سمرقند واحدة من مسلسلات شهر رمضان المبارك، ورمضان مثل كل عام شهر لإجترار الذنوب والمعاصي، ودفع الناس دفعا الى الفوضى الروحية والفكرية وتخريب صيامهم وعباداتهم من قبل إدارات القنوات الفضائية العربية التي يديرها ويعمل فيها مانسبته 99% من التقنيين والفنيين والإداريين ممن لاعلاقة لهم بالصوم والصلاة، وكثير منهم من أتباع ديانات أخرى، ولاعلاقة لهم بالإسلام، ولا بالصيام.
عشرات ملايين المسلمين من العرب على الأقل يتابعون يوميا مسلسلات رمضانية تعرضها قنوات فضائية عربية عديدة تنقل واقع الصراع المجتمعي والطبقي وتصور الفقر بأبشع حالاته ومجتمع الجريمة المنظمة وفوضى الحارات الشعبية والفساد الذي يطبع النفوس والضمائر والجشع الى المال والسلطة والفن الهابط والغناء وشرب الخمر واللباس غير المحتشم وهو مايشير الى عقلية متناقضة ومزاج عربي مضطرب رسخ فكرة، أن رمضان شهر للصيام في النهار عن الطعام والشراب حصرا، بينما يجوز للصائم النظر في الأجساد العارية والصدور المكشوفة، والإستمتاع بحوارات الممثلين في غرف النوم والملاه والحانات وعلى طاولات القمار ومجالس الخم، ثم يأتي الليل ليكون موعدا مع الطعام والشراب والفرجة المفتوحة على كل شئ من غناء الى رقص الى خمر.. ربما لايجوز لي أن أستغرب فقد لاحظت في بعض سفراتي العديد من العرب المسلمين يصومون في النهار لكنهم يشربون الخمر ليلا!
يظهر مسلسل سمرقند نوع الحكم العربي للبلاد التي فتحها المسلمون في صدر الإسلام إمتدادا الى آسيا الوسطى، وكيف كانت تدار والصراع الذي يحتدم في المخادع والمجالس الخاصة ودواوين الحكم، وكيف تتم المتاجرة بالجوار والنساء المختطفات من تلك البلاد ليتم قيادهن الى بلاد العرب حيث يبعن في سوق النخاسة بطريقة قذرة وبتواطئ مكشوف من عصابات رجال الدين والأسر الحاكمة بإسم الإسلام، وكيف يتم سرقة ثروات الشعوب في تلك البلدان وتحويلها الى قصور الخلفاء والحكام والولاة والتجار الكبار وزعماء الحروب الهمجيين الحاكمين بإسم الدين؟
على العرب أن لايجتروا لماضي القذر الذي يتباهى به البعض جهلا فهو تاريخ همجي على أية حال إنتقل من قلب الصحراء حيث القتل والغزو المتبادل ودفن البنات الرضع وهن في مهودهن تحت الرمال الحارة الى المدن والحواضر بركوب موجة الدين وبشعار نشر الإسلام حيث كانت الجيوش العربية تتوجه غازية الى مختلف البلدان لنهبها وتدميرها ونشر الدين عنوة فيها بينما تهان تلك الشعوب وتذل وتقمع وتنهب مواردها بطرق شتى ويعين عليها ولاة عرب قساة أجلاف مع حاميات عسكرية عربية فيها مجموعات من القتلة على طريقة داعش والقاعدة.
الحضار ة العربية الإسلامية إنهارت وهي تدفع الثمن اليوم، ولم يكن سبب إنهيار الحضارة الإسلامية لعامل الصراع مع الغرب والحضارات الأخرى، بل لنوع الظلم والجبروت الذي مورس من قبل العرب الذين إستغلوا الدين للسيطرة على العالم وإمتهنوه وأذلوه. وقد حدث هذا مع الحضارة الرومانية والحضارة الفارسية وحضارات الإغريق والحضارة الصهيونية الحالية التي ستنهار، ومثلما حصل مع الحضارة السوفياتية الروسية الجبارة والبريطانية والفرنسية والعثمانية، وسيحصل مع الحضارة الأمريكية في المستقبل القريب.
معظم الإمبراطوريات والحضارات قامت على جثث المستضعفين والمظلومين ولابد أن تنهار لأن جثث المستضعفين تهوي بسرعة في التراب وتتبعثر ولايمكن أن تكون أساسا صالحا لحضارة.