أمريكا الشيطان الأكبر، قالها الإمام الخميني ( رض ) في بداية الثورة الإسلامية الإيرانية، وقد أثبتت الأحداث والوقائع أنها هي الشيطان الأكبر حقا وحقيقة، هذا الشيطان يوجهه العقل اليهودي الصهيوني، أمريكا الشيطان عندها خدام كثيرون أهمهم عوائل عربية استولت على الحكم منذ عشرات السنين تحكم بالوراثة، بعيدا عن الحرية والديمقراطية وإرادة الشعوب، هؤلاء الخدام المطيعون يقدمون أي شيء لسيدتهم أمريكا، قدموا الكرامة ومليارات من دولارات النفط العربي، واشتغلوا أدوات لتنفيذ المشاريع الأمريكية في المنطقة، أما الثمن المدفوع من أمريكا هو حماية عروش هؤلاء الحكام الأعراب الذين يحكمون شعوبهم بالنار والحديد، جميع هؤلاء الحكام هم مخالب للشيطان الأكبر، وأكبر مخالب الشيطان اليوم هي السعودية حاملة لواء الفكر التكفيري باسم الإسلام.
السعودية تؤدي خدمتين كبيرتين لأمريكا وسيدتها الصهيونية، الأولى خدمة مزدوجة وهي إنعاش الإقتصاد الأمريكي في كل فرصة ومناسبة، إضافة لدورها في تنفيذ المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، والثانية تشويه صورة الإسلام وإظهاره دينا دمويا لا يحترم الأخر ومتخلفا عن الركب الإنساني، ولهذا السبب نرى يهود العالم خاصة الصهاينة يرعون الوهابية، ويدعمون حكام السعودية الذين يتبنون الفكرالتكفيري الوهابي، وقد أجادت الكاتبة والباحثة العراقية المغتربة والمختصة في علم اللاهوت (إيزابيل بنيامين ماما اشوري) عندما سئلت لو طعن مسلم التوراة بالتزوير ما هو موقف اليهود من ذلك ؟
أجابت الباحثة في إحدى مقالاتها المنشورة : (( فمن يجرأ على نقد التوراة . وحتى المسلمين لو قاموا باتهام التوراة بالتزوير فسوف تقوم السعودية بالدفاع عن التوراة وتقوم بطبع مصحف مزور )) .
وجواب الباحثة نستوحي منه أن السعودية تفعل أي شيء من أجل رضا اليهود حتى لو طلبوا من السعودية إصدار مصحف مزور فستفعل !
لقد سمعنا بفتاوى شيوخ الوهابية، وشيوخ داعش وهم يحرمون قتال اليهود في فلسطين لأنهم أصحاب كتاب سماوي، لكنهم يحثّون ويدفعون لقتل المسلم الآخر، وسمعنا كذلك أن جرحى داعش وجبهة النصرة اللتان تقاتلان في سوريا تنقلان جرحاهما إلى إسرائيل للعلاج، وننقل تصريح نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أمام نظيره التشيكي أثناء زيارته لإسرائيل وهو يقول :
(( التهديد الأكبر ليس من ( تنظيم الدولة الإسلامية ) داعش بل من التطرف الأصولي الشيعي … )) ويعني المقاومة، فمن حق الشيعة اليوم وكل مقاوم للصهاينة أن يفخر لأن إسرائيل تعدهم أعداء لها، والعار على الوهابيين وشيوخهم، وعارعلى الحكام الأعراب ومن يواليهم، لأن إسرائيل تعدهم أصدقاء وحلفاء ينتصرون لها، ويقاتلون المسلمين الآخرين نيابة عنها.
الدورالذي تقوم به السعودية ومعها بقية الحكام الأعراب، من حرب ضد شعب البحرين بالأمس ولا زالت، واليوم حرب معلنة ضد شعب اليمن، وقصف للمدنيين من الجو بلا رحمة بمباركة أمريكية صهيونية، لا لشيء سوى الأوامر التي صدرت إلى السعودية لقتل شعب اليمن، لأن الحراك الشعبي في اليمن يسير بالإتجاه الآخر المعادي للصهيونية والمؤيد للمقاومة، وهذا الموقف عند أمريكا ومخالبها الشيطانية جريمة كبيرة.
