رحيم الخالدي
بعد المعارك التي تكللت بالنصر، إبتداءاً من جرف النصر، وإنتهاءاً بالفلوجة، بات من الواضح من هو الحشد، وما هي آلياته، وكيف يحارب، ولصالح من! ومن هو القائد، الذي إستطاع أن يجمع هذه الجموع ومن كل المحافظات العراقية بكلمة واحدة، وبوقت قياسي قصير، ناهيك عن الفصائل التي هي بالأصل مشاركة وجاهزة لأداء المهام، بل هي في صلب المعارك تحارب الإرهاب، وضمن التشكيلات وفي كل القواطع محققة النصر، لكنه ليس بحجم الإنتصارات بعد الفتوى المقدسة، التي أطلقها السيد السيستاني “دامت بركاته” بضرورة الجهاد الكفائي، والدفاع عن الأعراض والممتلكات والمقدسات .

اليوم أصبح الحشد قوة تخشاها كل المجاميع الإرهابية، لكن هنالك شيء يجب معالجته، ومن قلب ومصدر القرار، والمقصود هنا القيادة العامة للقوات المسلحة، التي تساهم بشكل وآخر بتعطيل الهجومات التي لطالما نبّه عليها الفريق وفيق السامرائي، في ضرورة متابعة الإنتصارات وعدم ترك فراغات، وإلحاق الهزيمة بتلك المجاميع الإرهابية، لنتخلص منهم بأسرع وقت، مستغلين جذوة الإنتصار وهمة المقاتلين العالية، الذين يتسابقون في تحقيق النصر، في أي قاطع يتم تكليفهم بواجب التطهير، لكن هنالك عوائق تمنع الحشد من إستلام مهام كاملة في تطهير المناطق المحتلة من قبل الإرهاب، وهذا الأمر يجب معالجته .

العراق وأمريكا ومن خلال وثيقة أمنية تم التوقيع عليها، يكون على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية مهمة الدفاع عن العراق من أي تدخل خارجي، وخاصة إذا كان التدخل عسكري، ولا أريد التذكير كيف تسيطر أمريكا على الأجواء وتقنية الأقمار الصناعية، وبإمكانها إصابة أي هدف وبدقة عالية من أي من بوارجها المنتشرة في البحار، لكنها وقفت متفرجة في مسألة إحتلال داعش للموصل، إثر خيانات كثير من القادة العسكريين، وحصل ما حصل بعدها من ضحايا مدرسة القوة الجوية، ومجزرة سبايكر! التي ترجح أن الأرقام التي أعطيت ليست بصحيحة، بل هي الضعف أو أكثر لان طلاب القوة الجزية كانوا ألفين وثلاث مئة، فكيف بباقي القوات المنسحبة جراء إحتلال داعش للموصل وباقي ألاماكن .

أينما يتواجد الحشد ترى أمريكا متواجدة بالأفق، والتدخل بصورة وأخرى! والمتبين من الأمر أن الحشد يشكل هاجساً لطالما تفكر به أمريكا وتخشاه، كما المقاومة الإسلامية في لبنان، التي تشكل القوة الضاربة في خاصرة إسرائيل، والعجيب أن أمريكا لم تتدخل في أيّ حرب ضد داعش! إلا حينما تشكل الحشد الشعبي وفق الفتوى المقدسة، وهنا يجب التوقف والتأمل كثيراً، لماذا تدخلت أمريكا الآن؟ بينما وقفت مكتوفة الأيدي عند دخول داعش للموصل، ولماذا يتم معالجة أهداف أرضية من خلال الطلعات الجوية الآن، ولم تعالجها عندما كانت تعد بالأصابع؟ ولماذا عند صدور قرار بمحاربة تلك المجاميع، تتدخل السفارة وتأتي الوفود الأمريكية للعراق؟ .

تحرير العراق من الإرهاب بنوعيه الداخلي والخارجي لابد منه، ومحاسبة كل السياسيين ومن أيّ كتلة كانت وفق القانون، أمر على الحكومة إتباعه، لان العدو إستطاع زراعة أعضاء في كل مفاصل الدولة، والذي سهل الأمر لهم أكثر، إرجاع البعثيين المشمولين بالإجتثاث إلى المفاصل المهمة، وصل لأقوى المفاصل الأمنية ومنها المخابرات، التي تعج بتلك القيادات البعثية، وهي لا تريد للعراق الإستقرار، ولو إستطاعت الحكومة بقرار صغير بسيط، تقليد الحرس الثوري الإيراني، وتكوين دوائر إستخباراتية، لتتولى أمر من يفلت من الدوائر الأمنية العراقية، فلا يمكن الإفلات من تلك الدوائر الخاصة بالحشد، والذي هو أهم دائرة حديثة تم تشكيلها بظرف صعب، وقد حافظ على العراق من الإرهاب، وحقق الإنتصارات التي دفعوا ثمنها أرواح ودماء لا يمكن الإستهانة بها .