كلنا يعلم الظروف التي مرت بسقوط الموصل وما تبعها فيما بعد من صلاح الدين الى ديالى بيد داعش ، وما تناقته وسائل الاعلام من ظروف غاية في الخطورة والتعقيد ، وما صاحبه ذلك السقوط المروع لمدينه تعد ثاني مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية ، والموقع الجغرافي المهم الذي يربط الشمال بالوسط والجنوب ، والمكانة الاقتصادية المهمة التي تمتاز بها هذه المدينة ، مع وجود وجود وانتشار اكثر من ٥٠٠٠٠ الف مقاتل من القوات الأمنية بمختلف صنوفها ، ولكن سقطت المدينة خلال سويعات محدودة وبدون مقاومة تذكر ؟!!!!
الغريب في الامر ان الحكومة السابقة لم تعر أهمية لما يجري بل اصرت انها خيانة كبيرة من الضباط ، ومن قادة الفرق والألوية ، وهذا ما أنكره جملة وتفصيلاً هولاء القادة وان أوامر صدرت لهم بالانسحاب من القائد العام للقوات المسلحة السيد المالكي ، وترك المواقع فوراً لينجو من ينجو ، ويقتل من يقتل ، وغادر القادة على متن سياراتهم المصفحة الى أربيل لينقلوا من هناك بطائرة تقلهم الى مطار بغداد العسكري وبسرية تامة ، ويعينوا بمناصب اخرى اعلى تكريماً لهم لموقفهم البطولي في إسقاط مدن العراق بيد داعش والارهاب البعثي .
المرجعية الدينية كانت واعية جداً لما يحصل ، وكانت تدرك خطورة الموقف ، ولكن منبر الجمعة كان يصيح ولا من مجيب ، ولكن بعد سقوط الموصل والمدينة تلو المدينة ايقنت المرجعية خطر هذه التنظميات الإرهابية ، والتي استطاعات من ايجاد حواضن كبيرة في المدن التي كانت مسيطرة عليها او التي مهد اذناب البعث الصدامي للدخول لها ومعاونتها في مسك الارض .
المرجعية الدينية العليا وبعد يقنها ان الخطر واقع على محالة على العراق وشعبه والمقدسات الدينية أصدرت فتواها الشهيرة ( الجهاد الكفائي ) والتي كانت واضحة تماماً ، ورغم الاتهامات للمرجعية الدينية والفتوى الا انها ظلت تراقب وتتابع الوضع من قريب ، فهب اتباع المرجعية الدينية من مختلف الاتجاهات الدينية والسياسية العراقية ، لتنفيذ هذه التوجيهات وحماية ارضهم وشعبهم ومقدساتهم ، فكان فيهم الفلاح والعامل والطالب والكاسب والطبيب والمهندس ومن شتى مدن العراق ليستابقوا في تنفيذ توجيهات المرجعية الدينية ، ويكونوا سداد مبيعاً ضد داعش في جناية الارض والمقدسات .
هذه الحشود التي تحركت من وازع ديني ووطني لم تكن في اجندتها حماية طائفة دون طائفة ، مع ان الاعم الأغلب من رجال الحشد الشعبي هم من الشيعة الا انهم حملوا هموم وطن جريح ، ولم يحملوا اسماً او رسماً او هوية ، بل كان الوازع الوطني هو من يبث فيهم روح الاندفاع نحو تنفيذ الواجب المقدس ، فنراهم يقاتلون في الانبار وهي مدينة (سنية ) ، ونراهم في صلاح الدين (سنية ) ويتهياون للقتال وفتح مدينة للموصل (سنية ) ، وهذا ما يدل على الهدف أسمى من ان تناله بعض الالسن العفنة التي أصبحت زرقاء بسمها وعفونتها ، لتعبر عن حقدها الطائفي في ضرب حماة الوطن الذين قدموا أنفسهم من اجل الدفاع عن الارض دون المذهب والقومية .
الانتصارات المهمة التي حصلت على الأرض أذهلت التنظيمات الإرهابية أو الذين كانوا معولين على زحف هذه المجاميع نحو بغداد ، وهذا كله بفضل الجهود الكبيرة للقوات الأمنية ورجال الحشد الشعبي الذين قاتلوا ببسالة تنفيذاً لفتوى ( الجهاد الكفائي المقدسة ) التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا ، ومع هذه الانتصارات المهمة للحشد الشعبي إلا أننا نلحظ حملة شعواء تحاول النيل من أهمية هذا الحشد والإساءة لدوره الكبير في مقارعة الإرهاب ، والدور البطولي والجهادي لرجال الحشد الشعبي في التصدي لقوى الظلام من (داعش) والتحالف الارهابعثي لان هذا الحشد هو استجابةً لفتوى شرعية وواجب وطني وأخلاقي وأداء شجاع ومقاوم والدفاع عنه من مختلف التهم التي توجه إليهم من الجهات المضادة واجب لكل مخلص وغيور على وطنه .
هذه الحشود المؤمنة التي تناخت من اجل وطنها وشعبها ومقدساتها لا يمكن لابواق الخيانة ان تنال منهم او تحاول ان تشوه دورهم الديني والوطني في صد الارهاب الداعشي الذي عاث فساداً وقتلا وذبحاً بالبلاد والعباد .
بقلم:محمد حسن الساعدي