لقد تمنت الشعوب العربية والإسلامية لو كان هذا القصف العنيف الذي تقوم به السعودية وحلفاؤها على الصهاينة الذين شردوا شعبا كاملا واحتلوا أرض فلسطين، وتمنت هذه الشعوب لو كان هذا القصف على اسرائيل عندما شنت عدوانها على غزة الذي استشهد فيه الكثير من أبناء غزة الصابرة تحت نظر وسمع الحكام الأعراب والجامعة العربية، وكم كانت الشعوب العربية والإسلامية تتمنى على محمود عباس الرئيس الفلسطيني الذي ألقى كلمة في مؤتمر الجامعة العربية، لو أعلن من المؤتمر بضرورة توجيه القصف على إسرائيل عدوة العرب والمسلمين والإنسانية بدل توجيهه لقتل شعب اليمن، لكنه أعلن تأييده للعدوان، وبذلك لبى نداء دولارات النفط السعودي، وخيب آمال الشعب الفلسطيني الذي كان يتطلع إليه لنصرة قضيته لا أن ينتصر للعدوان السعودي الأمريكي على شعب اليمن، لكن دولارات النفط السعودية تفعل فعلها حتى على مستوى الأمم المتحدة.
أعطت أمريكا السعودية بعد أحداث ما سمي ( الربيع العربي ) دورا جديدا، تحركه في الإتجاه الذي تريد فيتبعها قطيع الحكام الأعراب، أرادت أمريكا بتشجيع من تركيا التي يحكمها حزب أردوغان ( حزب العدالة والتنمية ) المنتمي فكريا إلى جماعة الأخوان المسلمين، إدخال جماعة الأخوان خاصة بعد سيطرتهم على الحكم في مصر، طرفا منافسا للدور السعودي لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية، لكن السعودية رفضت ذلك، وأصرّت أن تبقى هي المتصدرة في هذه المهمة، ولا تقبل بأي منافس آخر، ووفق هذه الرؤية رفضت منافسة الأخوان في قيادة الإسلام السلفي خارج إرادتها، وعلى هذا الأساس بذلت السعودية المليارات لإسقاط حكومة الأخوان في مصر ونجحت في ذلك، وترفض دور قطر وتركيا اليوم وفق هذا المعيار، وستبقى السعودية رافضة لأي منافس لدورها، مثل ما رفضت سابقا دور صدام المقبور، إذ دعمت مع جوقتها من الحكام الأعراب التدخل الأمريكي في العراق لإسقاط حكومة صدام، بعد أن خرج صدام عن حدود الدائرة المرسومة له، تدخلت أمريكا في العراق بعد أن انتهت مهمة صدام في خدمة الأهداف الأمريكية .
بعد أحداث ما سمي ( الربيع العربي ) المصّنع في دوائر المخابرات الخارجية، لخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، أخذت السعودية تتحرك عسكريا لدعم هذا المشروع، تحركت عسكريا في البحرين لإنقاذ حكامها من ثورة الشعب البحريني، واليوم تحركت للعدوان على شعب اليمن مع جوقتها من الحكام الأعراب، حراك السعودية العسكري يحقق عدة أهداف لأمريكا، منها إضعاف وإنهاك الشعوب العربية خاصة التي تحمل نَفسا مؤيدا للمقاومة ضد إسرائيل لإشغالها بجروحها ومشاكلها الداخلية، إبقاء هذه الشعوب المسلمة مع حكوماتها تحت توجيه تيار الوهابية السعودي، لتعمل ضمن دائرة أوامر الحكومة السعودية.
العدوان العسكري للسعودية سواء كان بالمباشر أو غير المباشر، من خلال دعم منظمات الإرهاب مثل ما يجري في سوريا والعراق، خطوة مهمة في طريق تقسيم هذه البلدان حسب ما يتمناه أصحاب المشروع الأمريكي، وحكام السعودية الوهابيون يعرفون ذلك، ويعرفون أيضا أن عدوانهم العسكري، وكذلك دعمهم لمنظمات الأرهاب التي تنتمي فكريا إلى المذهب الوهابي، هي خطوات إلى الأمام لخدمة مشروع أمريكا التقسيمي لدول المنطقة بما فيها السعودية، لكنهم ينفذون المشروع الأمريكي التقسيمي رغم إنوفهم، لأن هذه أوامر اليهود الصهاينة التي لا أحد يستطيع الردّ عليها .
تحقق أمريكا عدة أهداف من حراك السعودية العسكري، إذ تحولت السعودية وجوقة بلدان الخليج إلى سوق يدرّ مليارات الدولارات إلى الخزينة الأمريكية، إضافة إلى الأموال الطائلة التي تدفعها السعودية وبقية بلدان الخليج رشوة لشراء مواقف الحكومات الغربية، وشراء مواقف السياسيين في هذه الحكومات، وهذه هي سياسة الحكومة السعودية منذ ولدت ولغاية هذا اليوم.
