حسن حاتم المذكور
1 ـــ طريق التحرر والتغيير يبدو مظلماً في العراق الأسلامي, لكن السير عليه ليس مستحيلاً, كل خطوة تضيء شمعة للتي بعدها, هكذا ومن نقطة الظلام, تبدأ نقطة الضوء ويستعيد العراق فجره, في حياة تجري في شرايينها دما الحريات والأمن والعدل والسلام المجتمعي, الطغاة يستوحون شراستهم من موروث اسلافهم, الشعب العراقي يستوحي عدالة قضيته من تاريخ اوائل شهدائه, هكذا هو الأمر على الواقع العراقي, الأرث الدموي للنظام البعثي, اصبح ايديولوجية ودليل عمل لوحشية النظام الأسلامي القائم, اما الأرث الوطني لمشروع ثورة 14 / تموز الوطنية, فأصبح وعياً ودليل عمل للحراك الشعبي, والمتمثل بأنتفاضة الجنوب والوسط, قد تكون معادلة المواجهة غير متوازنة, لكن صلابة النفس الأخير للرفض الشعبي المنتفض, يخترق المستحيل دائماً, لتلك الأسباب, تخادمت ايران وامريكا والجوار على انهاك الدولة العراقية, وتمزيق وحدة المجتمع العراقي, ادواتها حثالات مجتمع تحت الطلب.
2 ـــ امريكا ومعها ايران, اتفقتا على تجنيد ما توفر لديهما من سفلة الأحزاب الدينية والقومية, في عمالة وخيانات وطنية بلا حدود ولا خجل, هكذا وضع قدر المؤامرة الدولية الأقليمية على ثلاثة ركائز, شيعية سنية كردية, تتحاصص سوية وبأنسجام, علف الأطماع الخارجية, بذات الوقت تشعل حرائق الفتن, بين ضحايا المكونات العراقية, الشارع العراقي ينضج ببطء, لكنه ينضج, الأنتفاضات الوطنية يقودها الشباب دائماً, بعكسها الأحزاب الحاكمة, لا يمكن لها ان تتشكل الا من الزوائد النافقة, ككل الكيانات المؤدلجة بكره الوطن والمواطن,, تعرض خدماتها لقوى التدخل الخارجي, لتحتمي من غضب الداخل, تستهلكها اطماع الخارج, حتى آخر نفس للعمالة والخيانة, ثم تستبدلها بما هو افضل للبقاء, ومصير الآخر سيكون اسوأ من مصير الذي سبقه, العراقيون سيضمدون جراح وطنهم بدماء انتفاضتهم, ويضيئون الطريق بشموع الحرية والعدل والمعرفة, هكذا سقط الأسلام معاقاً بتاريخه الدموي, والأحزاب الأسلامية متاريس قديمة تجاوزها التاريخ الأنساني.
3 ـــ تساقطت الأنظمة الشمولية الفاسدة, في حضيض التاريخ الخياني, ومعها شلل المحبطين والنفعيين والأنانيين, وبقى العراق في حضن النهرين خالداً, والعراقيون يتنفسون برئة الأرض, ليس الأمر حكاية او اسطورة مرت, انه الواقع وليد التاريخ الوطني, لو سافرنا في الذاكرة العراقية, وتوقفنا في زخم المحطات الخالدة, للثورات والأنتفاضات الوطنية, لما افزعتنا مجاميع الخذلان والخيانة, فقط على العراقيين, ان يغتسلوا من المختلق الزائف لتاريخ الفتنة, ويعيدون اصلاح البنية الوطنية للوعي الشعبي, وتجبير اضلاح الوحدة الوطنية, بين المكونات التاريخية للعراق الواحد, وهنا يكون للسياسي الوطني والمثقف الملتزم, دورهما الطليعي في استرجاع العراق, من لصوص التاريخ, واعادة بناءه واحداً موحد, عليهم ان يقولوا كلمة الحق, حتى ولو اثمرت بعد مائة عام, الترقب السلبي على هامش الأوهام, كالموت في الحياة.
4 ـــ النظام الأسلامي الراهن, الذي استورث ادوات النظام البعثي, في الفساد والقمع المليشياتي الدموي, اسقطه الحراك الشعبي وانتفاضته الوطنية في الشارع العراقي, وسقطت معه الأقنعة التاريخية, لزيف مذاهب ومراجع واحزاب الفتنة, العراقيون يستجيرون بعلي(ع), ان يحرر (بهم) ضريحه والنجف, وهكذ يستجيرون بالحسين (ع) ان يحرر ضريحه وكربلاء, بعدها سيتكفل ابناء الجنوب والوسط, بأسقاط سلطة الوسطاء, والتحرر من مخدرات الشعوذات والتخريف, قد يستغرق الوقت, وتحتال امريكا وايران والجوار, على فرصة العراقيين في التغيير الوطني, وتتوافق على نظام عمالة وخيانة جديد, هنا على كل عراقية وعراقي شريف, ان يحترم عراقيته, تاريخاً وحضارة وتقاليد وطنية خالدة, فالنعش على اكتاف احزاب العملية السياسية, هو نعش مرحلتهم وليس نعش العراق, علينا ان لا نفلسف انفسنا, او نغرق في الأوهام اكثر, فالطريق الأسلامي كما هو القومي, لا يفضي الى مباديء التحرر والديمقراطية والعدالة المجتمعية, العراق وحده يستورث العراق, وفي وعي العراقيين, تصهل الأرادة في ضمير انتفاضة التغيير.
01 / 10 / 2019
mathcor_h1@yahoo.com