ربع قرن في حركة طلابية مجيدة
تحت العنوان اعلاه، وبمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر السباع الطلابي الشهير، ببغداد، نشرتَ – ايها الرجل – توثيقا مفصلاً عن بداياتك الطلابية، نشاطا ونضالاً، وحتى عام 1989 حين “تقاعدت” … وها انت تحاول من جديد ان تجمع شتات السيرة والذكريات، فماذا ستكتب هذه المرة،؟
… هل ستفصل اكثر عن مواقف ونجاحات وشجون، ام ستخشى- وماذا تخشى اصلاً ؟- من هذا وذاك؟ .. هل ستتحدث بصراحة؟ ام ستركنها لفترة قادمة، وتتحجج من جديد بأنك توثق “ضفافاً” وحسب لسيرة وذكريات، وليس كل “السيرة” وكل “الذكريات” !!… ومع ذلك فلتتمرن، ولتضف بعض محطات من هنا ومن هناك في مسار ربع قرن، من العمل والنشاط الطلابي .
قلْ، مثلا، انك تفخر بمشاركتك في ذلكم النضال الطلابي المتشابك مع النضال الوطني، في حركة، وتنظيم، واطار، اتحاد الطلبة العام، والذي كان، وما برح، شعاره الاساس ينضح بذلك التشابك، ونصه:”من اجل حياة طلابية حرة… ومستقبل افضل” … ثم زدْ وبارك، كما يقول المؤمنون: ان ذلك الاتحاد الطلابي العتيد، مدرسة وتاريخ لجحافل مناضلين من اجل الغد الافضل، منهم من أُستشهد، وخلدَ، ومنهم من سجن وعذب وتحمل ما تحمل، ولم يحد عن الدرب… كما وأشِرْ على الاقل- ايها الرجل الموثق- وحتى دون اسماء في هذه المرحلة: ان مدرسة “اتحاد الطلبة العام” خرجت العشرات من القيادات والنشطاء البارزين، في الحركة الوطنية العراقية، وعلى مدى اعوام، بل وعقود، ومنهم الى اليوم، يجوبون ارجاء العراق شمالاً ووسطاً وجنوبا ..
ثم، سجل، وتباهَ مرة اخرى – ولم لا؟ – ان مهامك ونشاطاتك الطلابية – الوطنية تنوعت وتعددت، لتشمل الاعلام والتنظيم مرة، والعلاقات العربية والعالمية مرة اخرى… ومرر – ايها الرجل – ان من بين هذه وتلك المهام التي تشرفت بها، اشغالك عضوية سكرتارية الاتحاد مطلع السبعينات الماضية، وخوض الانتخابات الطلابية عام 1970 “متزعماً” قائمة الاتحاد، في معهد الهندسة العالي ببغداد، ثم شغلت عضوية اللجنة التنفيذية لرابطة الطلبة العراقيين في الاتحاد السوفياتي عام 1972 ثم عدت لبغداد عام 1973 لتعود الى سكرتارية الاتحاد، ولتشرف على صفحة الطلبة والشباب في جريدة “طريق الشعب” المناضلة المعطاء، وحتى عام 1976…
كما واكمل تباهيك، مادمت قد بدأت به – ايها الرجل المتباهي بنضال وعطاء- ووثق انك كُلفت في براغ، وانتخبتَ سكرتيراً عاماً للجنة التنسيق للجمعيات والروابط الطلابية العراقية (الديمقراطية) خارج الوطن للاعوام 1980- 1985.. وفي نفس الفترة: تسنمت مهام التمثيل الخارجي لاتحاد الطلبة العام، ومندوبه لدى سكرتارية اتحاد الطلاب العالمي، ومقرها في العاصمة التشيكية براغ … وضف بكل ثقة واعتزاز ان تلكم الجمعيات والروابط، وهي فروع الاتحاد في الخارج، تحملت في مسارات نضالها مسؤوليات اساسية في حملات التضامن الجماهيرية، مع كفاح طلبة وشعب العراق، ضد الارهاب والقمع البعثيين، وخاصة في الفترة 1979- 2003 .. ومرة اخرى ذكّر من يريد تفاصيل اكثر، بالعودة الى ما نشرته في توثيقك ذي الصلة عام 2011 تحت عنوان “جمعيات وروابط الطلبة العراقيين خارج الوطن، ربع قرن ضد الدكتاتورية والارهاب” والمنشور على عشرات المواقع الاعلامية.
