في العمل الإذاعي تعودنا البث بترددات على موجتي am وfm المعروفتين، وهما لايمثلان توجها عقائديا بالضرورة، أو إلتزاما دينيا، أو قوميا ولكنهما يعتمدان على ذبذبات عبر الأثير. وتستطيع بعض الهيئات المستقلة كما في العراق جني الأرباح الطائلة من وراء منح التراخيص على أشكال من الترددات، وفي حال جرت مخالفة من نوع ما تتحول الإذاعات الى فزاعات وتغرم بملايين الدنانير ، وربما مئات الملايين منها وهناك من لايجد مثل هذا المبلغ فيضطر للمناورة والمجاملة والتردد والتراجع.. الإعلام الإسلامي تصاعد دوره من خلال التخصص في شؤون الدين والدعوة ومناقشة قضايا السياسة والفقه والأخلاق عبر برامج متنوعة يقدمها رجال دين وإعلاميون يتلقون مبالغ مالية مقابل مايقدمونه من خدمات ،بالطبع هذا الإعلام متخصص للغاية وغير محايد ويمثل وجهة نظر الحركات الإسلامية ويدعو لها وسوق لحراكها ونشاطها على الصعد كافة .
عدا عن ذلك فإن الإعلام غير الإسلامي والمرتبط من ناحية التمويل بالقوى الدينية يعمل بشكل أو بآخر على الترويج للحراك الديني وهو فاعل في توجيه الرأي العام الى النظر في سلوك وطروحات وأفكار القوى الدينية وحركات الإسلام السياسي خاصة بعد الربيع العربي وثورات ذلك الربيع المتصاعدة من شمال أفريقيا الى شمال بلاد الشام والعراق ودول الخليج ،لكن قدرات هذا النوع من الإعلام مايزال قاصرا عن الوصول الى مستويات من القدرة على التأثير وقد إستعاضت القوى الدينية سواء في الحكم كما في مصر قبل 30 يونيو أو في المعارضة بالإعلام الرسمي ،أو الإعلامي الممول ،أو الإعلام المسيس كما في إعتماد الإخوان المسلمين وبعض الحركات الدينية على قناتي الجزيرة والعربية . لعبت الجزيرة القطرية دورا في مساندة حكم الإخوان ، ومن ثم غضبتهم على إنقلاب العسكر ،وهو الدور الذي لعبته مع شريكتها العربية في نصرة الموجات العنفية والثورية في سوريا وحتى في العراق .
يتحدث معلقون سياسيون وإعلاميون عن لاعدالة في توزيع الحصص والتوقيتات والبرامج الخاصة بدعم هذا الفريق أو ذاك في دائرة الصراع المصري بين العسكر وجماعة الإخوان المسلمين .فقبل ان يتم إزاحة الرئيس المصري السابق محمد مرسي كانت وسائل الإعلام المصرية تشن هجمة شرسة على الإخوان وتبنت حملة إسقاط حكمهم من خلال شيطنتهم ومهدت لإنقضاض العسكر عليهم وبقوة غير مسبوقة عبر تاريخ الصراع السياسي بين الإخوان والحكومات المتعاقبة على مصر من أيام عبد الناصر وحتى لحظة تنازل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن السلطة كراهية ولم يكن إعلام الإخوان الناشئ في معرض القدرة على فعل شئ يوقف تلك الحملة ودخل في مهاترات مع قنوات فضائية وصحفيين كانوا يهاجمون الإسلام السياسي .
فقدت العدالة حضورها تماما ،وتم وقف بث وسائل الإعلام الإخوانية في اللحظة التي إنتهى الجنرال عبد الفتاح السيسي من كلمته التي إعلن فيها إنهاء حكم الإخوان وعزل الرئيس محمد مرسي الذي يبقى هو الرئيس الشرعي الوحيد المنتخب منذ أيام الملكية وحتى اللحظة.