كريم محمد : يكتب
الطائفية وتأسيسها وتعميقها ..والتوعية والتحذير منها في هذا الوقت العصيب الذي يمر به عراق الحضارات ومهبط الرسل وما يعانيه من أزمات حقيقية عصفت به من كل حدب وصور خطط لها أعداؤه الذين سخروا في سبيل ذلك كل ما يمتلكونه من إمكانات مادية وعسكرية والاستخباراتية. تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في المواقف السياسية وقراءة الواقع بصورة صحيحة والاستفادة من التجارب لتجاوز هذه المحن وانتشال العراق من الواقع المأسوي الدموي المؤلم الذي يعيشه. وهذا الأمر يتطلب البحث عن الحلول الوطنية الحقيقية التي تتجاوز الأطر الضيقة والمنافع الخاصة ، والسعي في سبيل تطبيقها على ارض الواقع. ومن هذا المنطلق احاول في هذا الموضوع مناقشة قضية من أهم القضايا التي سببت التشتت في النسيج المجتمعي العراقي وبروز ظاهرة العنف المسلح إلا وهي قضية (الطائفية) ،واذا اردنا ان نتطرق الى بيان دوافع نشوئها والمشكلات التي اثارتها عبر التأريخ ،ومناقشة ما أحدثته من مواقف وردود أفعال على صعيد الساحة العراقية فسوف يتطلب منا اكثر من عشر صفحات لكن سوف اختصر لكم بعض المشكلات وماهي الطروحات التي تبناها المرجع الديني العراقي العربي الصرخي الحسني (دام ظله الوارف) لتفادي هذه الإشكالية . نبدأ بدوافع نشوء الطائفية عبر التاريخ حيث تعد الاختلافات القومية والطائفية والمذهبية من أهم القضايا التي كان لها الاثر في تحديد مسار الإنسانية وصياغة التفاعلات الاجتماعية على مدى مشوارها الطويل ولعل ما واجهته البشرية من ازمات وحروب وويلات مختلفة كان نتاجاً واضحا لهذه الإفرازات المستمرة التي تتحرك في عروق دعاتها ومنظريها الذين ما برحوا من استخدامها كوقود لتأجيج التناحر والاحتراب بين مكونات المجتمع الواحد. ويكاد لا يخلو مكان من العالم لم يكتوي بهذه النار المحرقة ويتذوق طعمها المر سواءاً في الماضي والحاضر والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة بتعدد الأطياف والقوميات والمذاهب. ولعل الجميع ايضا يلمس وبشكل واضح تلك التركة الثقيلة التي خلفتها تلك النزاعات من عداوة وبغضاء تمثل عقبة تقف حائلا في طريق تحسين العلاقات البشرية وتطبيعها. وفي خضم تلك الإحداث المتكررة على مر الأجيال يبين لنا التاريخ إن المغذي والمخطط الرئيسي للضرب على الوتر الطائفي هم اصحاب المصالح الخاصة والفئوية الضيقة التي لا ترى إلا بعين مصالحها ولا تفكر إلا على ضوء منافعها . وعلى الرغم من إن هؤلاء النفعيين حاولوا التغطية على توجهاتهم الطائفية والعنصرية اثناء الازمات والحروب التي أشعلوا فتيلها مستترين بشعارات براقة كدعاوى الديمقراطية وحرية الفرد وردع الإرهاب وغير ذلك من الدعاوى، إلا انه سرعان ما تنكشف تلك الشعارات الكاذبة وتظهر الحقيقة إلى السطح وبشكل لا ينتابه أدنى شك . وخير دليل على ما كتبت هو: اولا_ ما انطوت عليه الحروب الصليبية التي شنتها أوربا على الدول الإسلامية من توجه طائفي وتطهير عرقي وعلى مدى قرنين من الزمن استمرت من نهاية القرن الحادي عشر إلى نهاية القرن الثالث الميلادي. ثانيا_ الجولة الجديدة للغرب على الصحوة الاسلامية لم تتغير فقد دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في أوائل عام 1995 الى اجراء اتصال وتعاون بين الحلف والدول المطلة على