بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال الله في كتابه العزيز ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
بين جريمة العصر وعيد الحب رحلة دموية كبيرة لم يتوقف نزيفها إلى الآن وليس هناك أمل في إيقافها في المدى المنظور !!!
بين هذه الجريمة الكبرى ( جريمة قصف ملجأ العامرية ) وما يسمى بعيد الحب فرق يوم حسب التواريخ في إستذكار هذه الجريمة النكراء والإحتفل بهذا العيد . لا نريد القول أن هناك ترابط بين التوقيتين ولا أعرف لماذا أختير عيد الحب في يوم 14/2 من كل عام وهذا لايهمني في الأمر كله ..
ما أريد أن أصل اليه أن جريمة قصف ملجأ العامرية وقد حصلت في يوم 13/2/1991 والتي إقترفتها قوات التحالف الدولي التي شنت حرباً كونية على العراق بحجة إخراج القوات العراقية من الكويت . حرب إبادة للشعب العراقي وإلا ما معنى أن يقصف ملجأ مدني قد لجأ اليه مواطنون مدنيون أبرياء ليتم قصفه بهذه الوحشية وقتل من كان فيه .
لقد إدعت أمريكا أن الملجأ كانت تستخدمه القيادة العراقية آنذاك كمركز لها وقد تبين فيما بعد ومن خلال جثث الشهداء أنه كان يأوي مدنيين فقط وكان من بين الشهداء أطفال لم تتعدى أعمارهم السنة وكذلك كبار السن ونساء وبدل الإعتذار من قبل قوات التحالف للشعب على إرتكاب هذه الجريمة قامت بالتبرير على أن النظام العراقي قد فتح الملجأ للمدنيين لإجل جعلهم هدف لطائرات التحالف دون إحتساب هذا العمل للنظام العراقي آنذاك بأنه أخلى الملجأ للمدنيين ليأوا اليه هروباً من قصف طائراتهم . وعلى إفتراض أنه كان مركز للقيادة العراقية طيب أين أقمارهم الصناعية التجسسية التي تكشف حتى محتويات الجريدة وما مكتوب فيها من مواضيع حسب ما كانوا يدعون ثم أين طائراتهم التجسسية التي كانت تجوب العراق على مدار الساعة الليل والنهار ؟؟
لقد تم قصف الملجأ بتعمد وإصرار على الجريمة والتي إرتكبها رئيس أمريكا الأسبق جورج بوش الأب والغاية منها هي إداخل الرعب في قلوب العراقيين وإنزال أكبر قدر من القتلى لإبناء الشعب والدمار لبلدهم وهذا ما حصل فيما بعد فعلياً أثناء قيامهم بأحتلال بلدنا العراق , وقد راح ضحية قصف الملجأ إلى إستشهاد المئات من المواطنين الأبرياء ..
عذراً يا عيد الحب ولمن أوجد هذا العيد إننا لم نُعَيّد بعيدكم ولم نؤمن بهذا العيد وليس إعتراف منا أننا لا نؤمن بالحب او نستنكره بل على العكس فنحن أكثر الناس نحب ونحب الخير للجميع ولكن قد يكون حبنا يختلف عن حب الآخرين ..
نحب بلادنا ونحب شعبنا ونحب السلام وفي ذات الوقت علينا أن نستذكر هذه الجريمة الكبرى التي اقترفتها القوات الدولية بحق أبناء العراق , وهي الأولى من الاحتفال بهذا العيد وعلينا أن لا ننساها لكي تبقى راسخة في عقولنا وعقول الأجيال القادمة ليطلعوا على جرائم القوات الدولية بحق ابناء العراق ..
من حق أي إنسان أن يحب وأن يفرح وأن يبحث عن السعادة التي يريدها ولا نستنكر عليه ذلك ولكن ذكرى قصف ملجأ العامرية قد غطت على هذه المناسبة وأي مناسبة أخرى لبشاعتها ووحشية مرتكبيها ..
لسنا ممن يعيشون على ذكرى الماضي ولكن من الماضي نستنبط الدروس والعبر لكي نعي ما يمكن أن يكون حولنا وكي نخطط لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا ..
آسف على الإطالة ولكن هذا رأيي في الحالتين .. إستذكار جريمة العصر جريمة قصف ملجأ العامرية وعيد الحب .. ولكم حرية التعليق وإبداء الرأي !!!
أخيراً أردت القول في الختام لو اطلعنا على أسماء الشهداء الذين قضوا في هذا الملجأ نجدهم من شرائح المجتمع العراقي المختلفة وهو دليل على أن العراقيين كانوا لحمة واحدة وأرد أعداء العراق التفريق بينهم لجعلهم طوائف وقوميات وأقليات وهكذا …
رحم الله شهداء ملجأ العامرية وشهداء العراق عامة ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون …