ليس من الصعب ان ترتقي الى كرسي السلطة ولكن الا مر الاصعب كيف تتخذ من هذا الكرسي عنوان لخدمة ابناء وطنك وان تكون امينا على تحقيق ما انتخبت من اجله من قبل الذين منحوك ثقتهم واصواتهم لتكون لهم عونا وسندا لا تهمل طلباتهم بعد ان تستلم منصبك وتتعالى عليهم وتصبح مقابلتك لهم اشبه بمعجزة وعليهم ان ينتظروا لساعات او ربما لايام حتى يصلون اليك .
على الرغم من مرور اكثر من 10 سنوات على التغيير وسقوط النظام السابق الا المحافظات العراقية اذا استثنينا المحافظات الشمالية لم يطرأ اي تغير كبير في العمران والبنى التحتية لمحافظتنا ولكن ما تم وخلال تلك السنوات الماضية مجرد عمليات ترقيع للارصفة والشوراع وصبغ سرعان ما يزول وكوارث بعد كل تساقط للامطار في فصل الشتاء ناهيك عن سوء الخدمات وخصوصا في قطاع الكهرباء وغيرها تجعلنا نتسائل عن الاسباب في ذلك على الرغم من وجود اجهزة رقابية في كل حكومة محلية تتمثل بهيئة النزاهة ودوائر المفتش العام .
بعد ان انتهت جميع المحافظات من تشكيل الحكومات المحلية بعد مخاض عسير وتوافقات بين الكتل والاحزاب وهذا لعب دورا كبيرا في تشكيل هذه الحكومات رغم التدخلات الكبيرة والمضي بذلك وهذا يجعل الحكومات المحلية امام مسؤولية كبيرة ولاسيما في تلك المحافظات التي تغيرت بها خريطة الحكومات المحلية وهنا سوف تكون امام اختبار حقيقي بوضع لمساتها في التغيير والبناء خلال السنوات القادمة وعليها ان تثبت انها استحقت ذلك عن جدارة وتنهض بواقع المحافظة . ليس المهم ماذا يرتدي او ياكل المحافظ او نائبه او حتى اعضاء مجالس المحافظات المهم هي افعالهم التي تجعل منهم نموذجا يقتدى به وعليهم ان يتخلوا عن تلك المظاهر المزيفة والاعلام الي يجعل منهم نبلاء زمانهم والكف..
عن اللعب بعقول الاخرين بحضور فعالية هنا او هناك او زيارة لمؤسسة الغاية منها مجرد تسجيل نشاط ,فنحن لسنا بحاجة الى اعلام نجعل من خلاله المسؤول وكانه معصوم من الاخطاء والهفوات ولكن علينا ان نرصد الاخطاء ونتاولها بكل تعاون وتفاهم ونضع لها الحل الامثل حتى لا تتفاقم الهفوات وتكون اصعب مما عليه الان وان نتجاوز مسالة المجاملات واخفاء الهفوات لجانب معين ونزمر ونطبل لهفوات الجانب الاخر دون ان نعرف الحقيقة وهذا يفتح الابواب للتنافس في اكمال المشاريع بصورة صحيحة . العراق من اغنى الدول ومن حق ابناء شعبه ان يتمتعوا بخيرات وطنهم ولكن للاسف لم نلاحظ ذلك فلا زال الملايين من ابنائه يعيشون تحت خط الصفر ويسكنون في بيوت من صفيح و لايملكون سقفا سقفا يحميهم على الرغم من ملايين الدولارات التي هدرت والتي صرفت دون تخطيط وكان بالاحرى ان تبنى مجمعات سكنية عمودية في المحافظات وتوزع على الفقراء والمحتاجين بصورة عادلة وهي خطوة تحسب لمن يسعى اليها واعتقد انها ستجد معارضة كبيرة من لم يريد ان يكون منافسه حريصا على القيام بهكذا مشاريع لكي لا تحسب خطوة ايجابية وبالتالي يكون لهم رصيد في كل انتخابات .
نحن لا نحلم ان تتخطى حكوماتنا المحلية بان تاخذ اوامرها من كتلها ولكن نحن نحلم بان تكون هناك عمارات شاهقة كما في مدن العالم والتي ميزانيتها لا شئ مقابل ميزانية العراق الهائلة ولكن الفرق فقط بالتخطيط والادارة واعتقد الان الامر ليس بتلك الصعوبة البالغة التي نتصورها و لاسيما اذا ما تمكنت الحكومات المحلية من التعاقد مع شركات عالمية لها تاريخ كبير في مجال الاستثمار واعتقد اغلب الشركات العالمية لها رغبة كبيرة في العمل في العراق . واخيرا اقول على الحكومات المحلية ان تخلع رداء القومية والمذهبية وان ترتدي رداء الوطنية الحقيقية بكل صدق واخلاص لتكون مثالا حقيقيا يقتدى به من اجل الوطن .