هنالك الكثير من الاشارات تواترت من خلال التصريحات والمذكرات تنبئنا بان مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير لم يكن وليد السنوات الماضية ، وقد نحتاج الى دراسة رصينة ومعمقة لتلمس بداية تأسيس هذا المشروع ، فهنالك تصريحات في الخمسينات والسبعينات لساسة صهاينة و ساسة لبنانيين تؤكد على هدف تحطيم الدول القوية وتحطيم جيوشها وتقسيمها ، وكان محور هذا التحطيم هي بغداد ودمشق والقاهرة باعتبار امتلاك هذه الدول جيوشا قوية تمثل خطرا على مشروع الكيان الصهيوني والماسونية العالمية ، وتم بالفعل تحطيم الجيش العراقي وكذلك تحطيم الجيش السوري في الطريق والهدف القريب مصر وجيشها….
لم تكن مصادفة صعود الاسلام السياسي في انظمة هذه الدول والتنفيذ الفعلي لمشروع الشرق الاوسط الجديد ، وعدم المصادفة هذه تؤشر على ارتباط الاسلام السياسي بمشروع الشرق الاوسط الجديد ، وهذا يعطينا اطمئنانا بان الاسلام السياسي بخطه العام منتج ماسوني او سيطرة ماسونية وصهيونية عليه ، ربما نستطيع الركون الى نظرية المؤامرة لنفسر سماح الجيش الاتاتوركي التركي لطيب رجب اردوغان وحزبه بتسلم نظام الحكم في تركيا بعدما رفض واجهض محاولات اربكان في تسلم السلطة من قبل ، فبتقديرنا تم انتاج اوردغان وحزبه للمساهمة بتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ، وكذلك تسليم السلطة في العراق لحركات الاسلام السياسي يصب في سياق تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ، وجماعة الاخوان التي تسلمت السلطة في مصر وتقود القتال في سوريا مرتبطة ارتباطا عضويا بتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ، وتشابه الاداء الفاشل والذي يقود الى تفتيت العراق ومصر وسوريا من قبل حركات الاسلام السياسي هذه يؤكد لنا وحدة المرجعية لها الا وهي الماسونية والصهيونية للمساهمة في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد…..
لم يحالف الحظ جماعة الاخوان في مصر لتنفيذ اوامر الماسونية في تقسيم مصر بسبب وعي الشعب المصري وجيشه الوطني ، ولكن لازال الصراع بين مصر بشعبها وجيشها من جهة وبين الماسونية والصهيونية واذنابها من حركات الاسلام السياسي جماعة الاخوان ومشتقاتها من جهة اخرى ، ولذا سنشهد في المرحلة القادمة صراع دامي بين حركات الاسلام السياسي وبين الشعب المصري ، واليوم تعتبر شبه جزيرة سيناء المجمع والمعقل للحركات الاسلامية لقتال الشعب المصري وتقسيم الدولة المصرية ، ومن هنا نستطيع ان نفهم سهولة هروب سجناء تنظيم القاعدة من سجن ابي غريب ، فيبدو ان اوامر الماسونية والصهيونية من خلال امريكا الى الاسلام السياسي الحاكم في العراق بتهريب هؤلاء السجناء لالتحاقهم في شبه جزيرة سيناء لقتال الجيش والشعب المصري من اجل تقسيم مصر وتحطيم جيشها وبالتالي تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد والكبير بدويلاته المقسمة والضعيفة والمتناحرة….