نشر موقع ” عرب تايمز ” مقالا بتاريخ 2015ـ04ـ08 وكان المقال بعنوان: ” الأزهر الشريف يدرس طلاب الصف الأول ثانوي: لو ناكك قرد وأولج ذكره في مؤخرتك فهل أوجب عليك الغسل أم لا ؟ “. والمقال كما ورد فيه يشير إلى انضمام الشاعر الكبير احمد عبد المعطي حجازي إلى المدافعين عن البروفيسور إسلام بحيري في مواجهة الأزهر ومناهجه الدراسية كاشفا النقاب عن إن الأزهر يدرس طلبة الصف الأول الثانوي رأي الشرع في قرد ناك رجلا… فإذا ادخل القرد أيره ” قضيبه ” في مؤخرة الرجل فهل وجب عليه الغسل وخاصة إن أير القرد ليست له ( حشفة ) والنص ورد في كتاب الفقه التي يدرسها الأزهر لطلاب الأول الثانوي هكذا( ولو أولج حيوان قردا أو غيره في آدمي ولا حشفة له فهل يعتبر إيلاج كل ذكره؟ أو إيلاج قدر حشفة معتدلة؟ قال الإمام: فيه نظر موكول إلى رأي الفقيه) ومعناه إن هناك خلافا في الموقف الشرعي بقدر إدخال القرد لأيره في طيزك… فأن ادخله كله وجب عليك الغسل … وان حشا فقط حشفته(أي رأسه) فهناك خلاف … ولا ندري ما رأي الأزهر في قرد اكتفى بأخذ بوسة منك مثلا ” مقتبس من المقال ” !!!.
إن ” الأزهر الشريف ” في هذا يقلب موازين العلاقة بين الإنسان والحيوان فيضع القرد فاعلا والإنسان مفعول به ولا نعرف كيف توصل الأزهر إلى تلك العلاقة التي يضع فيها الإنسان إلى مستوى متدني في سلم الارتقاء الحيواني ويضع القرد في صورة الحيوان المتقدم على الإنسان والذي يستدعي المشرعين للتدخل لا يجاد حل شرعي بما يرضي تمادي القرد في أفعاله وتكفير الذنب وغسله لدى الإنسان الذي وقع عليه فعل القرد. لقد مسخ “الأزهر الشريف ” حالة الوعي لدى الإنسان الذي هو أرقى نتاجا في سلم التطور البيولوجي إلى الآن وأعطى القرد حقوق الإنسان مما استدعى تدخل الأزهر لنجدة القرد شرعيا وإعطائه الحق الديني في ممارسة الجنس مع الإنسان عبر شرعنته وغسل آثامه لدى المفعول به ” الإنسان “.
نحن نعرف إن المثلية الجنسية الذكورية في بيئاتنا العربية والإسلامية منتشرة كما هي في المجتمعات الأخرى وأسبابها متشعبة, منها ما يتعلق بتجريب الدور في مراحل إنمائية ومنها ما يتعلق بالحرمان في التواصل مع الجنس الآخر, ونسبة أخرى قليلة نسبيا متعلقة باستعدادات تكوينية تجسدها عدم الرغبة والانكفاء في التواصل مع الجنس المغاير, ولكن قوام طرفي المثلية الجنسية الذكورية هو ذكر إنسان مع نظيره الذكر, أما في حالات الانحرافات الجنسية فيكون قوام العلاقة ذكرا في معظم الأحوال مع الحيوان ولا يشترط في ذلك إن يكون الأخير ذكرا أم أنثى, ثم أن في معظم الحالات يكون الفاعل هو الإنسان الذكر وليست الحيوان” إلا باستثناءات خاصة جدا كممارسة النساء مع الحيوان وتكون فيه المرأة مفعول بها ” ولكن ذلك خارج سياق موضوع الأزهر !!!.
كيف أتى” الأزهر الشريف ” بهذه العلاقة المشوه ليضع القرد مكان الإنسان وبالعكس ومنح القرد الوعي الكامل واستلبه من الإنسان؟ وهل البيئة المصرية قرديه لهذا الحد؟ وهل هناك اتجاه مصري ذكوري مثلي للاستنجاد بالقردة كفاعل جنسي؟ أم إن الأزهر يعكف على معالجة المثلية الجنسية بين الذكور المصريين من خلال نداء خفي مغلف بغطاء شرعي وتشجيع ديني لأفضلية ممارسة الشذوذ الجنسي مع القردة تجنبا لأثار الوعي ومصاحباته وتبعته النفسية والقيمية, فالنيك مع القرود لا يجلب أي تبعات أخلاقية والخلاف عند الأزهر في وجوب الغسل أم عدمه !!!.
وللتوضيح في الموضوع سيكولوجيا فان الانحرافات الجنسية تأخذ طابعا مختلفا, منها انحرافات فردية ومن أكثرها وقوعا هي الاستعراضية والفتشية والتلصصية والالباسية والجنسية المضادة من تخنث أو استرجال والاستمناء, وفي هذه جميعا لا يتم اللقاء الجنسي بين الممارس للانحراف وبين شريك جنسي آخر. أما النوع الآخر فهو انحرافات الشراكة الجنسية كالغلمانية” الممارسة مع الأطفال”, والكهولية ” اختيار كبار السن “, والجثمانية ” الممارسة مع جثة الميت ” والحيوانية ـ البهيمية وهو الممارسة مع الحيوانات كالطيور والمواشي بأنواعها وهي تنتشر بين الذكور وبنسب نادرة عند الإناث, وخاصة في البيئات الريفية المغلقة, وهنا يكون الحيوان مستسلما لإرادة الذكر الإنسان ويكون الفاعل الذكر هو الإنسان, ولا نعرف كيف “الأزهر الشريف ” وضع الإنسان أسيرا للقرد, أو إن تصور الأزهر إن المجتمعات العربية والإسلامية في مرحلة التقريد. هذا النوع من الممارسة مع الحيوانات يعبر عن حقد دفين في اللاوعي وكراهية بالغة للإنسان وللإنسانية, فهل يستدعي ذلك من الأزهر تكريس الكراهية للإنسان وإنسانيته عبر إيجاد حاضنة شرعية للشذوذ الجنسي مع الحيوانات ؟؟؟.
لقد أصبح الأزهر للأسف مصدرا للتخلف والعنف والتطرف وشرعنة الإرهاب وتسهيل حواضنه بين الفئات الفقيرة والمعدومة من سكان المجتمعات العربية والإسلامية, كما أصبح منحازا مذهبيا ومصدرا لدعم وتأجيج الصراعات الطائفية وتغذيتها وواقعا تحت ضغط مصادر التمويل وشراء الذمم من الدول الخليجية وغيرها, بل وشرعنة الشذوذ الجنسي البهيمي ـ الحيواني بين طلاب الأزهر وخارجه. وتبقى الدعوة لقراءة ونقد التراث الديني والفقهي بما يستجيب لمكانة الإنسان وإنسانيته وتخليص الدين ونصوصه من قيم العبودية والتبعية والإذلال والقتل والسبي والتهجير باسم الدين بما فيها الابتعاد عن الشذوذ الجنسي والحيوانية بغطاء شرعي من المهمات الآنية لتأكيد آدميتنا بين الأمم !!!.
بقلم: د.عامر صالح