لعل الحدث الاعظم عالميا في الصراع مع الارهاب هي فتوى السيد السيستاني في الجهاد الكفائي ، فمنطوق الفتوى كان متقدما على المألوف من الفتاوى تاريخيا ، فتوى لم توجه الى مذهب او دين بل وجهت الى ابناء الوطن جميعا وبغض النظر عن اي خلفية دينية او ايدلوجية او عرقية او اي خلفية اخرى ما خلا الهوية الوطنية….
حينها انبرت اقلام الكثير ممن يدعون لانفسهم الوعي والمدنية والعلمانية والتنويرية وووو ومسميات ما انزل الله بها من سلطان ولا تشبه الا لقلقات يرددها اصحابها وفق منطق التماهي مع القوي والانبهار به ، انبرت هذه الاقلام حين صدور الفتوى محاولة لتشويهها او محاربتها ووفق قراءات سقيمة بادعاء الخشية منها تأجيج الطائفية !!!
فتوى لولاها ووفق كل المعطيات لكان العراق اثرا بعد عين وهذه الاقلام تتخوف من الطائفية اعتراضا على الفتوى !!! ، هذا الموقف ومواقف اخرى تجعلنا نرجح ان شعارات المدنية والعلمانية وغيرها من الشعارات ماهي الا حصان طروادة لتحطيم العراق والمجتمع العراقي داخليا …..
ومما يعزز هذا الترجيح ان هذه الاقلام تواكبها دعما سلطة اعلامية مهولة لترويجها بين ابناء شعوب الشرق الاوسط ، وليس ادل على ذلك من قنوات فضائية ناطقة ومؤسسة من قبل دول كبرى كأمريكا واضرابها لترويج مشروع الشرق الاوسط الجديد وفق قياسات مصالح الدول الكبرى والقوى الرأسمالية العالمية …
الغريب وبالرغم من توفر مادة اعلامية هائلة تعزز الوحدة الوطنية من قبيل مشاعر القواعد الشعبية في المناطق التي احتلها اوباش داعش او التي تتعرض الى طائلة صراع داعش ، نجد هذه القواعد الشعبية مغيبة او تكاد تماما من المشهد الاعلامي ، ففي تصريح لرئيس الوزراء العبادي اشار الى تلاحم رائع بين ابناء الحشد الشعبي والقواعد الشعبية في مناطق الصراع ، لكن الاعلام لازال يدور في فلك صراع المكونات ، هذا الفلك الذي لاتريده امريكا ان يغيب اعلاميا واتت الينا بتصريح يطلب عدم استهداف المكونات !!! ولكأن داعش مكون من مكونات العراق او لكأن اهل السنة يجب ان يروج عنهم بانهم مكون داعشي !!!
بالتأكيد ان هذا التصريح الامريكي تلاقفه تجار الدماء كطاقة تشحن صوتهم الذي سمعناه ومللناه من على منصات الشؤوم وادى ما ادى اليه من ذبح وقتل وتشريد ودمار ، وتلاقفته اقلام الخيبة والفشل من جماعة حصان طرواده لتحاول جاهده انتزاع تأثير الدين سواء بشكله الايجابي او السلبي من المجتمع العراقي !! …..
ان الاعلام العراقي اثبت تخلفه لمواكبة الصراع الاعلامي ولابد من اعادة النظر جديا بهذا الاعلام المتخبط ، والضرورة القصوى في ادبيات الصراع تتطلب صناعة خطاب اعلامي يستثمر الوقائع المغيبة بفعل فاعل والتي تشير الى تلاحم القواعد الشعبية مع القوات المسلحة والحشد الشعبي ، فالاعلام يكاد ان يكون السلاح الاخطر في ادبيات الحرب مع الارهاب والمؤامرات المستهدفة لعراقنا الحبيب …..
تحية الى الرجل العظيم السيد السيستاني الذي حفظ لنا العراق بفتواه العظيمة
وتحية لكل ابناء الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة الباسلة …