هل خرج أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي زعيم داعش.. من بيت طاعة قائده ومعلمه ومرشده الروحي «أيمن الظواهري» زعيم القاعدة؟.. السؤال تم تداوله في أكثر من وسيلة إعلام أمريكية وأوروبية.. تساءلت كلها عن علاقة البغدادي بالظواهري الآن.. وهل انشق أنصار داعش عن تعاليم ومبادئ القاعدة التنطيم الإرهابي الأول بالعالم؟ وهل تمردوا هم وزعيمهم.. علي مرشد الإرهاب الراحل أسامة بن لادن.. وأعلنوا دولة الخلافة الإسلامية.. علي الطريقة الداعشية؟
وعن علاقة الرجلين الآن: البغدادي والظواهري تجد أن زعيم داعش بات الآن يسيطر علي مساحات في سوريا تبلغ 5 أضعاف مساحة لبنان كلها، وعلي نحو ثلث مساحة العراق كله.
وأنه في ذلك تفوق علي أستاذه في الجهاد العالمي د. أيمن الظواهري.. وريث الأب الروحي لإرهابي العالم «أسامة بن لادن» وفي الوقت الذي ظهرت فيه داعش وذاع صيتها حول العالم شرقه وغربه تلاشت الأضواء حول القاعدة وأخبارها.. وصولات وجولات زعيمها الظواهري.
وحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير لها عن صعود داعش.. فإن التنظيم باتت له صوره ووثائقه وأفلامه وأناشيده الخاصة به.. التي تدعو كلها لزعيمه أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي.
ومعها تلاشت ليس فقط أسماء مثل: القاعدة، بل جماعات تكفيرية جهادية في بلاد العراق والشام ومنها: التبليغ والدعوة وجبهة النصرة.. في سوريا بوجه خاص.
وفي المناطق التي سيطرت عليها داعش.. تكونت دولة بالمعني الضيق لها.. فقد اهتمت المنظمة بالأحوال المعيشية للسكان مثل: الكهرباء والمياه وجمع القمامة.. ورصف الطرق وصيانتها.. بالإضافة للخدمات الصحية عكس القاعدة التي أكتفي قوادها ورجالها بالتواجد في المناطق الجبلية خاصة علي الحدود الباكستانية – الأفغانية وفي اليمن.. وفي بعض مناطق المغرب العربي وجنوب الصحراء في أفريقيا.
ومع توغل داعش.. خاصة في شمال العراق ظهرت الشائعات.. حول سطو قواتها علي بنك الموصل وعلي آبار البترول هناك وذاعت الأخبار حول استيلائها علي نحو 400 مليون دولار من بنك الموصل.. وهو ماقالت عنه صحيفة (الفايننشال تايمز) البريطانية، إنه غير صحيح.. وإن صح فإنه يجعل من داعش أغني تنظيم إرهابي في العالم الآن ومتفوقا علي القاعدة ذاتها.. ولكن حسب الصحيفة ليست هناك أية دلائل علي ذلك.
وترصد الصحيفة أنه بمجرد إعلان داعش عن تنصيب قائدها أبو بكر البغدادي زعيما وأميرا للمؤمنين سارعت عدة منظمات إرهابية حول العالم لتأييده ومبايعته كان أبرزهم زعيم بوكوحرام في نيجيريا أبو بكر شيكار.. الذي دعم القاعدة وداعش وطالبان في سلة واحدة.
في حين أعلنت منظمات أخري تأييدها له ثم سحبت ذلك، وأبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي رفض إعلان البغدادي، أميرا للمؤمنين وجدد بيعته للظواهري علي الجهاد لتحرير بلاد المسلمين وتمكين الخلافة والشريعة الإسلامية.
وبالمثل.. أعلن قادة للإرهاب.. معارضتهم للبغدادي، ومنهم محمد المقدسي وأبو قتادة، اللذان قالا إنهما يرفضان خلافة البغدادي علي أساس أنه لايجوز أن يتم تطبيق الخلافة دفعة واحدة.. أو علي الطريقة الداعشية، حتي لاتنفر منها شعوب.. لم تتعودها منذ قرون.
وكذلك.. حدث مع أنصار الشريعة في تونس.. التي تدين بالولاء للقاعدة وزعيمها الظواهري.. التي رفضت مبايعة البغدادي.
والقاعدة في جزيرة العرب في اليمن التي نشرت أناشيد مبايعة للقاعدة وزعيمها.. دون غيره.
وحسب مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية.. فإنه بالرغم من كل ذلك .. وبالرغم من كل مايثار حول داعش.. والإشاعات المبالغ فيها أحيانا عنها وحجم إنجازاتها علي الأرض في العراق وسوريا، فإن الدكتور أيمن الظواهري، مازال زعيم الإرهاب في العالم كله.. ولسنوات طويلة قادمة.. وأن داعش وزعيمها البغدادي، أسطورة في طريقها للزوال، وهي مثل (الفقاعة) لا تملك مقومات أساسية أو استراتيجية للبقاء.. وهو مايعزز مكانة الظواهري كزعيم للإرهابيين. وخاصة مع استمرار وضعه علي رأس القائمة الأمريكية للمطلوبين من الإرهابيين حول العالم.. مع جائزة قيمتها 25 مليون دولار، لمن يدلي حتي ولو بمعلومات عنه؟