العراق في الزمن الأسلامي…
حسن حاتم المذكور

[بين النظام البعثي وشقيقه الأسلامي, مسافة الف مقبرة جماعية وملايين الأرامل والأيتام, وبين ديمقراطيتين استشهد الوجود العراقي الف مرة, وعلى طريق الجحيم الى الجحيم, يزحف العراقيون مقطوعي الظل, فمتى تحرق لا شرعية الشرائع ظهورهم, ليفزوا ويصبحون على خير!!!؟؟].
1 ـــ للأسئلة احفادها ايضاً, توارثت اجدادها على امتداد الف واربعمائة عام, أين القيم السماوية التي تدحرجت الينا من الجزيرة العربية, فتحاً اسلامياً, مسح عراقة الأنسان العراقي وقطع الشريان المعرفي مع اقدم الحضارات في التاريخ, ثم سلخه عن ذاته (وهو المعروف بجدليته), وسحق روحه بمعاناة العوز والجهل والأوبئة. هل للسبي والأغتصاب وسرقة رغيف خبز الضحايا قيمة سماوية, واذلال المرأة, اُم واخت وزوجة وابنة ومسخ ادميتها, وتجفيف الشحيح من حصتها في المحبة المقسمة (اصلاً) على اربعة في خيمة العنف والتخلف الذكوري, وأن وضاعة الدخول في القاصرة وتفخيذ الأصغر, قيمة سماوية ايضاً؟؟؟ اكثر من مليون سؤال محاصرة في بلعوم التاريخ.
2 ـــ ما يعانيه العراق الآن, فتح وسبي واغتصاب واذلال مجتمعي بكل ما للكلمة من معنى, ميلشيات ترفع اسم الله في غزوة سحق القوانين والأعراف والموروثات التاريخية, ثم يخدعون انفسهم برضى الله عنهم, وهل حقاً ان الكسل والتطفل على ارزاق الناس وسرقة وتهريب ثرواتهم الوطنية, قيم سماوية, وان جهابذة المذاهب, السارقون الكاذبون والمزورون, هم وكلاء السماء ومسؤولون عن تطبيق عدالتها ونزاهتها على الأرض!!؟؟, وان الله اختارهم وكلفهم بمهمات كهذه, نشك بذلك تماماً, اذن لماذا نخشى الحقيقة ونخادع انفسنا ونتجنب قراءة التاريخ الأسلامي واعادة كتابته صريحاً مفلتراً بالعقلانية والأستدلالات المنطقية, ولا نترك العراق مكبلاً بأكاذيب اللامعقول.
3 ـــ جرب العراقيون اسلامية الأحزاب الطائفية, لم يكسبوا منهم غير فقرهم وجهلهم واوبئتهم, وتمزيق وحدة مشتركاتهم على ارض اجدادهم, ماذا ينفع من تسحقهم معاناة العوز ويشل وعيهم الجهل وتبتلع معدل اعمارهم الأوبئة, ان كانوا سنة او شيعة؟؟, احزاب الأسلام السياسي, ومهما كان المذهب والمكون الذي يدعوه, هم وليس غيرهم, من سبب للعراقيين نكبتهم وبيع وطنهم وحاضرهم ومستقبل اجيالهم في مزادات الأخرين, ليكسبوا عمولة وضيعة, هذا من صلب عقائدهم, فالوطن محطة لأختبار الله وعبادته, والدنيا محطتهم للمتعة والأستجمام, اما الآخرة بكل ما فيها من نساء وغلمان وما لذ وطاب, هي وطنهم القادم, العراق لا يعني لهم شيئاً, الفساد واللصوصية والأحتيال.
4 ـــ الأحزاب الأسلامية, انانية تريد كل شيء لها, لا تحب بعضها وتشترك في كراهية الآخر, ما ارتكبته القاعدة والنصرة وداعش في ليبيا وسوريا والعراق, في حقيقتها عقائد وثقافات وسلوكيات احزاب الأسلام السياسي بدون استثناء, تخدع نفسها, ان بشاعة جرائمها توكيل من لله, ولا غرابة, ان مجتمع الجنوب والوسط العراقي, اصبح ضحية احزابه الشيعية, تلك الأحزاب اتخذت من تجهيل الناس وتجويعهم واذلالهم وتقليص معدل اعمارهم, بيئة مثالية لتمرير باطلهم في اغتصاب السلطة والثروة وجسد المرأة, الغائيون دمويون مع المختلف, اشد ما يكرهون ويحاربون الثقافة الوطنية والموروثات الشعبية وكل ما له علاقة بالنشاط المعرفي, يعتمدون الفتنة الطائفية لأشغال واستغفال (مكونهم!!), يوسعون ويعمقون في نفوس العامة الطاعة والخوف من قسوة الله, ثم يعرضون خدماتهم للشفاعة يوم القيامة, انهم وفي العراقي (الفصيح), خرجوا من تحت عباءة الأخوان المسلمين.
5 ــ يمكن القول هنا, ان بنات وابناء الجنوب والوسط, هم ضحايا مذهب دافعي الخمس, ولم تكن المكونات العراقية الأخرى بعيدة عن مرمى همجية الأجتثاث, الأحزاب الأسلامية, ومنها الشيعية بشكل خاص, يكذبون ويخدعون ويخذلون عندما يتحدثون عن الوطنية والديمقراطية والتكنوقراطية والمشتركات, وهم لا سكينة لهم في مجتمع آمن مكتفياً بثرواته الوطنية, هم النقيض الدموي للحريات والحقوق والقانون والفرح, كالأفاعي الشريرة يمشون في دماء العراقيين, سرقوا مذهب آلـ(البيت) وسكبوا جحيمه على رأس المواطن العراقي, طفيليون لا يطيقون المنهج الديمقراطي في التعامل والتعايش مع الآخر, غير جديرين في بناء دولة مدنية واصلاح مجتمع, فالمذهب قد ابتلع الوطن والمراجع ركبوا سفينة الدولة ورحلوا بها في المجهول, وصمتها يبارك حكومة منقبة بالتزوير.
01 / 07 / 2018
mathcor_h1@yahoo.de