الموت… ذلك الكائن الحي المشوه، قاسي القسمات، وحش الملامح، لا يفارقنا ظله البغيض ابداً، لا في ليل ولا في نهار. ولا في يقظة ولا في منام.

*ومع هذا فان انياب هذا الوحش ومخالبه الناشبة فيمن فات من احبابنا، ومن احباب الناس، ومن اعزائنا ومن اعزاء الناس.. لابد ناشبة اليوم او غداً، شئنا أو أبينا، فيمن عندنا منهم، وفيمن عند الناس….

*مخالب ذلك الوحش- الموت- تحمل معها، وعلى قطرات الدم المتساقطة منها، لا عبرة وعظة وحسب، بل وتسلية وعزاء أيضاً فيمن نشارك وفيمن يشاركون معنا من ضحايا هذا الوحش..

*هذا الذئب المتربص بنا، هذا الموت، يحمل معه إلى الأبد، والى مطاوي الغيب المجهول، قلبنا، وحبنا، وذكرياتنا، وسحرنا… وبكلمة واحدة فأعز من عندنا وأعز ما لدينا.

——————————-
  *من رسالة بعث بها من براغ، محمد مهدي الجواهري، بتاريخ: 1965.4.12 الى أخته، نبيهة،  في بغداد، يواسيها فيها برحيل زوجها، جواد الجصاني..