ليس من المعقول والمنطق ولا من العدالةوالانصاف ان تتحمل الغالبية العظمى منالمسلمين ومن مختلف المذاهب والفرقالاسلامية , سواء اكانوا متدينين او غيرمتدينين , اقوال وافعال وتصرفات وفتاوىحفنة من شيوخ الحقد والكراهية منالمتعصبين المعتوهين , الذين يكفرونويحللون قتل الانسان لآخية الانسانلمجرد انه يختلف معه في الرأي والعقيدة ,وحفنة اخرى من المتعصبين المعتوهين ومننفس الطينة لدى الطرف الآخر تلعن وتشتموتسئ الى ائمة ورموز الطائفة الاخرىولنفس السبب .ان الغالبية العظمى من ضحايا العنفالطائفي الاعمى هم من المدنيينالابرياء الذين ليس لهم ناقة ولا جمل لافي السياسة ولا في الاختلافات الدينيةوالمذهبية والتي اصبحت سائدة فيالمجتمعات العربية والاسلامية . ويومبعد يوم يزداد مع الاسف الشديد اعدادالقتلى الابرياء والمعاقين والمهجرينمن ديارهم وتزداد معهم اعداد اليتامىوالارامل بسبب العنف الطائفي الاعمىولا من حل يلوح في الافق.ان افضل طريقة يتبعها هؤلاء المتعصبينالمعتوهين لخلق الاتباع والانصار بينالناس البسطاء والجهلة هو خلق الاعداءوتضخيم وتكبير الاختلافات بين المذاهبوالاديان المختلفة بالاضافة الى تعميمتصرفات واقوال وافعال بعض الافراد علىانها تمثل هذا المذهب او هذا الدين الذييدعي هذا الشخص المعتوه ان هؤلاءالافراد تنتمي اليه .اعتقد انه من الضروري عرض هؤلاءالمتعصبين الجهلة من كلا الطرفين علىاطباء اختصاصيين في الامراض العقليةوالنفسية , وانني واثق كل الثقة بأنالتشخيص حول حالة هؤلاء سيكون بلا شكخلل واضطراب عقلي ونفسي حاد ويجب عزلهمعن المجتمع والناس لآنهم يشكلون خطراعليهم وعلى انفسهم . اما اذا اظهرالتشخيص عكس ذلك لدى بعضهم , وهو احتمالضعيف جدا , فيجب عرضهم امام المحاكمالدولية وفضحهم امام الرأي العامالعالمي لينالوا جزائهم العادل بسببالفتاوى التي يصدرونها والتي تحرض علىالعنف والكراهية والحقد ضد اتباعالديانات والمذاهب الاخرى وكل من يختلفمعهم .ان المثقف الحقيقي والذي يملك فكر حرانساني نبيل هو الذي ينتقد جماعته اوطائفته قبل ان ينتقد الجماعات والطوائفالاخرى. فمن السهل ان انتقد وادينالتعصب عند الطوائف الاخرى لأن ذلك لايكلفني شيئا من الناحية الشخصية اوالنفسية، اما عندما يتعلق الامر بنقدطائفتي فانه يصبح الامر في غايةالصعوبة. فليس من الحكمة والاخلاقوالشجاعة ان ندين التعصب لدى الطوائفالاخرى ونسكت عليه اذا ما جاء طرفجماعتنا.ان الاختلاف بين البشر شيء طبيعي ومنطقيومقبول وهو سنّة الحياة، وهو يغني الفكروالعقل والعلم وهو اساس الابداعوالتقدم الحضاري ويعطي للحياة معنىوروعة وبهجة وجمالاً وهو بالاضافة الىذلك كله رحمة للعالمين. فكما قال رسولالرحمة والانسانية محمد (ص) “اختلاف امتيرحمة ” .فالاختلاف شئ والتكفير واللعن والسب شئآخر. فكل انسان يستطيع ان يبين وجهة نظرهفي رأي اوفكرة او عقيدة معينة بأسلوبعلمي مؤدب دون الاساءة الى الاراءوالافكار والعقائد الاخرى.هناك قول رائع لآحد المفكرين ما مفاده :انني لا اتعلم اي شيء من الذينيوافقونني في الرأي.اما التكفير واللعن والسب والاساءة الىائمة ورموز الاديان والمذاهب الاخرىفهو قمة التخلف وغير مقبول اطلاقاً لاعقلياً ولا اخلاقياً ولا دينياً ولايصدر الا من اناس جهلة معتوهين ليسلديهم ادنى شعور او احساس بالمسؤوليةعما تلحقه هذه الافعال من كوارث ومآسٍعلى البلاد والعباد.فلا خير في دين أو مذهب لا يدعو إلىالمحبة والأخوة والتسامح والمساواة بينالبشر واحترام الأديان والمذاهبالأخرى. فقيمة الانسان الحقيقية هيبمقدار الانسانية التي يحملها في عقلهوقلبه وضميره .ان اجتماع المختلفين دينيا او او مذهبيابين فترة واخرى ضروري ومهم جدا لآنهمبهذا اللقاء والاجتماع مع بعضهم البعضوالمناقشة والحوار سيتأثر حتما بعضهمببعض , وهذه طبيعة بشرية حيث ان الانسانبطبعة يؤثر ويتأثر بالاشخاص المحيطينبه . وكم اتمنى ان ارى اجتماعا او مؤتمرايعقد بين علماء الدين والوجهاءوالمؤثرين بين فتره وأخرى من كلاالمذهبين , اجتماعا يسوده الآلفةوالمحبة والاحترام المتبادل والشعوربالمسؤلية تجاه وطنهم وشعبهم بلوالانسانية جمعاء. ومن يبادر في هذهالمسالة فله الاحترام والتقدير فيالدنيا والاجر والثواب في الآخرةوسيخلد اسمه في التاريخ. ويصدر عن هذاالاجتماع او المؤتمر فتاوى واضحةوصريحة بعدم جواز تكفير او الاساءة الىاتباع المذاهب والطوائف الاخرى او الىرموزهم الدينية والمذهبية.

بقلم: شاكر حسن