مقدمة
إلحاقاً بمقالنا الأول الذي حمل عنوان ( الدولة الأسوأ والأمة الأسوأ ) وهو مقال لايختص بدولة معينة أوأمة معينة بذاتها ولا يشير الى حزب معين أو كتلة معينة داخل العراق أو خارجه، (وقد يكون العراق انموذجاً أولاً للحياة الحزبية أو الكتلية التي نشير إليها) لكنه يشير أيضاً الى (كافة الدول العربية والإسلامية) كما لاينفصل عن الإشارة الى (الدول العظمى من الأوروبيتين) فالفساد في العقائد والنوايا عمَّ الجميع ولم يعد الإحساس الإنساني كما ينبغي بعد أن نخر الشيطان قلوب الساسة فأصاب العقول والضمائر وحرق الأخضر واليابس في أمم فاسدة بكل قضها وقضيضها وشمل ماشمل سوى قليل من أجزاء الدولة والأمة في هذا البلد أو ذاك مما إضطرنا الى مهاجمة الدول والأمم بكل أحزابها وكتلها ونحن نلحظ إنتشار الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الملوك والرؤساء وفي كافة بلدان العالم.
لقد اثبت لنا العصر المُعاش أن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر غباءاً في العالم
………………..
الجاهلية الأولى
فقديماً سمعنا وقرئنا أن الأمة العربية كانت في مرحلة من مراحل التاريخ مجموعة من العصابات وقطاع الطرق خصوصاً في العصر الجاهلي قبل الإسلام وبعده فهم يدفنون بناتهم أحياء! ويشربون الخمر وتغزو العشائر بعضها بعضاً للسلب والنهب والقتل وقلنا كانت جاهلية أولى.. ولكن وماذا بعد أن بُعِثَ النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهل بقي من عذر على أحد بعد أن وضع النقاط على الحروف..
الجاهلية الثانية
وجاءت الجاهلية الثانية في عصور ملوك ابناء أمية والعباس والعثمان.
الجاهلية الثالثة
ثم جاء عصر العلم والتكنولوجيا وقلنا إن العالم مقبل على ماينفع الناس وجاءت الحروب العالمية معها ليتقاتلوا فيما بينهم بلا مروءة ولاضمير في جاهلية ثالثة وضج العالم بما أصيب به من كوارث ودمار فهل من مُدَّكِّر؟
الجاهلية الرابعة والجاهلية الخامسة
ثم حَلَّت الطامة الكبرى وحَلَّ معها البلاء الأعظم في جاهلية رابعة عنصرية طائفية حزبية زرعت في قلوب الناس ظاهرة الإقتتال بإسم القومية والدين والطائفة في القرن العشرين لتمهد لجاهلية خامسة في هذه الأيام تأكل الأخضر واليابس في بلاد العرب والمسلمين.. فهذه الهند والباكستان وأفغانستان ودول إسلامية أخرى في أوروبا الشرقية يتقاتل فيها أهل الأديان والطوائف بلا رحمة وقلما يخلو بلد ما من ويلات هذه الصراعات والتطرف.. ولم يختلف الأمر في البلاد العربية التي يغلب عليها طابع الإسلام! فقد أصبحت هذه الدول منابع للإرهاب والقتل والدمار والفوضى فهل من مُدَكِّر؟
عصر الفتن والضلالات
ولم يعد الصراع بين الدول العربية وإسرائيل، أو بين الحكومات العربية والإسلامية فقد إنتقل القتال الى الأمم والشعوب في فوضى فكرية وعقائدية تنبش في كتب التاريخ لتؤجج أعظم فتنة في حياة الدول العربية المعاصرة وأصبح العالم العربي والإسلامي على شفير هاوية حادة لن ينجو منها أحد وسيسقط الجميع في مستنقع الحفر التي حفرتها لها مجموعة أطراف الأخطبوط المعادي الذي كان العرب والمسلمون يتشدقون بالوقوف ضده.. فما أخزاكم أيتها الدول المتشدقة بالعروبة والإسلاموأنتم تشرفون على إدارة العصابات التكفيرية والإقصائية ؟! فهل من مُدَّكِر؟
دور العصابات والمنظمات التكفيرية
والأعجب مافي الأمر إحتضان الملوك والرؤساء العرب والمسلمين للعصابات التكفيرية وتربيتها على إرتكاب الجرائم وتغذيتها بنظريات القتل المفرط وإسقاط ضرورة الضمير في العقل الفردي والجمعي لدى تلك العصابات وتدريس فقه الجريمة مع فقه التبرير لكل جريمة تنال النفس والعرض والمال وبذلك ألغيت جميع الخطوط المانعة لإرتكاب الجرائم ولم يسلم حتى الأموات منها ولم تسلم معها حتى الأضرحة والمزارات.
