بقلم: علي جابر الفتلاوي
إن يستشهد المقاتل في ساحات الوغى دفاعا عن الوطن والمقدسات شرف كبير لا يناله إلا ذو حظ عظيم، نهنئ جميع شهداء العراق على نيلهم شرف الشهادة، ونهنئ الشهيد السعيد البطل ( مصطفى ناصر هاني العذاري – الصبيحاوي ) مرتين، فهو شهيد ساحات الدفاع عن العراق والمقدسات، وشهيد الغدر والخيانة في الفلوجة.
لقد أُسر الشهيد البطل بعد أن بقي محاصرا وانقطعت به السبل ولم ينجده للأسف أحد، وقع أسيرا بيد مجموعة من الوحوش يدعون أنهم مسلمون! ونحن نعلم أن للإسلام تعاليم تخص الأسير، والساكنون في الفلوجة اليوم من حواضن داعش يصفقون ويهللون عندما طاف به الإرهابيون في شوارع الفلوجة، لقد رأينا الإرهابيين القتلة ملثمين خوفا من أن يتعرف عليهم أحد، وحواضنهم تصفق لهم من داخل الفلوجة، الخزي والعار لكم جميعا أيها الخونة الطائفيون، والفخر والعز للشهيد البطل( مصطفى)، وصدق جيفارا حين قال:
(ما يؤلم، أن يموت الانسان على يد من يقاتل من أجلهم).
عملية إعدام الشهيد مصطفى جاءت بطريقة بشعة وغير إنسانية، فبعد أن طافوا به في شوارع الفلوجة، علّقوه على الجسر وشنقوه، ثم قاموا بإحراق جثته الطاهرة، فيالكم من وحوش ضارية فاقدين للدين والإنسانية، يا من قمتم بقتله، ويا من صفقتم لهذا القتل البشع، على سكان الفلوجة ممن صفقوا للمجرمين، أن يلبسوا عباءة العار والانحطاط الخلقي، وعلى المعنيين من المسؤولين، والمكون السنّي نزع الهوية العراقية العربية الإسلامية عن القتلة ومن صفق لهم .
يدعي هؤلاء المجرمون إنتماءهم للسنة، فعلى السنة الشرفاء إعلان البراءة من هؤلاء المجرمين، لأن عدم الإدانة لهؤلاء المجرمين، والبراءة منهم يسيء إلى السنة، ويظهرهم راضين عن أفعال هؤلاء القتلة المتوحشين عديمي الدين والإنسانية، حواضنهم في الفلوجة باعوا شرفهم لهؤلاء المجرمين، فاعتدوا على أعراضهم وهم يصفقون لهم، لقد آن الآوان أن ينتفض شرفاء السنة من مختلف الطبقات على هؤلاء الوحوش الذين يدعون إنتماءهم للطائفة السنية، وعلى السنة الشرفاء أن يفضحوا السياسيين الذين يدعمون هؤلاء في السرّ والعلن، ويريدون تسويق أهداف هؤلاء الإرهابيين باسم السنة .
إننا نغبط الشهيد مصطفى الصبيحاوي بعد أن نال شرف الشهادة على يد زمرة داعش وفصائل البعث المجرم، لقد طافوا بالشهيد شوارع الفلوجة وهم منتشون بأسره، فازداد الشهيد عزّا وفخرا وكرامة عند الله الذي كرّم الشهداء، قال تعالى في كتابه المبين القرآن الكريم :
(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ))169 آل عمران . وقوله تعالى : (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )) 154 البقرة .
هناك أمور في قضية الشهيد مصطفى الصبيحاوي لا بد من الإشارة إليها، منها طريقة العرض الهوليودي للأسير مصطفى التي شارك فيها حواضن داعش في الفلوجة، ولو أني متأكد بعد تحرير الفلوجة سيخرج هؤلاء مع نسائهم وهم يصفقون ويهللون للجيش والحشد الشعبي، مثل ما فعلوا في مناطق أخرى للتمثيل والتغطية، لكننا نأمل هذه المرّة أن لا يفلت مجرم متعاون مع داعش أو هو داعش، بعد الاستعراض في شوارع الفلوجة علقوا الشهيد على جسر الفلوجة وشنقوه، وليتهم اكتفوا بذلك لكن حقدهم دفعهم إلى حرق الجثة، في هذا العرض اللا إنساني الذي صوروه وعرضوه للإعلام ازداد الشهيد محبة في قلوب العراقيين، وازداد قربا وكرامة عند الله تعالى كونه شهيدا ومظلوما، أما القتلة ومن صفق لهم فقد ازدادوا ذلّا ومهانة وبعدا عند الله تعالى .
الأمر الآخر الذي نلفت الانتباه إليه هو الصمت من السياسيين أصحاب الأبواق المأجورة، الذين يملأون الدنيا ضجيجا لأمور غير واقعية أو تافهة، فقد سمعنا التطبيل والتزمير عن الثلاجة بعد تحرير صلاح الدين، وسمعنا الصياح لإبعاد الحشد الشعبي عن المعركة من أجل الثلاجات، وسمعنا صياحهم غير المبررعندما بدأت حملة ( يا حسين ) لتطهير الانبار وطالبوا بتغيير الإسم، ونحن نعلم أن أي حملة عسكرية تسمى بأي إسم يختاره القائمون بالحملة، كأن تسمى باسم أحد الضباط الشهداء مثلا، مثل ما جرى في حملات سابقة، لكن السياسيين الدواعش والبعثيين يفتشون عن أي مبرر حتى لو لم يكن وجيها للتشويش وإرباك العمل، وقد باتت هذه النوايا واضحة للشعب العراقي، لكن لم نسمع صوتا من هؤلاء في قضية الشهيد البطل مصطفى الصبيحاوي، رغم المشاهد غير الإنسانية في قضيته.
الأمرالذي جلب الانتباه والذي أثلج صدور ذوي الشهيد وأحبابه والمتعاطفين مع قضيته، تصريح الشيخ المجاهد قيس الخزعلي رئيس عصائب أهل الحق، عندما صرّح أنه ولي الدم في قضية الشهيد مصطفى، وأن المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي سيأتون بجثة الشهيد على جماجم من قتلوه، وأن فاتحة الشهيد ستقام في الفلوجة، ونحن من خلال متابعتنا الميدانية نرى المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي أهل لها، فهم أصحاب قول وفعل، وحادثة سبايكر تشهد بذلك .
أخيرا نقول لذوي شهداء العراق جميعا من حقكم أن تفخروا بشهدائكم، فهم كواكب مضيئة، ولهم العزّ والفخر في الدنيا والآخرة، ونهنئ ذوي الشهيد البطل مصطفى العذاري ( الصبيحاوي )، ونهنئ جميع الشهداء على مكانتهم العالية في الدار الآخرة، بعد أن فازوا بالشهادة، ونالوا رضوان الله تعالى .