لو تصفحنا التاريخ منذ البداية الى يومنا هذا لنجد فيه دروس وعبر ومعارك كثيرة تختلف باهدافها ونتائجها باستثاء معركة الطف التي ابكت العالم العربي والاسلامي وبقى الانتصار فيها خالد الى يومنا هذا ,لربما هنالك العديد من المعارك لم تشارك الشعوب بجميع مكوناتها وفئاتها العمرية ضد عدو واحد حسب معطيات الواقع الميداني فتحدث حرب بين جيش واخرلاطماع اقتصادية على ارض متنازع عليها, او بحثا عن منجزات أورغبة في اتساع دائرة الحكم والسيطرة على اراضي اواقضية حدودية جديدة, مهما تعددت الاسباب فالوصف يبقى ثابت بان حرب حدثت بين دولتين لسبب مفتعل او الدفاع عن حق مغتصب يتم استرجاعه بالقوة, الا ما شهده العراق من معارك طاحنة تجاوز فيها خطر مفهوم الحروب النظامية التي تحدث بين جيشين نظاميين تسخدم فيها كافة الأسلحة والمعدات العسكرية , حرب الشعب العراقي بكافة اطيافه ضد التنظيمات التكفيرية تحت غطاء مايسمى بتنظيم داعش المدعوم من قبل الدوائر الامبريالية والامريكية بالاسلحة والمعدات هي اخطر حرب في التاريخ المعاصر وتستنزف من الدولة الاموال وأنهيار البنى التحتية ونسف كل معالم الحضارة والتقدم اضافة الى السكان المدنيين من النساء والاطفال يكونون ضحية من حيث ان معظم المعارك لم تكن بمناطق حدودية خارج اسوار الوطن وبعيدة عن المحافظات أوفي مناطق تحسب في الحسابات العسكرية انها اراضي مفتوحة لاتؤثر على صروح الدولة ومؤسساتها فسيكون هنالك يد تقاتل من الجيش وتبقى المؤسسات الحكومية منتجة للفعاليات العامة لادامة حركة الدولة وتسير احوال الشعب بكافة المجالات , حرب داعش فيها جانب مباغته واخفاء واحتيال وجبن بعيدة عن مفهوم الشجاعة والحرب النظامية , لم ير الجيش والحشد الشعبي اثناء الاشتباكات في منطقة جرف النصر الا عبوات مزروعة بكثافة وقناصين على عدد الاصابع الذي يعيق حركة تقدم وتحرير الاراضي بشكل بطيء جدا مع انه هنالك عناصر من التكفيريين يقاتلون ولكن بطريقة جبانه بعيدة عن مفهوم الاشتباكات العسكرية , وكذلك في معركة تكريت لم يواجه الجيش مقاتلين وجها لوجه واكثر الذين استشهدوا هم من اثر العبوات المزروعة والقنص وكان الحظ له دورا كبيرا في هذه المعركة الذي سبب باستشهاد ثلة من المجاهدين والمتطوعين من ابناء الحشد الشعبي المقدس لعدم معرفتهم بالطرق والخديعة التي زرعت بها العبوات الناسفة , اليوم الشعب العراقي يخوض معركة المصير الواحدة وهي بمثابة الحرب العالمية الثالثة لعنفوانها واتساع مساحة عملياتها واستخدام اعنف واحدث الاسلحة فيها والتعبئة العامة من المدنيين الذين لبوا نداء المرجعية وتسارعوا لقتال تنظيم داعش بما يحمله من فكر متطرف ومعادي للانسانية والحضارة يثبت بان المعركة خطرة والعدو يمثل الارهاب العالمي وهو يقاتل بالنيابة عن كل المنظمات الارهابية في اراض العراق , مما يسعدني ان المعركة وتفاصيلها اليومية وانتصاراتها قد دخلت الى كل بيت عراقي وكانت الآسرة العراقية بجميع افرادها لها الدور الكبير في أدامة وشد ازر المقاتلين واخذت المرأة دورها الريادي من خلال رفد المعركة بالمواد الغذائية وخصوصا العراقيين مشتهرين بعمل ( الكليجة ) والتي اصبحت غذاء مهم لابناء الحشد الشعبي والذي يعتمد في قتاله على المساعدات الانسانية والتبرعات من ابناء الشعب والجانب الاخر شهدت كافة المؤسسات الحكومية وهي تحمل المواد الغذائية والمساعدات العينية وتذهب بها الى سوح القتال ولايختلف الامر ان اغلب طلبتنا الاعزاء قد شاركو ايضا بالتبرعات لدعم معركتنا الوطنية وقد ذهبت وفود من اعضاء الهيئات التدريسية وبعض من شيوخ العشائر والوجهاء والموظفين محملة بقوافل المساعدات الى قيادات الحشد الشعبي , ان احد اسباب الانتصار في هذه المعركة هو الانسجام والارتباط الروحي والفكري وتوفير كل مستلزمات النجاح من حشد كافة الامكانيات المتوفرة وثقة المواطن الذي ذهب يقاتل بدون اي راتب شهري او مميزات يحصل عليها , الدفاع عن العقيدة كان الحماس الذي اولج في نفوس المقاتلين واستذكارا لما قاله الامام الحسين عليه السلام من دعوة لازالت قائمة ( هل من ناصر ينصرنا ) من الاعداء والذود عن حرم رسول الله والمقدسات والانسانية وحفظ تراب الوطن من جموع لم تعرف الا القتل والذبح كوسيلة يتعامل بها , المعركة اعطت رسالة الى كل السياسيين الداعشيين والى الدول الاقليمية وهي تصدٌر المال والاسلحة الحديثة الى التنظيمات التكفيرية وتتفرج عن المذابح لاضعاف قوة العراق واستنزاف خيراته ليكون ذليلا ومطيعا الى السعودية والى اسرائيل ومع ذلك فانها لاتستطيع ان تخدش جدار التماسك والانصهار لكافة مكونات الشعب في بودقة واحدة حينما استجاب الى مرجعيته في تطبيق فتوى السيد السيستاني ادام الله ظله الجهاد الكفائي التي غيرت موازين القوى والحقت هزيمة نكراء بتنظيم داعش

بقلم: صادق غانم الاسدي