الرشىوة السعودية ظهرت آثارها عندما صوت مجلس الأمن بنسبة (16 ) دولة من الحضور لصالح مشروع العدوان على اليمن، مع عدم استخدام الفيتو ضد المشروع لم يتطرق المشروع إلى الحالة الإنسانية من قتل للمدنيين، وتخريب للبنى التحتية، فقط أدان حراك الشعب اليمني، مع فرض عقوبات اقتصادية على قادة الحراك الشعبي، للأسف مجلس الأمن تحول إلى دائرة تابعة للإدارة الأمريكية، والدول في المجلس تبيع مواقفها في سوق النخاسة، العار للأمم المتحدة الموظفة لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية، بعيدا عن إرادة الشعوب .
السعودية ودول الخليج تحولت إلى مخازن ضخمة للسلاح، ذكر معهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن السعودية زادت في عام ( 2014 م) شراءها للسلاح من الغرب بنسبة (17 %) عن الأعوام السابقة، وبلغت قيمة السلاح الذي اشترته السعودية مع نفقات عسكرية أخرى لعام ( 2014 م ) ( 80 ) مليار وثمانية بالعشرة من المليار دولار، أي حوالي (81 ) مليار دولار ، وبذلك اقتربت من مقدار الإنفاق الروسي الدولة العظمى الذي بلغ (84 ) مليار دولار، واحتلت السعودية الدرجة الرابعة في الإنفاق العسكري لعام (2014 م) بعد أمريكا والصين وروسيا، أي تنفق أكثر من إنفاق دول كبرى أخرى مثل بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، السؤال الذي يتبادر إلى الذهب، لمن تكدس السعودية هذا السلاح ؟ هل لحرب إسرائيل عدو المسلمين والعرب أم للعدوان على الشعوب العربية والإسلامية بعد أن تحولت إلى مخلب للشيطان الأكبر؟
أرى إن مخلب الشيطان السعودي قد طال بالقدر الذي يستوجب قطعه وقصه، وفي تقديري إن موعد القص قد اقترب، وبات على الأبواب، وإذا حل موعد قص المخلب السعودي فهذا يعني أن دوره قد انتهى، ولا بد من التغيير في السعودية، وتصريح الرئيس الأمريكي أوباما منتصف شهر نيسان (2015م ) يوحي بذلك ، إذ انتقد تدخلات دول خليجية في ليبيا، ودعمها لمنظمات الإرهاب فيها، هو لم يحدد هذه الدول لكنها معروفة للجميع هي (السعودية والإمارت وقطر) وتريد السعودية توريط الكويت أيضا، هذه هي الدول الخليجية الرئيسية التي تدعم الإرهاب، إضافة لدعم تركيا إلى منظمات الإرهاب المرتبطة بالإخوان المسلمين، لأن الحزب الحاكم في تركيا محسوب على جماعة الأخوان .
في رأيي إن العدوان السعودي على اليمن هو أشبه بعدوان صدام على الكويت، عندما غررت أمريكا بصدام للعدوان على الكويت، مثل ما غررت به قبل عدوان الكويت للعدوان على إيران، والنتيجة بعد أن أكمل مهمته أنهت أمريكا وجوده، والملفت للإنتباه وجود مفارقة غريبة، وهي أن الكويت التي كانت ضحية لعدوان صدام عليها، تشارك هي اليوم مع السعودية في عدوانها على اليمن، فهل نسيت حكومة الكويت هذا المشهد المؤلم؟ لا فرق عندي في الحالتين، كان المفروض من حكومة الكويت أن ترفض العدوان السعودي على اليمن لا أن تدعمه، لأني لا أرى فرقا بين العدوان على الكويت من قبل صدام، والعدوان على اليمن من قبل السعودية، اللعبة ستنتهي، لكن آثارها ستبقى تتفاعل .
أخيرا أقول أن مخلب أمريكا ( السعودية ) سائر إلى حتفه ونهايته، والشعوب تنتظر نهاية الحكم الوهابي التكفيري في السعودية، الذي زرع الفرقة والفتنة في صفوف المسلمين، ونتمنى أن يكون التغيير لصالح شعب نجد والحجاز من خلال حكومية وطنية بعيدة من التوظيف لصالح الأهداف الأمريكية والصهيونية .
بقلم: علي جابر الفتلاوي