يبدو ان السعودية حديثة العهد بالتعامل مع انتهازيي الشيعة والظاهر انها
ايضا انتهازية الى حد ما عندما اعتمد على ما خلقته ايران منذ سنين طوال ،
فمقتدى الصدر وفي مسرحيته الاخير جاء بدافع سعودي وهذا ما سلطه الاعلام
عليه وجعله الرجل المنقذ للعراق في الظروف السيئة ، ولكن ايران تداركت
الامر في البرلمان ونجحت بذلك . هذا ملخص ما اخبرنا به المرجع الصرخي في
استفتاءه الاخير اذ يقول فيه
أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد
ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول
أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في احداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً
لقطبي ومحوري أميركا وإيران.
ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل
وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور
السعودية وحلفائها، وقد نجحت ايران في تحقيق غايتها الى حدٍّ كبير.
وهنا السؤال يرد :- بعد فشل السعودية ونجاح ايران ، هل ان اتصالات
العبادي مع الملك سلمان الاخيرة جاءت لإعادة الهيمنة مرة اهرى على رأس
القرار الحكومي ؟ وهل سيكون العراق ضمن دائرة تطهير المنطقة من الارهاب
المتمثل بداعش والمليشيات ؟ وهل ستدخل السعودية الحشد الطائفي بقائمة
الارهاب كحزب الله ؟؟
ولكن للاسف يبدو ان السعودية حديثة العهد بمعمعة العراق ، والاشد اسفا ان
المرجع الصرخي نبه لهذا الشيء قبل شهور في استفتاء مشددا على ان دول
الخليج قد اضاعت الفرصة بقوله
اولا- قد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر
عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه
المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ
الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه
وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!
ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!!
وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن
وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل
الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد
الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!!
وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول
المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!!
وبما ان دول الخليج اختارت المواجهة غير المباشرة ولكن فشلت بذلك ولم يفد
الاعتصامات ونصب الخيام فاجتماع جنوب لبنان وما جرى في البرلمان قد غير
موازين لعبة السعودية في العراق فلم يبق الا النظر الشاخص الى التحالف
الاسلامي لينزل الارض ويبسط هيمنه على ارض الواقع ويقوض دور ايران ال1ي
وصل خطره الى مضاجع حكام الخليج .
ونحن نقول لدول الخليج لا بأس ان تتعلموا من المرجع الصرخي ، فالرجل يقرأ
الاحداث بروية وبموضوعية ويعطي رأيه ويحذركم انتم قبل كل شيء لأن الشعوب
العربية والاسلامية هم اهله وناسه وواجب عليه ان يدفع الضرر والخطر عنهم
ولو بالكلمة ، لا لأن الكلمة هي ابسط ما يكون ولكن الكلمة اليوم صارت سبب
للتهجير والنزوح والقتل والانتهاكات والكلمة صارت هي الموقف والبصمة التي
تسجل على متن التاريخ . والمرجع الصرخي قد حذركم قبل سنوات ولكن العجب كل
العجب ما زلتم تلهثون وراء النكرات والمعدومين والانتهازيين .
على كل حال ، يبدو ان القطب الثالث بعد امريكا وايران جاءت السعودية
اتحشر انفها في الدفاع عن امنها القومي متناسية هموم وآلام وآمال الشعب
العراقي بسبب حشر الانوف ويبدو ان هذا الشعب لا احد يهتم له فلا ايران
تمثل الشيعة ولا السعودية تمثل السنة بل من يمثل العراق هو العراق فقط
وفقط ولكن متى يصحو هذا الشعب الغريق سليب الارادة ، واولى هذه الصحوة هو
التحرر من قيود الكهنوتية المتمثلة بالسيستاني الذي واجبه كما نوه المرجع
الصرخي أن وظيفته لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا
كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