الدولة الأسوأ والأمة الأسوأ
إن دولة أو أمة لايمنعها مانع من هدم البيوت على رؤوس النائمين الغافلين وقتل الناس المارة في الشوارع وهتك الأعراض وإرتكاب جرائم الخطف والمساومة والقتل والذبح والتمثيل بالجثث هي أردأ أمة وأغبى أمة عرفها التاريخ فلم يعد المجال مفتوحا ليقال أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ولا أمة إسلامية هي خير الأمم فهل المقولات لم تعد تصلح لهذا الزمان فلم يعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولاً لمثل هذه الأمة إذ هو متبرء منها ومن أفعالها الشنيعة ولم يعد الإسلام ديناً لهكذا أمة تمرغت في وَحْلِ الجريمة المنظمة التي يقودها رجال هم صنائع الشيطان وصنائع الأحزاب الدينية والعلمانية الذين سخرتهم شياطين الجن والإنس فهل من مُدَّكِر؟
الربيع العربي المزعوم
إن مايسمى بالربيع العربي الذي حدث مؤخراً داخل الدول الإسلامية والعربية لتغيير بعض الأنظمة الدكتاتورية اتضح بعد التغيير أنها لم تسقط بأدوات شعبية أو وطنية وإنما تداخل معه الفعل الدولي الخارجي للدول الكبرى بمشاركة بعض الأنظمة الرجعية في المنطقة العربية والإسلامية التي إختطفت ثمرته وحولته الى صورته الكريهة المشوهة بعد أن اتضح أنها لم توفق كما كان متوقع لها.. فهل من مُدَّكِر؟!
المشروع الدولي للفتنة
لقد أنشئت الدول الخليجية وغيرها من الدول ذات المصالح المشتركة بعض الأحزاب والحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي أخذت شرعيتها من أصحاب الفتاوى الذين تحتضنهم حكومات تلك الدول المرتبطة بالدول الأكبر وتمكنت من إشعال نار الفتنة ونشر الفساد داخل الدول العربية والإسلامية.
الأحزاب الأسوأ والكتل الأسوأ
– قتل الشريك –
وليس من المستغرب أن نرى ونسمع أن زعيماً لكتلة أو قائداً لحزب قد تمكن من قيادة حزبه وكتلته للقيام بأعمال إرهابية منظمة بغطاء دولي وإقليمي وسياسي وهل هناك أسوأ من شريك يقتل شريكه ويتآمر عليه ويهتك عرضه ويزهق روحه ويسلب أمواله فنحن نعيش فتنة مابعدها فتنة يُهَجِّر فيها الجار جاره أو يقتله ثم يقبض المال.
……………………….
إن أمة لاتخاف الله ولا ترعى حرمة هي أسوأ أمة وأردء أمة وهي الأمة ألأغبى في عصر كَثُرَتْ فيها العبر وقل فيها من إعتبر.. فهل من مُدَّكِر.
١٤/١١/٢٠١٣
في العاشر من محرم من عام ١٤٣٥ للهجرة