الصراع بين الحشاشين وفرسان الهيكل في ميزوبوتاميا !
قال تعالى : ((كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )) .
احمد الحاج
تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المحطات الفضائية طيلة الأسابيع القليلة الماضية مقاطع إجرامية مقززة جدا لعمليات إختطاف وإغتيال وتعذيب بالخناجر والسكاكين طاولت عشرات الناشطين والمتظاهرين على أيدي شراذم ملثمة بلباس مدني تارة ، وبزي عسكري تارة أخرى وهي تصول وتجول من غير رادع ما يعطي إنطباعا عن مدى نفوذها الكبير وإرتباطها بجهات نافذة جدا محلية وخارجية تحول بين الجهات المختصة وبين ملاحقة هذه العصابات وإلقاء القبض عليها، تماما كحال الفاسدين من السياسيين الذين يعيثون بمؤسساتهم ووزاراتهم فسادا بمجرد تسنم حقائبها وبطريقة مثيرة للريبة والشك عن أهداف هؤلاء وغاياتهم الحقيقية،هل الغاية هي السرقة والإثراء فحسب ، أم هي التخريب والتدمير المتعمد والممنهج المصحوب بنهب المال العام لتدمير العراق كليا ، والكل يسأل مذهولا من هؤلا ، كيف ولماذا ؟
تشهد البلاد اليوم وبكل ما تعني الكلمة من معنى صراعا شرسا وكسر عظم لإثبات الوجود والسيطرة على مقدرات هذا البلد الجريح الذي ما يغادر حربا ملعونة قط حتى يُزج في أخرى أشد وألعن ، صراع بين فكرين وجماعتين منحرفتين ومتطرفتين هي ” Knights Templar” أو فرسان الهيكل ( فرسان المعبد ) وشعارهم هو الصليب الأحمر ومن ذيولهم المعاصرة بلاك ووتر ، وبين فكر وعقيدة سفاحي الخناجر ” الحشاشون ” أو ما يعرف بـ” Assassin’s Creed” ومن ذيولهم ” القناص ، المجهول ، المندس ” ، ولعل مقاطع مهاجمة الناشطين البشعة بالسكاكين والخناجر والكواتم والعبوات اللاصقة وإستخدام أبشع وسائل التعذيب بما ضجت به مواقع التواصل وبما تعافه النفوس الخيرة غير المصابة بعقد الماضي وإضطراباته النفسية المركبة خير دليل على ما ألت اليه الأمور في هذا الصراع المقيت من أجل النفوذ والمال والسلطة ومحاولة كل منهما إستعادة إمبراطوريته الآفلة التي سبق لها أن دمرت إنطلاقا من العراق وما جاوره من بلاد العرب ، الفكران مجرمان ومنحرفان ولايرقبان في الناس الا ولا ذمة وهما بإختصار يشكلان حاليا قطبي معادلة ” الطرف الثالث ” ومن الخطأ بمكان النظر من زاوية واحدة – عين حورس العوراء – الى قطب واحد من هذا الطرف من دون الآخر لأنك إن فعلت ذلك صرت حينئذ غافلا ولا أريد أن أقول مغفلا – إحتراما لك – ولن تتمكن ساعتها من تحليل الأمور وتشخيص الوقائع وسبر أغوار الأحداث وكشف كنهها كما ينبغي لها أن تُحلل وتُكشف ، الفكران يصبان في نهاية المطاف بخدمة تعاليم وتوجهات ما يعرف بـ ” التلمود ” الذي جاء في بعض نصوصه ((( ان جميع خيرات الارض ملك لبني اسرائيل ..ان ممتلكات الجوييم – وهم كل شعوب الارض التي خلقت من نطف الحمير بزعمهم لخدمتهم ما خلا اليهود – بالنظر الي اليهودي هي ممتلكات لا مالك لها مثل رمال البحر، واول يهودي يستولي عليها عنوة يكون هو مالكها !!))) وما تبادل الاتهامات بينهما سوى جزء من اللعبة الشيطانية لإكثار الفساد في الارض بغية التعجيل بظهور المسيخ الدجال وبناء عليه فإن طلب الاصلاح من أي منهما هواء في شبك ، زوبعة في فنجان ، جعجعة من غير طحين ، كالمستجيرعند كربته من الرمضاء بالنار لأنهما ما جاءا الا للتدمير والإفساد ليس الا مع عكس المفردات ، قلب الحقائق ، والتلاعب بها ، فعندما يقول لك أحدهم ” سنبني ” فهو يعني وبالحرف ” سندمر ” وعندما يأتيك آخر قائلا لك ” سنصلح ” فهو يقصد ” سنفسد ” بمعنى أن ” إصلاحهم ” فساد ، و” بناءهم ” خراب ، جنتهم نار ونارهم جنة ، هؤلاء الشرذمة الممسوخة لن يبنوا لك مستشفى – حقيقيا – إطلاقا وإن مت على الطرقات والأرصفة بفعل الأمراض والأوبئة الفتاكة ..هؤلاء لن يبنوا لك مدرسة ولا جامعة – علمية رصينة – مطلقا وإن عم الجهل البلاد لأن التجهيل يخدمهم ، لن يحيوا لك صناعتك نهائيا لأن تدمير الصناعات الوطنية يصب في مصلحتهم ..لن يعيدوا لك زراعتك بتاتا لأن تجويعك جزء لايتجزأ من المنهج والبروباغندا التي يتأبطونها للفتك بك عن عمد .. هؤلاء لن يقضوا على الامية ما تعاقب ليل ونهار ، لن يعطوك شيئا من ثروات بلادك ولاخيراتها البتة ، يسرقونها ويهربونها الى الخارج نعم ، يمنحونك جزءا يسيرا منها لا …إنهم مخربون شرقيون وغربيون ستراتيجياتهم واحدة ، تكتيكاتهم الشريرة متشابهة ، تتساوى في القوة الا انها تتعاكس في الاتجاه أو كما يقول المثل ” كل واحد منهم يريد أن يحود النار لكرصته ” للتعجيل بظهور مخلصه المزعوم على أنقاض البلدان التي يحكمونها ويتحكمون بها لينشروا فيها كل أنواع الرذائل والموبقات بدءا بالترياق والكرستال وإنتهاء بالربا والروليت مرورا بالدعارة ، الخمور ، الملاهي ، الانتحار ، البطالة ، السحر والتنجيم ، الالحاد ، الرشى ، التزوير ، الإختلاس ، تجارة الاعضاء والسلاح والبشر ، التسول ، عصابات الجريمة المنظمة ، السرقة ، التهريب ، السطو المسلح وما شاكل ” إنهم يجسدون فكر المدينة الفاسدة ” الديستوبيا ” بأجلى صوره واقعا فيما تتحدث أبواقهم لخداع الجماهير بـ” اليوتوبيا ” أو المدينة الفاضلة ليل نهار وهي ترتدي كثعلب – شوقي – ثياب الواعظينا وواهم – كما قال أمير الشعراء – من ظن يوما أن للثعلب دينا !
وأهيب بالمصلحين والدعاة الحقيقيين لا المزيفين بإعادة قراءة والتحذير من الشعوبية التي وصفها د.علي شريعتي بما معناه “هي القوى الراغبة بإستعادة سلطانها الزائل عبر ارتداء رداء الدين للتمويه “، وقراءة الإستشراق ومدارسه وأساطينه ، التنصير ومنظماته وأساليبه ، الحركات الباطنية الهدامة وفرقها الضالة المضلة وأخص منها النصيرية ، الاسماعيلية ، البايية ، البهائية ، القاديانية ، النزارية ، الحجتية ، العلموية – الساينتولوجي – الايمو ، الويكا ، الرائيلية ، الوجودية ، عبدة الشيطان ” ، وأذكر هنا بما سبق ان نشرته صحيفة اكسبريس البريطانية عام 2016عن أخطر خمس منظمات سرية تسيطر على العالم من اشدها خطرا بحسب الصحيفة ” منظمة الجماجم والعظام ” وضمت في عضويتها كل من رئيس اميركا بوش الاب وبوش الابن – المسؤلان المباشران عن حصار العراق وتدميره واحتلاله عام 2003 – اضافة الى وزير الخارجية ومرشح الرئاسة الاسبق جون كيري ، تليها منظمة ” المتنورون ” وتضم اشهر الرؤساء ومنهم اوباما اضافة الى جميعة ” البوستان البوهيمي ” وضمت ثلاثة رؤساء أميركان نيكسون ، ريغان ، كلينتون ، جمعية “بيلدر بيرغ” وهذه هي الحكومة الخفية للعالم وتضم اشهر واقوى رؤساء العالم والمصارف والبنوك والشركات ورجال المال والاعمال ، اضافة الى الأذرع الأخطبوطية للماسونية نحو الروتاري ، الليونز ، بناي بيرث ، زد على ذلك منظمة هار كريشنا ، كنيسة مون ، ماجستيك 12 ، ومنظمة أوبوس داي الكاثوليكية ، كذلك الحركة الصهيونية ، وما بات يعرف بـ ” جماعات إزالة الكباب” وهي عبارة عن جماعات تضم أشرس المتطرفين اليمينيين البيض من المصابين بفوبيا الاسلام والراغبين بمنعه من الانتشار في أوربا ولعل من أبرز مجرمي هذا التيار سفاح مسجدي كرايست تشيرش النيوزلندية، الاسترالي رينتون تارانت ، الذي قتل واصاب العشرات من المصلين الابرياء بعد اطلاق الرصاص عليهم بدم بارد أثناء صلاة الجمعة وهو يبتسم للكاميرا “وغيرها من منظمات وجمعيات وجماعات متطرفة وقذرة .
انوه الى ان كل هذه الجمعيات والمنظمات السرية لها ” اذرع استخبارية ، مكاتب اقتصادية كبرى، أجنحة مسلحة ، وسائل اعلامية ضخمة ، ووعاظ سلاطين وناطقين رسميين مهمتهم تزوير الحقائق ، تزييف الوقائع ، غسل العقول ، خلط الاوراق ليصبح بفعل هرجهم ومرجهم وفتنهم تلك الحليم حيران أسفا ، وليكذب الناس بفعل خداعهم المستمر الصادق من الخلق ويصدقون الكاذب ، يخونون الأمين ويأتمنون الخائن ، ويهرولون خلف كل ناعق وان كان من أراذل الناس وشرار الخلق ومن الرويبضات وسقط المتاع ” كما يحدث في العراق منذ 16 عاما هي الاسوأ في تأريخه كله منذ عهد السومريين والاكديين ، الا ولعنة الله على الظالمين من “الحشاشين والهيكليين “ومن لف لفهم من التكفيريين وأعداء الحضارة والإنسانية والدين .اودعناكم اغاتي