤسسية والتأكيد عليها ضمن الإطارات القانونية، وهذه المسألة هي ضمن “مدرسة” انتهج طريقها ومسيرتها ال الصباح الكرام.
وهذا هو ديدن تاريخي للأسرة الحاكمة الكريمة وجزء من عقلية متوارثة من سنين لدى صاحب السمو بالخصوص وأسرة الحكم بالعموم وهذا ما خلق بالماضي والحاضر رابط المحبة والتواصل بين القيادة والشعب.
رحم الله اميرنا وقائدنا الغالي واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كانب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية