جسن حمزة :

 

ورد عن رجل الدين علي بن أبي طالب قائلاً:(( أأقنع من العيش أن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الحياة وأكون أسوة لهم في جشوبة العيش ، ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع أو لا طمع له بالقرص؟؟ )) كلمة (لعل) لا تؤكد على وجود جائع في الحجاز واليمامة وعلي (عليه السلام ) في الكوفة التي يبلغ سكانها آنذاك حسب المؤرخين ( أربعة آلاف ألف إنسان ) أي أربعة ملايين نسمة بالكوفة.. ويقول عليه السلام : (( ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعماً ، وإن أدناهم منزلة ليأكل البر ، ويجلس في الظل ، ويشرب من من ماء الفرات  )) كل عاقل يفهم من كلام أمير المؤمنين انه لم يكن ليهنئ بعيشٍ وترف وجاه وسمعة ما دام هو الحاكم والخليفة والمسؤول عن رعيته في حياتهم وحقوقهم وشؤونهم الأخرى..وما دام هذا علي وحياته وكل رعيته في البلاد الإسلامية متنعمين بالأمان قبل الطعام والأمور  الأخرى فأين مراجع الدين والساسة الذين يدعون أنهم يمثلون علي بن أبي طالب ويسيرون بمنهجه.؟؟ ولو كان علياَ اليوم حاكما ومرجعا وسياسيا هل يجلس في داره محاطا بأفواج الحماية وطوابير الهمج في الزقاق يتنافسون على لعق يديه ورجليه وهو كالصنم لا ينطق لأنه لا يتكلم العربية!؟ هل يؤيد الاحتلال وفساده ويوجب على العراقيين انتخاب الفاسدين ويفتي بالجهاد والاقتتال بين ابناء البلد الواحد ويسعى لبناء إمبراطورية قضى عليها الإسلام قبل أكثر من ألف عام !؟ هل يحاصر مدن ويسفك الدماء ويفجر المساجد ويهجر العوائل ويجوع أهلها الأطفال والنساء والشيوخ في الصحاري بلا غذاء ودواء ويسرق أموالهم .!؟هل يقوم بإفراغ الميزانيات بكرشه وكروش حاشيته وساسته ويتخم بها بنوك دول العالم ويحرم العراقيين من ابسط حقوقهم ويقطع رواتب الموظفين ويطبق عليهم سياسة (جوع كلبك يتبعك) .!؟ وهل وهل وهل..باختصارٍ شديد.!ونقول..إذا رفض علي بن أبي طالب المشروع الفارسي الإمبراطوري الطائفي ألتقسيمي المقام باسمه وهو بريء منه ووقف بوجهه ورفض فتوى الجهاد الطائفية هل ستقول المرجعيات الفارسية له: إرجع فلسنا بحاجة إليك فالمذهب بخير ما دامت كروشنا ممتلئة! وكما هو معلوم عن علي انه لا يتراجع عن مواجهة الباطل والفساد فحتماً ستعمد الفضائيات والمنابر الطائفية لتسقيطه إعلامياً والتحشيد ضده كما غدروا بمسلم بن عقيل والإمام الحسين وسيُتهم بـداعشي وأمريكي وإسرائيلي ويُقتل ويُمثل بجثته ويُسحل في الشوارع كما فعلوه بأنصار المرجع العراقي الصرخي .الحسني !؟ إلى التبعية والمغرر تفكروا وتدبروا بعقولكم وانظروا أين الثرى من الثريا!؟ أين الفساد من الإصلاح!؟ أين الطائفية من الوحدة!؟ كفاكم إضلالا وتشويها وكذبا ونفاقا،هذا نهج الإمام علي تلميذ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أروني ما قدمت أصنامكم ورموزكم الفارسية للإسلام والمسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم وكراماتهم وما حل بالعراق وسوريا واليمن من قتل وخراب وتهجير بسبب الطائفية والتعصب والانقياد الأعمى لائمة الضلال والإضلال؟ اتركوا علي بن أبي طالب عليه السلام وشأنه والله ما أساء له حتى خوارج عصره بمثل ما أسأتم إليه..كونوا أحراراً وارجعوا إلى إنسانيتكم وفطرتكم وإسلامكم وعروبتكم  .