طالبت المرجعية الدينية الاسراع , بتشكيل الحكومة والاتفاق على شخصية رئيس الوزراء , يحظى بقبول وطني واسع , حتى يساهم في انفراج الازمة السياسية والامنية , التي تعصف في البلاد , ولكن قوبلت هذه الدعوة والمناشدة , الوطنية الصادقة في الحفاظ على اللحمة الوطنية , وعدم تعميق الازمة نحو الاسوأ , فقد رفضها السيد المالكي جملة وتفصيلا , بالاصرار على الاحتفاظ على كرسي رئيس الوزراء , من خلال البيان الذي اصدره مكتبه , والذي اشار به ( بان المالكي , لن يتنازل عن منصب رئيس الوزراء , مهما كانت الاحوال ) وهذا يدل على ان الكرسي , اكثر قيمة , واكثر نفعاً , من مصالح الوطن , واكثر اهمية من الحفاظ على الوطن من التحديات الخطيرة , التي تعصف به , والتي تهدد بشكل جدي , مصيره ووجوده وكيانه , ورغم تفاقم الازمة , بتهديد داعش في التوسع والاحتلال والتخريب والدمار الواسع , وبدلاً من ان يساهم بجهد كبير , في لملمة الازمة , وتوفيت الفرصة على اعداء الوطن , لقد ترك هذا البيان الصادر باسم المالكي , صدى سلبياً واسعاً من التحالف الوطني , الذي يسعى بالاسراع على تشكيل الرئاسات الثلاث ( رئيس البرلمان . رئيس الحكومة . رئيس الجمهورية ) بوجوه جديدة , تحظى بموافقة وقبول واسع من اغلب الكتل السياسية , وعدم اطالة عمر الازمة , ضمن هذه الظروف الراهنة العصيبة , واعتبر ان بيان المالكي , يشكل خروجاً عن ارادة المرجعية الدينية , وتحدياً لها , بعدم الاصغاء الى دعوتها الصادقة والنزيهة , واكد التحالف الوطني , بان بيان مكتب المالكي , يمثل خروجاً عن توافق التحالف الوطني , وحذر بشدة من مغبة اتفاقات سياسية خارج اطار التحالف الوطني , ونعتها ب ( اللعب بالنار ) , واشار التحالف الوطني , بان هناك معارضة واسعة وكبيرة , ضد تولي السيد المالكي منصب رئيس الوزراء , واذا اصر بعناد على التمسك بالكرسي , فانه يساهم بشكل مباشر , بتقسيم البلاد الى دويلات صغيرة ومتبعثرة ومتناحرة ومتصارعة ,, وهو امر مرفوض وغير مقبول , من اغلب الكتل السياسية , بل يساهم الى حد كبير , في تعميق المشاكل والمعضلات نحو الاسوأ وضياع العراق , وان المسؤولية تجاه الشعب والوطن , تتطلب الاسراع الى تدارك السلبيات والاخطاء والثغرات , التي رافقت نظام الحكم في السنين الماضية , بالمعالجة الصائبة . ان الوضع الداخلي والخارجي , يتطلب الاسراع بانجاز الموافقة على الرئاسات الثلاث , دون تأخير او تأجيل , وليس التناحر والتنافس في هذا الظرف الدقيق والحساس , على الكراسي والمناصب , بل يجب التفاهم على ايجاد صيغة جديدة على الرئاسات الثلاث , وبوجوه جديدة , يحسن اختيارها على اسس الكفاءة والخبرة والمقدرة على تحمل الواجب الوطني , بالحس والشعور الوطني المسؤول , من اجل انقاذ الوطن وعدم تركه لقمة سهلة لعصابات الاجرام والقتل داعش ومن يقف معها وخلفها , ان الوقت المصيري , يتطلب الحسم والاسراع , بهمة وطنية عالية