البحر المتوسط خشية حدوث عدم استقرار عند الجناح الجنوبي للحلف حيث اعلن ان خطر الاسلام على الغرب يعادل الخطر الذي تشكله الشيوعية في فترة ما . ثالثاً_ لم تخل الساحة الإسلامية من وباء الطائفة والتحزب والعشيرة فقد سرى فيها وعلى مستويات متباينة مصحوبا بحب البروز وبقايا النزعة القبلية المتأصلة التي لم تكن مستعدة للذوبان في روح الاسلام. رابعا_ خلقت السياسات الدكتاتورية الحاكمة حالة من الإحساس الجماعي داخل طوائف ومجموعات عرقية وقومية ودينية من كونها مستهدفة من قبل طائفة اخرى ،في حين ان جوهر هذه السياسات نابعة أساساً من تفرد طغمة أو مجموعة بالحكم تمارس القمع والتنكيل باسم القومية السائدة والطائفة المعينة دون ان تكون بالأساس مخولة من تلك الطائفة والقومية . اما اختيار العراق بالخصوص لجعلة ساحتا للتناحر يعود الى عدة اسباب منها امتلاك العراق لعناصر او عوامل التنوع البشري والجغرافي والطبيعي .فهو يجمع ما بين العربي والكردي والتركماني ، وما بين المسلم والمسيحي والصابئي ، وما بين السهل والجبل والهضبة والوادي والبحر والنهر ، وما بين الاهم وهو البترول والغاز والسائل والمعادن المتنوعة والمنتجات الزراعية المختلفة. كل هذا وغيرة جعل منه محط أنظار العالم وبؤرة توتر وصراع بين مختلف القوى الاقليمية والدولية. مما دعا الغرب والشرق لشن الحملات العسكرية والفكرية على هذا البلد محاولا اخضاعة والسيطرة علية بشتى الوسائل وبمختلف السبل. 1_تحذيره المتكرر من الوقوع في فخ الفتنة المحرقة التي لا تبقي ولا تذر وبالأخص الفتنة الطائفية التي تؤدي الى الحرب الاهلية بين طوائف الشعب العراقي والتي تسعى اليها اعداء العراق، 3_ بيان رقم (15)وفيه ألفات الشعب إلى المخططات الخطيرة التي يسير بها المتصدين للعملية السياسية في العراق بعد حصول الانتخابات البرلمانية ، هؤلاء السياسيون الذين طبلوا وزمروا للمحتل وروجوا لأفكاره الخبيثة فأكد فيه على ضرورة الوقوف بوجه هذه المشاريع ورفع الاصوات عالية للمطالبة بتوفير الأمن والأمان وصيانة حقوق المواطن العراقي حيث يقول فيه ( انتبهوا والتفتوا ولا تلدغوا مرات ومرات وأعلموا وتيقنوا أن حكومة المصالحة والتوافق المنتظرة تعني مجلس حكم جديد تعني السلب والنهب من القاضي والداني لثروات العراق….) 4_بيان رقم (20) وفيه يحرم القصاص العشوائي الذي يحدث بعد كل عملية إرهابية من طرف معين ضد الطرف الاخر فيشمل المراقد والحسينيات الشيعية والمساجد السنية ودور العبادات الأخرى ، ويقول في البيان(نؤكد رفضنا وشجبنا وإدانتنا لذلك ولكل ظلم وقبح وفساد وتهجير وترويع وتقتيل وتعذيب واعتداء وانتهاك واغتصاب …..) رابط البيان. 5_بيان رقم (22) وفيه طرح مشروع المسامحة والمصالحة بين طوائف الشعب العراقي على اسس إسلامية ووطنية وأخلاقية محاولا بذلك حقن انهار الدماء التي تسفك على ارض الانبياء وبلد الرافدين ، وبين بان مشروع المصالحة الذي طرحته الحكومة هو عبارة عن مشروع ناقص وهو في الحقيقة مشروع مصالحة طائفية وليس مشروع مصالحة وطنية لأنه استثنى العديد من الاطراف والاتجاهات فيقول(طالما حكينا وحكينا …وكتبنا وكتبنا ووقفنا ووقفنا ..وتحملنا اللوم والعتاب والجرح والقدح والطعن والسب والشتم والاضطهاد والاعتقال…..)الى اخر البيان . والتي لم اذكر العديد منها واكتفي بهذا القدر