الجيش العراقي يواجه الفقراء!
ما زال الجيش العراقي جباناً منذ زمن صدام و لليوم .. لفقدانه آلمنهج الفكري و العقائدي الأنسانيّ السليم لتمكينه من تحديد موقفه من القضايا المصيرية و أداء واجبه خصوصا المتعلقة بحياة آلشعب و مصير العباد و البلاد..

لقد أثبتنا سابقا بأنّ هذا الجيش جيش جبان .. لأنّ الذي [يستأسد على أبناء وطنه و شعبه و يتخاذل أمام المستكبرين في الخارج] و كما حدث للجيش العراقي إبان حروبه الداخلية المتعددة حيث أبدى شجاعته ضد الشعب و تخاذل حدّ الركوع أمام المحتلين و المستكبرين, و إستدللنا بحديث الأمام الحسن(ع) الذي قال:
[الجبان مَنْ إستأسدَ على أهله و جبن أمام عدّوهٍ], وثقل المشكلة أن قيادته البعثية كانت لها دور بارز في تقرير هذا المصير الاسود حيث تمرست القتل و الأرهاب و معاقبة الشعب و الهجوم على الجيران و محاولة إجهاض الثورة الأسلامية في حرب إستكبارية طاحنة إمتدت لثمان سنوات كانت أبطالها الجيش والجيش الشعبي وغيرهم,

لكن آلأمَرّ مِنْ كلّ هذا وبعد زوال الحقبة الصدامية السوداء تجدّد ذلك الموقف العار الجبان مرة أخرى أمام ثورة الفقراء القائمة من مستضعفي الشعب الذي قدّم للآن اكثر من 18 شهيداً ومئات الجرحى وحوالي 1500 معتقل في اعتقالات عشوائية.

والمصيبة والمهزلة الكبرى هي عودة العقلية و النهج البعثي من جديد في الساحة لمواجهة المستضعفين الذين بإمكانهم ألتسلح في عشية و ضحاها للقضاء على فلول مرتزقة الأحزاب و الحكومة البعثية الجديدة و في مقدمتهم الحزب الظالم الحاكم, فآلبعث كما قلت في مقالات عديدة سابقة؛ نمط أخلاقي قد يتّصف به أيّ مسؤول و من أيّ حزب لمجرد تكرار الأساليب القمعية و لذلك كانت و ما زالت مفردات قاموس التعامل للاحزاب العار الشيعية كما السّنية المنهزمة أمام الحقّ المبين .. في كيل الاتهامات والأوصاف البذيئة والسيئة لابطال الانتفاضات العراقية العديدة كإنتفاضة رجب و شعبان, حيث كان البعث العفلقي قد وصف أبطالها عام 1991م كما في إنتفاضة 1979م بنفس ألاوصاف التي يصفها حكام اليوم المجرمين كالغوغائية والرعاع والحثالة الرثة والعملاء والمخربين والخونة الذين لا يستحقون الحياة على ارض العراق , واحزاب العار الشيعية و السّنية, يتقمصونها من جديد , بوصف المتظاهرين والمحتجين السلميين , بأنهم مندسين من اصابع بعثية وداعشية؛ مخربون مدفوعي الثمن من اجندات عدوانية ..

و بذلك يقف الجيش العراقي و قوات (الأمن) السيئة الصيت مرّة أخرى و بظل قيادته الجاهلية أمام حقيقة تأريخية كبرى عليهم إتّخاذ الموقف الوطني و الأنساني المشرف كي لا يلعنهم التأريخ و يسحقهم الشعب في نهاية المطاف, خصوصا و أنهم عاشوا وخاضوا معارك خاسرة حتى يومنا هذا بسبب فقدان الفكر إلى جانب فقدان الشجاعة و القيادة الأنسانية الوطنية المخلصة لتقرير مصير البلاد و العباد.

فحذراً يا ضباط و مراتب و أعضاء الجيش والأمن و مرتزقة الأحزاب الحاكمة من تكرار المحنة و قتل الناس العُزّل مرة أخرى و في هذا الظرف, و إعلموا بأن النصر حليف ثورة الفقراء المستضعفين التي لا و لن تنتهي بعد ما (نزل الفأس بآلراس) كما يقول المثل حتى مقاضاة الفاسدين من الحيتان الكبار ألـ500 الذين سرقوا أكثر من ترليون دولار .. فعليهم قبل كل شيئ إرجاعها قبل أيّ وعد أو تعهد أو تصريح أو خطاب بإصلاح الأمور أو تنفيذ مطالب الثوريين كذبا و زوراً.

و بعدها – بعد إرجاع الأموال – سيَتّخذ الشعب موقفا مشرفاً منهم و سيكتب التأريخ هذه المرة جهاد ومواقف الجيش بأحرف من نور بدل اللعن و السّب و آلمحاكمة و ضياع الكل.

و ثورة الفقراء ؛ هي ثورة الثورات .. هي ثورة الله في عراق الضيم و المآسي و الفساد حتى النصر على الفاسدين .. و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي