إن الشريحة الشبابية في مجتمعاتنا العربية تحتل مكانة مميزة،فهي محور إهتمام و إنشغال كل الأنظمة و الحكومات المتعاقبة . ورغم المجهودات المبذولة لصالح هذه الفئة إلاّ أننا نلاحظ أن النتائج تبقى بعيدة جدا عن الأهداف المرجوة ،وذلك نظرا لكون الوسائل المادية و البشرية المسخرة غير كافية حينا ، ومنعدمة حينا آخر مقارنة بمتطلبات الحياة الحقيقية.
وتسعى الدول العربية في السنوات الأخيرة إلى إستغلال وسائل الإعلام و الإتصال ،وذلك للإهتمام بمشاكل الشباب الإجتماعية و التربوية و الإقتصادية ،من خلال إشراك هذه الفئة في الأنشطة المبرمجة لفائدته.
والسؤال المطروح هنا ماهي أسباب إهتمام الإعلام والإتصال بالشباب ؟
ربما هذا ما يفرزه لنا أن مشكل الإعلام و الإتصال مطروح بحدّة وسط الشباب وذلك لعدّة أسباب منها :
– نتائج الأنظمة الإجتماعية و السياسية التي عملت على تهميش العديد من الشباب مما زاد في تعقيد (حياتهم) وأصبحت مشكلتهم لا تحل إلا ّ بالإستفادة من وسائل الإعلام والإتصال .
– عدم التوجه إلى المؤسسات التي يمكن أن تخدمه الهيئات و المنظمات و الجمعيات ودور الشباب التي تقدم له خدمات في حياته اليومية غير أن هذا الأخير كثيرا ما يجهلها ، فتجده يفشل أمام عائق يواجهه في بداية حياته فيصبح غير قادر على حلّ مشاكله ، وحتى كيفية مواجهتها و التعامل معها .
حيث أن الشاب لا يشعر بقيمته في الجماعة أو المجتمع إلاّ بعد أن يقوم بعدة أدوار تفرض عليه ،كالإتصال بزملائه وأقرانه وذلك إلى جانب الإتصال اليومي الذي يقوم به لإشباع حاجاته الأولية والأساسية . أمّا العزلة فتولد عنده الخوف و الإكتئاب ، إذن فهو بحاجة لمختلف وسائل الإعلام الشبابية ومصادر المعرفة التي تدعم مكانته في المجتمع .فالشباب في حاجة إلى تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين من خلال عملية الإتصال المستمرة في حياته اليومية مما يساعده في إتخاذ قراراته المصيرية حيث أن الإعلام يسعى إلى تزويدهم بكل المعلومات المتعلقة بحياتهم اليومية والمستقبلية. وتشترك في هذه المهمة جميع القطاعات المعينة.كما يعمل على توجيههم والإصغاء لهم قصد حمايتهم من الوقوع في أحضان الآفات الإجتماعية من جهة ، كما يساعدهم على تجسيد مبادراتهم ومشاريعهم من جهة أخرى . إلى جانب ذلك يساهم الإعلام و الإتصال في عملية الإدماج الإجتماعي و المهني التي تحتاج إلى تظافر جهود الجميع.
إن الشباب الطموح ، ولا سيما منهم من تحمل مشروعا ويريد إنجازه فيجب على الدولة أن تسخر له المعلومة وتضعها تحت تصرف الشباب .وتجعلها في متناوله (كالمعلومات على المستوى الإقتصادي و التقني و التشريعي و التنظيمي وغيرها ..) وذلك عبر إستخدام وسائل إعلام وإتصال ملائمة لنشر المعلومات التي من شأنها توجيه الشباب ، كما تساعدهم على الإندماج إجتماعيا ولإقتصاديا وثقافيا . وهذا ما أفرز الكم الهائل من وسائل الإعلام والإتصال التي إمّا يديرها أو يعمل بها شباب كفضاء الإعلام الرقمي الذي إجتاح الساحة الإعلامية وأصبح منافسا للإعلام التقليدي.ومحاولة هذه الأخيرة مجارات الإعلام الجديد عبر ضخ دماء جديدة وإعطاء الفرصة للشباب للعمل في هذا المجال