السيد رئيس وزراء العراق نوري المالكي المحترم.

قبل التحية اود ان اهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم متمنيا لكم ولشعبنا الطيب كل الخير.

 

تحية عراقية خالصة

 

قد تبدو رسالتي هذه خروجا عن المألوف في المخاطبة بين رئيس وزراء دولة كشخصكم الكريم و”مواطن” مع وقف التنفيذ لازال يبحث عن وطن مثلي. ولكن هذا الخروج عن المألوف يصبح مألوفا أذا ارتبط الامر بمستقبل البلد وشعبه وثرواته، وهنا لااريد وانا كما ذكرت لكم مواطنا عراقيا مع وقف التنفيذ ان ازايد على وطنيتكم وحبكم لشعبكم وحرصكم على ثرواته، ولكنني ان سمحتم لي فانا امتلك الحق على الاقل وانا ولدت على ارض بلد اسمه العراق وقضيت بين ناسه الطيبين عقدين من عمري قبل ان اغادره مجبرا، ان ادافع كما الكثيرين غيري ومنهم بالتأكيد شخصكم الكريم عن ثروات هذا البلد المنهوب من لصوص اعتقد جازما من انكم تعرفونهم خيرا مني لانكم على تماس يومي معهم، ان لم يكونوا اساسا من اهل الدار وللاسف الشديد.

 

السيد رئيس الوزراء المحترم

 

لقد نقلت يوم امس العديد من وسائل الاعلام ومنها صفحة الكترونية لاأظنها تريد بك سوءا وهي صفحة عراق القانون خبرا عن صدور كتاب رسمي منكم مذيلا بتوقيعكم وموجها الى وزارة الخارجية العراقية، تأمرون فيه بتعيين الناطق السابق باسم حكومتكم السيد على الدباغ سفيرا للعراق في احدى الدول العربية دون تسميتها للآن. علما ان علاقة السيد الدباغ بعقد الاسلحة المبرم مع روسيا والتي دارت حولها الكثير من الاقاويل كانت سببا في اعفائه من منصبه ودخوله انتخابات مجالس المحافظات السابق بقائمة منفردة. ومن الطبيعي جدا وانتم على رأس السلطة من انكم تعرفون جيدا ان “الشائعات” ان لاحقت مسؤولا معينا وخصوصا حول الشك بذمته المالية وعدم امانته، فان هذه “الشكوك” تتحول الى حقيقة خصوصا اذا رفض المسؤول المعني كشف حسابه امام لجان النزاهة وغيرها من الاجهزة التي من المفروض انها تلاحق الفاسدين.

 

ولكن الامر، اي اعادة الاعتبار للسيد الدباغ من قبلكم على الرغم من الكم الهائل من الشبهات التي دارت وتدور حوله ليس الاول ولن يكون الاخير ايضا لاسباب عدة، منها ان الفساد اصبح ظاهرة بين ساسة البلد المتنفذين ومسؤوليه وليس حالة وهذا ما اكدته مؤسسات دولية عريقة ومنها مؤسسات تابعة للامم المتحدة. كما وانكم وقبل اعادة الاعتبار للناطق السابق باسم حكومتكم كنتم قد تبنيتم السيد وزير تجارتكم السابق عبد الفساد السوداني، وعذرا ايها السيد رئيس الوزراء فان تسمية عبد الفلاح بعبد الفساد ليست منّي بل هي تسمية ووساما حصل عليه من ابناء شعبنا الفقراء من الذين سرق اموال بطاقاتهم التموينية والتي قدّرت ب 2  ميليارد دولار فقط، ولتحكم محكمة قرقوشية برئاسة قاض اسمه “ورور” مؤخرا ليس ببراءة السوداني فقط بل ليقول قاضيها الجليل ان السوداني قد ظلم، وهنا من حق اي انسان عاقل ان يتسائل عن ال 2 مليارد دولار واوجه صرفها واين اختفت.

 

السيد رئيس الوزراء المحترم

 

يبدو ان الحالتين التي جئنا على ذكرهما ليستا الوحيدتين في سلسلة حالات الفساد والسرقة والرشوة والتلاعب بالمال العام التي تنخر “مؤسسات البلد” ولن تكون الاخيرتين –  ومنها ملفات الكهرباء والمدارس الهيكلية واجهزة كشف المتفجرات وغيرها- ، ولانكم قد أهّلتم السيدين المذكورين وغيرهم ممن لانعرفهم لانهم جزء من لعبة “شيلني واشيلك” فانني اود ان اتوجه الى سيادتكم بسؤال غير بريء وهو ان كنتم ستتبنوني لو اصبحت لصا قريبا منكم؟ اسرق وارتشي وتكون لي حصتي الثابتة في كل الصفقات التي انتدب اليها وبدلا من ان اعاقب نهاية المطاف، ارى نفسي سفيرا او نائبا لرئيس الجمهورية أو مستشارا ان لم يكن لسيادتكم فللقريبين منكم.

 

 

السيد رئيس الوزراء المحترم

 

اعرف جسامة المهام التي تواجهكم وانتم تجاهدون في سبيل وطن معافى من ادران الطائفية! ومن اجل توفير الامن والخدمات للمواطن!  واعرف مدى الجهد الي تبذلونه لتوفير الطاقة الكهربائية وتوجيهكم للسيد الشهرستاني لادارة هذا الملف الشائك على الرغم من تقاطع تصريحاته مع تصريحات مستشاركم ثامر الغضبان التي اصبحت وللاسف الشديد نكتة الموسم، واعرف جيدا وقوفكم ضد تدخلات دول الجوار في شان بلدكم الداخلي دون محاباة اي منها!

 

ولكن كثرة المهام ايها السيد رئيس الوزراء لاتسمح لكم اطلاقا بتأهيل اللصوص واحتضانهم بل بمحاسبتهم وسجنهم لما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا. اما حول طلبي منكم بالعمل كحرامي ومن ثم تأهيلي ثانية واحتفاظي بما سرقته من مال هذا الشعب لنفسي، فانه ليس سوى مزحة لانني لن اسمح لنفسي كما لكل ذي ضمير حي ان اشارك اللصوص ما يسرقونه، فهنيئا للسوداني وهنيئا للدباغ وغيرهم منحتكم الابوية الكبيرة ولن اقول  لهم ولا لغيرهم من لصوص المال العام ياليتني قد كنتم معكم فافوز فوزا عظيما. لان الفوز العظيم هو خدمة الناس لاسرقتهم، ان الفوز العظيم هو حماية الوطن من التشظي لا خيانته بالتهديد بتقسيمه عن طريق الحرب الاهلية والتهديد بها دوما، ان الفوز العظيم هو ان تحاسب اللصوص والافاقين لا ان تكرمهم.

 

السيد رئيس الوزراء المحترم

 

قبل ان اختتم رسالتي هذه اذكرك بما قاله الامام علي “ع” لمعاوية عندما رفض توليته الشام لتعرف الفرق بينكم وبين من تدّعون موالاته، لان معاوية كان بنظر الامام علي ” من اهل المكر والغدر، وأولي الجور والظلم، وأكلة الرشا، المشترين الغادر الفاسق باموال الناس، الذين سفهوا الحق واختاروا الباطل، والذين لو ولّوا على الناس لاظهروا فيهم الغضب والفخر والتسلط بالجبروت والفساد في الارض”. ولعمري فان اتباعكم لايخرجون عن وصف الامام علي لابن آكلة الاكباد بشيء قيد انملة ان لم يكونوا اسوأ منه.

 

السيد رئيس الوزراء

 

اعيد واكرر سيادة رئيس الوزراء ان تتقبل اقتراحي كي اكون حراميا لاشارك بنهب الوطن المبتلى كمزحة لاغير، لان اللصوصية مهنة شاقة لايقوى عليها الا صنف من البشر لايشرفني ولا الملايين غيري ان نكون منهم. وتذكر ايها السيد رئيس الوزراء ان دولة القانون هي تلك الدولة التي تحاسب اللصوص والقتلة والخونة وليست تلك الدولة التي تكرمهم.