بعد سنين عجاف مرت على العراق منذ احتلاله من قبل الامريكان حتى استلام وزير الكهرباء الهمام قاسم الفهداوي هذه الوزارة السيادية المهمة بدأ المواطن يفكر انه قريباً سوف يشم النسيم العليل في الصيف من خلال الانجاز الذي قدمه الوزير الامين الفطحل من قائمة للتسعيرة الجديدة للكهرباء .. السنين الصعاب التي مرت على الشعب وهو ينتظر رجل مخلص يفكر كيف ينهي معاناته وحل ازمة الكهرباء المستفحلة واذا بالوزير الجديد يقدم هذه القائمة التي تكسر ظهر المواطن البسيط والموظفين واصحاب الدخل المحدود فهم امام خيارين لا ثالث لهما ؟ اما ان يتحملوا الاجواء والمناخ في بلدهم ولا يستخدمون التبريد في الصيف والمدافئ والسخان في الشتاء والا فمن لا يتحمل حر الصيف وقر البرد ان يستقطع من قوت عيالهم حد المجاعة وان يصل الى الموت المحقق مقابل ان ينعم بهواء بارد من مبردة واحدة يضعها في غرفة واحدة ويجتمع فيها افراد العائلة جميعهم وفي الشتاء ان ينعم بماء دافئ يغتسل به .. وان لا يشغّل الثلاجة او المجمدة ..
هل هذا ما أتيت به يا معالي الوزير .. كان الشعب ينتظر منك عكس ما كان اسلافك من الوزراء السابقين الذين صدعوا رؤوس المواطنين بالتصريحات الرنانة والوعود الكاذبة ان المواطن سوف ينعم بكهرباء في هذه السنة او في السنة القادمة وما ان تأتي السنة القادمة حتى تتلاشى الاحلام وتتبخر التصريحات في تنفيذ الوعود وتطبيق المشاريع على ارض الواقع . كان الشعب يا معالي الوزير ينتظر ان تزيد ساعات التجهيز للطاقة الكهربائية ولكنك لم تجد تجهيز للطاقة الكهربائية الا من خلال زيادة فاتورة الكهرباء اي بمعنى ان الاغلبية العظمى من الشعب سوف لن تستفيد من الكهرباء ..
بكل تأكيد انك لن تحس بمعاناة المواطنين لانك تسكن في قصر فاره فيه الكهرباء على مدار 24 ساعة ولا تدفع فاتروتها لانها حالها حال فاتروة الاتصالات اي انك تستخدم الكهرباء والاتصالات والمواصلات دون ان تمد يدك في جيبك لتدفع فاتورة هذه الاشياء ..
اتقوا الله يا مسؤولين في المواطنين .. من اين يأتي المواطن بالمبالغ ليسدد قيمة الكهرباء التي يستهلكها انتم حكمتم على المواطنين بالاعدام من خلال قوائمكم العجيبة التي لم نسمع مثيل لها حتى في البلدان النائية التي لا تقوا على توفير لقمة العيش لمواطنيها فهل يعقل ان يكون المواطن ضحية فساد اداري ومالي قام به مسؤولين ؟ وهل للمواطن دخل في تردي الوضع الاقتصادي للبلد ؟ وهل على المواطن دفع هذه المبالغ الكبيرة التي تقع عليه نتيجة استهلاكه للكهرباء كي تكون رواتب لكم ايها المسؤولون ولايفاداتكم خارج القطر وبعدها رواتب تقاعدية لكم ؟؟ ..
ورحم الله امير المؤمنين عمر ابن الخطاب الذي كان يأكل نفس القوت الذي يأكله افقر فقراء المسلمين وتمثل هذا في عام الرمادة حين نادى بطنه لن يدخلك غير الماء والسمن حتى تغير شكله من فعل هذا وقد قيل له يا امير المؤمنين انك خليفة المسلمين لماذا انت تتناول السمن فقط قال قولته المشهورة ولو فعلت هذا كيف لي ان احس بما يعانيه الفقراء .. لله درك يا امير المؤمنين ورضي الله عنك وارضاك ..
اين انتم يا مسؤولين من فعل عمر ابن الخطاب ..