————————————————
نساء ونساء في رحاب الذاكرة
لأنهن من زنّ الحياة، فلابد ان يحظين بكل تمييز ممكن، وانت تتابع ضفاف ذكرياتك ايها الرجل، وهكذا رُحْ واعتمد ذلك المنحى فوثق عن نساء باهرات كانت لهن علاقات انسانية ووطنية واجتماعية وسياسية معك، كما انت معهن، وأكثر. واذ تستمر على تلك الخطى التي اعتمدت، باتجاه التوقف عند اسماء الراحلات والراحلين، وحسب، مع استثناءات قليلة، فلا بد ان تأتي في البال اولاً، الوالدة الجليلة: نبيهة الجواهــرى، وقد سبق واشرت لها، وعنها في سطور سابقات …
ثم تابع وتذكر طيبة، امونة جعفر، زوجة الجواهري الخالد، الخال الاقرب، الذي قال عنها عام 1957، وأوفى، ببضعة كلمات معبرة تغني عن جمل وعبارات، حين قال انها كانت، وحتى في جموحها ” لون من الادب” … كما وتذكر بلقيس عبد الرحمن، زوجة الشهيد وصفي طاهر، المناضلة، الصادقة، أم زوجتك الصبور، نسرين، والتي عشت معها في بيت واحد لاكثر من عشرين عاماً في براغ، دع عنك السنين الخوالي في بغداد.. وايضا نزيهة الدليمي، الشخصية الوطنية، التي كانت تتابعك سياسياً اواخر السبعينات الماضية، ضمن مسؤولياتها في العناية بتنظيمات الخارج للحزب الشيوعي العراقي … كما لا يجوز الا وان تُشر- وذلك اضعف الايمان- الى الشهيدة البطلة، زهور اللامي، رفيقتك في الهيئات القيادية لتنظيمات بغداد الطلابية، اواسط السبعينات. كما لا تنسً ان تصرح ايضا ان عميدة “عمومة” مصري، كانت رفيقتك في التنظيمات القيادية للحزب في موسكو.. ثم وثق، بل وافتخر بعلاقتك الاجتماعية مع فنانة الشعب، زينب، ولقاءاتكم بصور شتى، في بغداد وموسكو وعدن ودمشق..
والان، فلتعترف(!) ان بشرى برتو كانت تشرف على نشاطك، ورفاقك: الشهيد الابي نزار ناجي يوسف( ابو ليلى) وفراس الحمداني، وعيسى العزاوي، وحكمت الفرحان، وعدنان عاكف واترابهم، في لجنة العمل المهني، الحزبية المركزية، ببغداد في السبعينات.. كما انها- بشرى- تكفلت بالمسؤولية السياسية عنك في براغ، اواخر الثمانينات.. ثم اعترف ايضا بانك كنت، وسعاد خيري، في لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي اوائل الثمانينات… كما وتذكر سلوى زكو في صحيفة “طريق الشعب” السبعينية، وهناء ادور، وانتما تتابعان النشاطات الديمقراطية العراقية في دمشق، اواسط الثمانينات… وكذلك نضال وصفي طاهر، وخاصة فترة عملها معك ببراغ، ولنحو عقد من الزمان، في مسؤليات حزبية وديمقراطية وطلابية، ولا تغفل – وهل يمكنك ذلك ؟- المناضلتين: الشهيدة الباسلة شذى البراك، وشقيقتها سوسن، وعلاقاتكم الاجتماعية والسياسية والحزبية على مدى اعوام … وهكذا تبتدأ شدة الورد، ولا تنتهي.
لقد باتَ عليك ان تتوقف- ايها الرجل- فقد اطلت، ولربما تستهويك الاعترافات المقبولة، وغيرها، وقد يضجر المتابعون حين تنهمر، تتلألأ، الاسماء والذكريات والسير، وقد يعود بك التوثيق الى زميلاتك في الدراسة الجامعية، والوظيفية، والنضالية، وخاصة الى تلكم الشابات الزاهرات التي كُلفت بالاشراف على نشاطهن في تنظيمات الحزب الطلابية ببغداد، والديمقراطية، وقرينتاهن في براغ، وفي الجمعيات والروابط الطلابية المنتشرة عنفواناً في نحو عشرين بلدا، واوربا بشكل خاص .. واستدرك، وتمنّ لو سمحنّ لك، وسمحت الظروف، بذكر اسمائهن، ولاسيما البارزات منهن نشاطاً، وحيوية، وإتقاداً، ولا شك بأنك ستوافق في الحال لو كان الامر بيدك وحدك.
… اما عن العلاقات الاجتماعية والانسانية، وما بينهما، مع من “زنّ الحياة” فستستطرد السطور دون حدود، ولربما ستزداد أعين الحساد اتساعا، واحمرارا.. فأحذر، واحترز، لأن ما عندك من لواعج وشجون يكفيك لدهر !!!!
————————————— يتبع