جاءت تصريحات المستشار الرئيس الايراني ( علي يونسي ) لتخلط اوراق الدبلوماسية والعلاقات الدولية , وتشعل دول المنطقة بحريق الجدل الحاد والمثير للقلق  , وتمثل تصدع كبير في السياسة الايرانية , واخلال في علاقاتها  الخارجية مع دول الجوار  , وقد اضرت بايران كثيراً , وخاصة وانها صدرت من مسؤول كبير في القيادة الايرانية , واعتبرت بمثابة  ستفزاز واساءة كبيرة  , لدول الاقليمية في المنطقة , في سيادتها واستقلالها , وهي تمس شؤونها الداخلية بشكل سافر , وتطعن في مصداقية القيادة الايرانية في علاقاتها مع دول المنطقة , وتصب في ثنايا ومضمون هذه التصريحات اللامسؤولة , بان ايران لاتحترم استقلال وسيادة دول المنطقة , وتضع انفها في الشؤون الداخلية بشكل مخالف لكل المواثيق والاعراف الدولية  , وتسبب  احراج كبير وخلل لا يمكن اصلاحه بالنفي والتكذيب والتهرب  , في الوقت الذي تسعى فيه  ايران جاهدة , في اصلاح الهوة العميقة والشرخ الموجود  في سياستها تجاه دول المنطقة , وتحاول ان تتبنى  سياسة الانفتاح لتحسين صورتها الاقليمية , ولكن هذه التصريحات الاستفزازية , جاءت لتنسف كلياً  سياسة الاصلاح وتحسين الصورة , وجاءت بالضد من دول المنطقة , في زعزعة استقرار المنطقة وابعادها من التشنج والسؤ الفهم في علاقاتها , وكذلك جاءت لتضع العراقيل في ايران في  سعيها فتح   قنوات  التفاهم والتواصل ,  الذي يخدم مصالح الشعوب المنطقة  , وعدم  التصيد في الماء العكر , في الاخلال في السيادة والاستقلال لدول المنطقة , وهذه التصريحات تكشف نوايا ايران في سياسة  التوسعية واطماع العدوانية  لدول المنطقة , حين يصرح المستشار الرئيس  الايراني ( بان كل منطقة الشرق الاوسط ايرانية ) هذه النظرة الشوفينية التوسعية , تنسف كلياً علاقات ايران مع الدول الجوار , ويبقى التشكيك والحذر وعدم المصداقية وعدم الارتياح الى السياسة الايرانية الحالية  , بان دول المنطقة هي تابعة لايران , ويزيد الطين بله , ويشنج الموقف اكثر استفزازاً وحدية , حين يضيف المستشار الرئيس الايراني بقوله ( بان ايران اليوم , اصبحت امبراطورية , كما كانت عبر التاريخ , وعاصمتها حالياً بغداد , وهي مركز حضارتنا وثقافتنا , كما في الماضي ) ان هذه التصريحات الاستفزازية تخلق شرخ كبير في علاقات ايران بدول المنطقة , وتعتبر تدخل سافراً يمس  الشؤون الداخلية , ويضرب عرض الحائط السيادة والاستقلال  , في سياسة  الضم والتوسع العدواني على حساب دول المنطقة  , حتى يتم لها  النجاح في اعلان الامبراطورية الايرانية , ان هذه التصريحات اللامسؤولة , تقلب الطاولة على رؤوس الجميع , وتنسف جسور الحوار والتفاهم والتواصل  , في هذه النظرة الشوفينية التوسعية , من مسؤول ايراني رفيع المستوى , ولكن من جانب اخر تكشف العقلية المتحجرة , باعادة دفاتر التاريخ العتيقة , التي عفى عليها الزمان وشرب ,  واحياءها من جديد , يشكل صدمة قوية للجميع , وتسبب الكثير من العقد والمشاكل , وخاصة وان العراق يمر بمرحلة حرجة وصعبة , في صراعه الدموي مع عصابات داعش الارهابية , وتسبب حرج وحساسية  في الوضع  السياسي العراقي , في حين تحاول حكومة العبادي الخروج من عنق الازمة السياسية , والمشاكل الطائفية التي تبعد العراق عن السلوك في الطريق الصحيح  , في الوقت الذي يشهد العراق حلحلة وانفراج , بالتوافق الوطني والوحدة الوطنية , التي هي صمام الامان لدحر عصابات داعش الارهابية والانتصار عليها  , وتاتي هذه التصريحات لتشكل احراج كبير للحكومة والبرلمان والكتل النيابية والسياسية , وتثير القيل والقال  والتكهنات المختلفة , لذلك سارعت الحكومة العراقية الى استنكار ورفض هذه التصريحات , التي لاتخدم العلاقة بين بغداد وطهران , وتمس استقلال وسيادة الوطنية , وتشير هذه التصريحات الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية , وتضرب عرى الصداقة وحسن الجوار . ان مثل هذه العقليات القيادية  الجامدة والمتحجرة مع الماضي العتيق , تسبب افدح الاضرار الجسيمة لبلادها , وان وجودها في موقع القيادة , يصب في استمرار الخلل الكبير في السياسة  , لانها لاتصب باي حال من الاحوال لصالح السلام والتعايش في المنطقة