يجب ان لا يكون خافيا على احد بان العمامة ليست حكرا على رجل الدين ورجال الكهنوت وانما هي زينة يغطى بها الراس ، يتزين بها الكبير والصغير والشريف والوضيع والحاكم والمحكوم، وتختلف العمائم فيما بينها في الألوان والاحجام وطريقة الربط حالها حال ربطة العنق او ما يسمى بـ الكرافتة وهناك عمائم بسيطة صغيرة مقابل عمائم ضخمة كبيرة ومعقدة، وفيما يخص عمائم رجال الدين فان الحجم الكبير للعمامة لا يدل مطلقا على كثرة العلم كما ان صغر العمامة لا يدل على قلة العلم ، وكانت عمامة العلامة الفيلسوف الطباطبائي صاحب تفسير الميزان صغيرة ومبسطة كما ان المرحوم الشيخ الدكتور احمد الوائلي عميد المنبر الحسيني أيضا كانت عمامته البيضاء صغيرة.

ولا شك بان أصحاب العمائم هم من مزقوا الدين الواحد وجعلوه مذاهب ومشارب زادت على السبعين ومنهم من أفتوا واراقوا الدماء وسبو العباد ولكن هذا لا يعني ان الجميع على نفس النمط لان فيهم حمامات سلام وأصحاب علم وفهم ودراية وقدموا للبشرية دروسا خالدة في الحب المطلق والتسامح.

اعيد وأقول بان العمامة ليست حكرا على رجال الدين كما انها ليست حكرا على المسلمين وحدهم ولنا في طائفة السيخ خير مثال حيث انهم يتباهون بها ويتمسكون بارتدائها كتقليد ديني مقدس واذكر بان وزير الدفاع الوطني  الكندي الأخير أدى القسم حال تسلمه مهام منصبه وهو يرتدي العمامة التقليدية لطائفته.

وكما قلت فان للعمامة ألوان، بعضها زاهية وقد اختص السودانيون بالعمامة البيضاء الخفيفة والكبيرة وتمتاز بطول القماش المستخدم فيها الا ان العمامة الأفغانية أكبر منها وأكثر طولا منها والتي تتميز بألوانها القاتمة، ولكن أجمل الألوان واروعها هي ما نجدها في العمامة العمانية التي تسمى (مصر) حيث يتفننون في لفها بشكل بديع.

وقد صارت العمامة هذه الأيام علامة مميزة لرجال الدين الشيعة وصارت العمامة السوداء تشير الى ان مرتديها من ال بيت الرسول الاكرم (ص) والبيضاء للشيخ العامي، ولعل لف العمامة الخاصة برجال الدين هو من الفنون الصعبة على طالب العلم تعلمها كما يتعلم المقدمات والالفية والاجرومية، وصادف ذات مرة وجود احد عملاء السافاك في مجلس درس السيد الخميني متخفيا بزي رجال الدين وانتبه السيد لذلك فامر الطلبة ان يفكوا عمائمهم ويحلوها ففعل الجميع ذلك ثم امرهم بلفها  ثانية كما ينبغي ففعل الجميع الا واحدا وهو السافاكي المنتحل الذي انكشف امره.

ولعل أشهر ما قيل في العمامة هو قول سحيم بن دثيل الشاعر المخضرم

انا بن جلا وطلاع الثنايا   متى اضع العمامة تعرفوني

وقد استشهد الحجاج الطاغية بهذا البيت متوعدا اهل العراق واعتقد الكثيرون خطأ بانه هو قائل هذا البيت.