عبد الحمزة سلمان
إختار الباري الرسل والأنبياء, والكل يحمل رسالة ومبادئ ومعتقد, أمره أن يبلغ ويرشد الناس إليه, من أجل إعداد الإنسان لمرحلة فكرية جديدة, تدفع الجهل عنه, ويرشده للطريق الصحيح .
عندما أوحي للرسول الأعظم, خاتم الأنبياء والمرسلين, محمد (عليه الصلاة والسلام), أمره الباري أن يبلغ رسالته, ويغزو عقول البشر, ويغرس الأفكار, والعقيدة في العقول الخصبة, لتنمو في بدايتها, ويتدرج بإصلاح ما يمكن إصلاحه فكريا, ولم يؤمر بحمل السيف و الأسلحة, لقطع الرؤوس, أو إزهاق الأرواح, لذا إن الدين الإسلامي فكر, وعقيدة إنسانية, ونعمة من نعم الباري, التي أنعم على البشربها, ولا حدود لها .
صنع أعداء الإنسانية عصابات تكفيرية, وإرهابية, تحمل أفكار معادية للإسلام والمسلمين, وتم تهيئة مناخ مناسب من قبل الفاشلين, والفاسدين, والمغرر بهم, وذوي المناصب من الميكافيليين, وتعني (أن كل وسيلة مهما تكن لا أخلاقية أو غير قويمة مبررة من أجل تحقيق السلطان السياسي) بالعراق بتأجيج الطائفية بين أبناء الشعب الواحد, لتغزو بلدنا, فدخلت من الموصل, وإنتشرت بالمنطقة الغربية للبلد, بعد أن غرر وخدع أهلنا من قبل ثقاتهم .
عصابات أطرت أفكارهم بإطار إسلامي, وفكر معادي له, كإستخدام كلمة (.. أكبر) لقطع الرؤوس, وتنفيذ رغباتهم كالإغتصاب, والسبي, وهتك الأعراض, رغم أن هذه الأمور يرفضها رفضا قطعيا الدين الإسلامي وحرمها, ومن يعملها تجاوز لحدود العقيدة الإسلامية, فهم كافرون, كذلك ما ألحقوا من رعب ودمار بملاذهم الآمن, وبين صفوف الناس, يعني مارسوا قمة الإرهاب, لذا يستوجب الدفاع والجهاد, لإنقاذ البلد منهم, عسكريا وفكريا .
تم هزيمتهم عسكريا, بمعارك جهادية كبيرة, تسابق أبناء البلد الشرفاء لخوضها, ملبين نداء المرجعية بالجهاد الكفائي, الذي أطلقه زعيم الأمة الإسلامية الآية العظمى السيد السيستاني (دام ظله الشريف), وقريبا ستطلق بشرى الإنتصار العسكري النهائي, على أوكارهم المحاصرة, في أجزاء صغيرة من الموصل .
طي صفحة الحرب العسكرية, هو الإنتصار الأولي, يجب أن يتوج بإنتصارنا بالحرب الفكرية, الإنشغال بالحرب العسكرية, ومحاولة أعداء الإنسانية فتح فجوات سياسية, وتفكك إدارة الدولة, الذي يرافقه الضعف الثقافي للجمهور المستهدف من أبناء البلد, لنشر العادات والتقاليد الدخيلة علينا من الغرب وغيرهم, أعد دراستها ونشرها المستشرقون أعداء الإسلام, بين صفوف الشباب, في الجامعات والكليات, ومحلات تزاحمهم الأخرى, وقد وصل بها الحال لتناهز الإلحاد, ويستشف من ذلك أن الغزو الفكري التكفيري, قد أصابنا ويتطلب العلاج السريع, للتخلص من هذه المرحلة .
الحرب الفكرية خطر كبير علينا, وعلى أجيالنا, تحتاج لجهد كبير للتخلص منها, ومعالجة جميع حالاتها, لإنقاذ شبابنا, بأي علاج يستوجب, وإن كان صفعهم ليعيد رشدهم إليهم, وهذا واجب كل من رب الأسرة, وأصحاب الرأي العام, و رجال الدين والأساتذة في الجامعات والمدارس, والساسة المحترمين .
يبدأ العلاج بتوحيد صفوفنا, ونبذ الخلافات السياسية والفكرية, عدونا واحد, وديننا واحد الإسلام, من رب واحد, ونبي واحد, فنحن موحدين ومتوحدين, شق صفوفنا الإرث الفكري, لأعداء الإنسانية, من أجل المنصب, الذي لا زال يرافقنا خلافه, حالة يجب التخلص منها .
نشر الوعي الثقافي الديني الإسلامي, بما تتطلبه مرحلة التطور في العصر الحديث, المواكب للتطور في مجالات العلم والتكنولوجيا, والغزو الإلكتروني, الذي يعرض شبابنا لجميع الثقافات, والعادات السلبية, الموجهة بصورة مقصودة وغير مقصودة .
إحتواء شبابنا بما يضمن لهم التخلص من ضنك العيش, وسد الفراغ, وتنظر لهم الدولة, من أجل رسم خطوط مستقبلهم, والتخلص من هواجس المستقبل المجهول, الذي يدفع للهاوية, إستغلها الأعداء, لتأجيج حالة الكفر والإلحاد .