كشف تقرير إستخباراتي النقاب عن تحالف بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة لدعم نظام بشار الأسد ، وأظهر التقرير أن فيلق القدس الإيراني أشرف على تدريب مجاميع من تنظيم القاعدة في منطقة عين تمر التابعة لمحافظة كربلاء جنوب العراق .
وأضافت المعلومات الواردة من داخل النظام الإيراني ان إستخبارات الحرس الثوري أرسلت خلال الفترة الماضية مجاميع كبيرة من قوات الباسيج الإيرانية مع عناصر من إستخبارات الحرس إلى سوريا للقتال مع ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن سوريا ” و تشكيلات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري ، وتتألف تلك المجاميع بحسب التقرير من خمسين عنصر ما بين مقاتل وعنصر إستخباري في كل مجموعة ، يتم ادخالهم من إيران إلى العراق عن طريق قوافل السياحة الدينية بذريعة زيارة المراقد والعتبات المقدسة بمحافظتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف ويتم ارسالهم إلى سوريا عبر مطار النجف على متن الخطوط الجوية العراقية حصراً .
وأشار التقرير المسرب إلى ان فيلق القدس أشرف على تدريب مائتي عنصر من تنظيم القاعدة في قضاء عين تمر بمحافظة كربلاء بقيادة المدعو أبو محجوب الحمصي ، وتم إرسالهم إلى سوريا لإختراق صفوف قوات الجيش السوري الحر ، وبحسب التقرير أن مجموعات كبيرة من عناصر القاعدة تم ارسالها الى سوريا وهم صنيعة إستخبارات الحرس الثوري الإيراني .وبين التقرير ان عدد كبير من مقاتلي القاعدة تلقوا تدريباتهم العسكرية والامنية في معسكرات خاصة في مدينة ” تنكه كنش” الواقعة في إقليم كرمنشاه بإيران ، للقتال ضد النظام السوري!.
وقالت المعلومات ان تلك الخطوة تهدف إلى تشويه صورة مقاتلي المعارضة السورية عبر اختراق صفوف الجيش الحر وجمع المعلومات الاستخباراتية والامنية عن القدرة العسكرية وأماكن تواجد القيادات الميدانية والقيام بعمليات ومهام سرية توكل اليهم من قبل ضباط إستخبارات الحرس الثوري لنسف جهود فصائل المعارضة الرامية إلى إسقاط نظام الاسد .
وأشار التقرير إلى ان تلك الخطوة جرى التخطيط والاعداد لها من قبل النظام الايراني بعد مضي عام على اندلاع الثورة السورية وتشكيل الجيش الحر لتحقيق عدة أهداف منها تخويف المجتمع الدولي من تحول سوريا إلى قاعدة للتنظيمات الارهابية في حال سقط الاسد .
وتابعت المعلومات الكشف عن حجم المؤامرة التي ينفذها النظام الإيراني بتحالفه مع القاعدة ، حيث جرى التنسيق في هذا الجانب بين إستخبارات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني الذي تبنى مهمة تجنيد عناصر سلفية فلسطينية متشددة للذهاب إلى سوريا والقتال ضد النظام السوري تحقيقا لأهداف المخطط الايراني ، ويقول التقرير ايضا أن المخطط يحظى بدعم مالي ولوجستي كبير من قبل الحكومة العراقية وحزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي .
أزالت تلك المعلومات المسربة من داخل قيادة الحرس الثوري الغموض عن الكثير من الممارسات التي تقوم بها تنظيمات القاعدة في سوريا وبالمقدمة منها ما تسمى “جبهة النصرة” ومحاولة إغتيال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر بعملية كادت ان تحقق هدفها ، وكذلك المشاهد البشعة التي تتداولها وسائل الاعلام العالمية عن ممارسات عناصر القاعدة و خاصة مقطع الفيديو الذي أظهر تشريح احد مقاتلي القاعدة لجسد جندي سوري واقتلع قلبه وبدأ بالتهامه! .
تلك الممارسات التي تقوم بها الجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة في سوريا انما هي ممارسات مدروسة هادفة إلى إجهاض الثورة السورية ، وبدأت بالفعل أهداف المخطط الذي وضعه النظام الإيراني بالتعاون مع حزب الله اللبناني وحكومة المالكي بالتحقق ، فتراجع الدعم الدولي للثوار السوريين بسبب تواجد جبهة النصرة ومقاتلي القاعدة وامساكهم بمفاصل حساسة ومؤثرة بخارطة القتال الدائر في البلاد ، ثم التصعيد الخطير الذي لجأت إليه عناصر ما تسمى “جبهة النصرة” بمهاجمة المناطق الكردية في سوريا ومحاربة القوى الفاعلة فيها وهي خطة موجهة من قبل النظام الإيراني لإرباك وإضعاف صفوف الثوار السوريين ، فقد أسهمت تلك الممارسات في تقدم القوات الحكومية وتحقيقها انتصارات عسكرية واستراتيجية في الجغرافية السورية الملتهبة، وأعطت المبرر لتدخل حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية بشكل علني ومباشر بالقتال الدائر في سوريا .