بسم الله الرحمن الرحيم
هل ننتظر المحن حتى نُظهِر عواطفنا وإنسانيتنا أمام الناس ..
هذا ما نراه الآن يحصل عند البعض فأنهم يستغلون الظروف السيئة للمواطنين خاصة النازحين حتى بدأوا بأظهار تلك العاطفة الجياشة التي كانت مختبئة في دواخلهم وبانت الآن بصورة جلية وعظيمة ,
جميعنا يعلم أن الآنتخابات لمجالس المحافظات إقتربت وبدأت من الآن الحملات ( الإنسانية ) لعدد من الأشخاص الذين يرومون الترشح لها ونراهم يقومون بزيارة مخيمات النازحين هنا وهناك لتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين وكأن مشكلة النازحين وليدة اللحظة ولم يكونوا يعانوا من سنتين ونيف ..
إنه اللعب على جراح الفقراء والمتاجرة بقضيتهم .. لماذا الآن ؟
أين كنتم قبل هذا الوقت مع إن النازحين ذاقوا الأمرين ولازالوا طيلة الفترة المنصرمة ؟ . هل كنتم في سبات وإستيقضتم من رقدتكم الآن .. أم أن ضمائركم إستفاقت الآن .
لسان حال كل المواطنين يسألكم هل قدمتم للنازحين شيء قبل هذا الوقت ؟
هل زرتم مخيماتهم قبل الآن ؟
هل إطلعتم على أحوالهم وخففتم من معاناتهم ؟
كلها أسئِلة تدار الآن ومن حقنا أن نسألها . ثم أين أنتم قبل هذا من مواطنيكم ومن مدنكم ؟ هل قدمت شيء لها ؟ هل إنتشلتم الفقراء من فقرهم ؟ هل إستطعتم أن توفروا فرصة عمل ( هنا السؤال مخصص لإصحاب رؤوس الأموال الذين ينوون الترشح ) هل أقمتم مصنع لكي توفروا فرص عمل للأيادي العاملة من الفقراء ؟ وهل أنشأتم مستشفيات للمساهمة في التخفيف من مرضى الفقراء ؟
لماذا الآن تذكرتم أن هناك نازحين وفقراء وجب مساعدتهم هل غريزة الإنسانية تفتقت الآن في دواخلكم ؟ .
أيها الأخوة النازحين لا تجعلوا من أي شخص يعبر على جراحكم لكي يصل لمبتغاه من خلال محنتكم . أي شخص يأتي إليكم بمساعدات إستلموا منه هذه المساعدات ولكن لا تعطوه وعداً بأن يحصل منكم على أصوات أو تأييد بل أديروا له ظهوركم وذكّروه أنكم لستم سلعة بالية ورخيصة كي يصل لما يريد بل أفهموه أنكم أكبر وأغلى من أن تكونوا حجة له ولغيره أن يتاجر بقضيتكم والصعود على أكتافكم . هو يكسب المنصب والأمتيازات والحصانة والإيفادات المستمرة خارج البلد وأنتم تستمرون بلعق جراحكم .
ندائي لكل الإخوة النشطاء المدنيون أن يقفوا مع إخوتهم النازحين وأن يوعّوهم ويفهموهم ماذا يراد من خلال معاناتهم وكيف يراد أن تتاجر بقضيتهم مرة أخرى وأن يعوا بصورة جيدة لما يدار الآن ويراد من خلالهم .
ومن الله التوفيق ..