مسكين علي بابا، لأنه لم يملك سوى أربعين حراميا حتى يصبح عبرة لمن يعتبر ومثالا وتمثالا في أهم ساحات العاصمة المسكينة بغداد، والأكثر مسكنة منه أو ربما مجنيا عليه هو رئيس وزراء العراق الأسبق طاهر يحيى الذي وصف بأنه حرامي بغداد، بينما غرقت بغداد والعراق بطوفانات من الحرامية واللصوص الذين حرقوا الأخضر واليابس وأحالوا البلاد إلى خرائب تنعق فيها الدواعش بكل أشكالها وأنواعها ومن كل الزوايا المظلمة في العالم.

لقد تصور العديد من العراقيين إن انتخابات 2005 ستقود نخبة من الأشراف والوطنيين والمناضلين إلى دفة الحكم لكي يعوضوا أولاد الخائبة من الأهالي سنوات المهانة والعوز والفاقة، متناسين عشرات السنين من التراكمات المتكلسة في أنظمة التربية والسلوك الاجتماعي الذي نبهنا إليه وقلنا إن الكثير ممن ذهبوا إلى مجلس النواب أو الحكومة لا يمثلون إلا مجاميع من الرعاع أو أنهم استخدموا أساليب قذرة للوصول إلى هناك، اعتقد البعض إن في الأمر ريبة أو تجني، واليوم تؤكد فضيحة الخمسين ألف جندي وهمي إن الفساد لم يكن في ذيل السمكة بل في رأسها، ولطالما قلنا إن المالكي يتحمل المسؤولية الأكبر إن لم يك شريكا أساسيا في كل عمليات الفساد في بلادنا، حيث أثبتت الأيام إن ما من رئيس أو قائد عسكري عراقي استعدى كوردستان وحركتها وشعبها، إلا وكان يغطي على جبال من الفساد والخيانة لشعبه ووطنه، حيث أثبتت الأيام منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا صحة ما نقوله ولم تتقدم الدولة العراقية قيد أنملة واحدة، حيث يأتي الخراب والدمار بعد أي محاولة للبناء والاعمار!

لقد بدأت الأمور تتكشف ولن نأخذ وقتا طويلا حتى يتم فتح مخزن الفساد الذي ترأسه المالكي طيلة ما يقرب من عشر سنوات خسر فيها العراق مئات المليارات وملايين البشر واحتلت أرضه أقذر عصابات الجريمة المنظمة والمستقدمة من كل إرجاء العالم بالتعاون مع نظيراتها مما أنتجته ماكينة الحكم الدكتاتوري ليس في العراق فحسب بل في كل بلداننا

الشرق أوسطية التي تدفع فاتورتها اليوم في بغداد ودمشق وطرابلس وصنعاء ولبنان ومصر.

حينما أعلن السيد عبادي رئيس الوزراء الجديد لعراق اليوم فضيحة الخمسين ألف حرامي من حرامية السيد المالكي كنت أحاول أن احسب كم هي معاشاتهم التي كانوا يتقاضونها والتي لا تقل كمتوسط عن ألف دولار شهريا لكل عنصر منهم، وبعملية حسابية بسيطة يدرك المرء كم هي خلال شهر واحد وخلال سنة وخلال عشر أو خمس سنوات، وكم ” برج خليفة ” كان بالإمكان بناءه في بغداد والمحافظات، ناهيك عن المستشفيات والطرق والمطارات والمجمعات السكنية والمدارس والجامعات، حقا لقد كان ” علي بابا ” مسكينا وان ” طاهر يحيى ” مثالا للنزاهة على زمانه مقارنة بزمان مختار العصر الذي ادخل إلى بلاده وشعبه كل مجرمي العالم ومنحرفيه من شذاذ الآفاق والقتلة المأجورين، وأفقر شعبه وأذله واستقدم إليه كل سفاحي العالم وسراقه نكاية بمن يختلفون معه في الرأي أو الفكر.

وماذا بعد يا دولة الرئيس السابق ويا فخامة نائب الرئيس الحالي، والسيد حيدر العبادي بعملية حسابية ورقية بسيطة كشف خمسين ألف حرامي حواليك، فإذا ما ركز جيدا وفتح ملفاتك التي كنت تهدد بها شركائك ماذا سيكون الحال والى أين ستحال!؟