ألقى الأستاذ ميلود ملوكة محاضرة حول الثورة الجزائرية ومؤتمر الصومام، بمناسبة 20 أوت 1955، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف، رفقة بعض الأساتذة المهتمين بالتاريخ، وكذا بعض الشخصيات ذات الخبرة والتجربة. وبقي أن نسجل أن عدد الحضور كان قليل جدا، لايرقى لمستوى الحدث والمحاضرة..
الهدف من دراسة الثورة الجزائرية عموما وفترة 1954-1956، هو المداومة على العمليات العسكرية لتثبيت الثورة، نظرا لاختلال التوازن لصالح الاستدمار الفرنسي.
ونقل عن الفرنسي ميشال هافار، قوله سنة 1966.. عدد ضحايا الجزائر فاق 10 ملايين شهيد. ثم فتح المجال للمناقشة، فكانت التخلات التالية..
تدخل أستاذ فقال.. العلاقات الجزائرية الفرنسية ستبقى إلى يوم الدين بين مد وجسر. ومتحف لوفر بفرنسا على إستعداد ليقدم جماجم الشهداء الجزائريين إلى الجزائر، لكن الجزائر لم تتقدم بطلب رسمي بانتقالهم إلى الجزائر. وأعترف أن هذه المعلومة من غرائب وعجائب ماسمعت لحد الآن.
بداية من سنة 1956، إستعانت فرنسا بالأطلسي، ما يعني أن الجزائر كانت تواجه فرنسا والأطلسي معا.
لايجب التركيز على الاختلافات التي حدثت بين قادة الثورة الجزائرية، وتلك خلافات لاتعنينا في شيىء. المهم غستمرار الثورة، وطرد المستدمر الفرنسي.
تدخل أستاذ مهتم بالتاريخ، فقال.. تخلى بورقيبة عن الثورة الجزائرية سنة 1957، مقابل إستقلال تونس عن فرنسا.
80% من المنشآت التي إستهدفها الجنود الجزائريون، هي منشآت إقتصادية وليست منشآت عسكرية، ولم تمس الجنود الفرنسيين. وقد تحدثت مع الأستاذ على هامش الندوة عن السبب، وأجاب نقلا عن بعض المجاهدين. وسنترك الإجابة ربما لمناسبة أخرى، وحين نستوعب العنصر المطروح جيدا.
ومن سلبيات مؤتمر الصومام، أنه أحدثا جيشا نظاميا، وهذا يتنافى مع حرب العصابات التي إعتمدت عليها الثورة الجزائرية، ومنها بيان أول نوفمبر. وفي سنة 1959 تخلت الثورة عن مبادئ الصومام.
تدخل أستاذ فقال.. 80% من الدعم المالي للثورة الجزائرية، كان يأتي من المهجر، باعتبار الجزائريين في الداخل ، كانوا يعيشون فقرا وعوزا.
المساعدات المالية التي كانت تقدم للجزائر أيام الثورة الجزائرية، القليل منها كان يصل إلى الجزائر، والكثير تستولي عليها مصر وتونس.
هناك 4 قادة جزائريين إنسحبوا من اللجنة المكلفة بالإعداد للثورة، وليس ذلك خوفا أو خيانة، إنما إختلاف في الرأي.
مهمتنا الآن هو إستمرار الثورة الجزائرية بوسائل بدائية، رغم الصعاب وشراسة العدو.
تدخل أستاذ، فقال.. الهدف سنتي 1954-1956، كانت المداومة على العمليات العسكرية، لتثبيت الثورة ومواصلتها، نظرا لاختلال ميزان القوى لصالح الاتدمار الفرنسي.
تدخل أستاذ، فقال.. من مهام مؤتمر الصومام، تقديم حصيلة للسنوات السابقة.
من الخطإ البيّن الاعتقاد أن تونس أو مصر ساعدتا الثورة الجزائئرية، بل بالعكس هم الذين استفادوا من الثورة الجزائرية.
إنعقد مؤتمر الصومام في ظروف سيّئة جدا، لأن واحد كان يخاف ، خاصة بعد تغلغل الجواسيس الفرنسيين ضمن صفوف الثورة.
إبتدا من سنة 1956، أصبح للثورة الجزائرية صدى عالمي بفضل مؤتمر باندونغ، الذي مكّنها من الوصول إلى أروقة الأمم المتحدة.
مساعدات الدول للثورة الجزائرية كانت مالية وليست عسكرية، لأنها كانت تخاف من فرنسا، وكانت فرنا يومها قوية.
من خلال مقارنة بعض الوثائق التاريخية والمتعلقة بالثورة الجزائرية، إتضح أن الحركهو المجاهد، والمجاهد أصبح هو الحركي. ويتضح ذلك من خلال الوثائق الأصلية التي إحتفظت بها فرنسا، والنسخة الثانية التي تركتها فرنسا عمدا بالجزائر. ثبفرنسا م يقول: لا أستطيع أن اثق في الأرشيف الأجنبي الخارجي، والموجود بفرنسا خاصة.
تدخل أستاذ مهتم بالتاريخ، فقال.. علينا أن نتجاوز مرحلة الإعتذار. فلو إنتظرت اليابان الاعتذار من الولايات المتحدة الأمريكية على مافعلته من جريمة هيروشيما، لما وصلت إلى ماوصلت إليه.
تدخل أستاذ إعتمد على تجربته الشخصية، فقال.. أعرف اساتذة بالإسم، ألفوا 17 كتابا عن الثورة الجزائرية، ويرفضون نشرها خوفا على أهليهم وأبنائهم، بسبب ماجاء فيها من حقائق تمس بعض الأحياء الآن والذين أساؤوا للثورة الجزائرية، ويطالبون بنشر مذكراتهم بعد مماتهم.
ظلت نقطة محل إختلاف بين الأساتذة الذين تناولوا الكلمة ومفادها أن ..
البعض يرى أن إتفاقية إيفيان الموقعة بين الجزائر وفرنسا، تحوي بنودا سرية لم يكشف عنها لحد الآن.
والبعض الآخر يرى أنه لايوجد إطلاقا بنودا سرية في إتفاقية إيفيان، ولا يوجد نسخة ثانية سرية، وماهو بين أيدي المجتمع الجزائري الآن، هو المعمول به منذ التوقيع عليه.