البيان المثير للعجب والاستغراب الصادر عن الجامع الازهر الشريف والذي جاء مشحونا بتهم باطلة مجافية للحقائق والوقائع الميدانية …ملغوما بالدس والفتنة والتحريض المبطن. كشف عن عمق الحقد الذي تكنه الجهات التي دفعت ادارة مؤسسة الازهر الشريف لأصداره للشيعة اولا وللتجربة الديمقراطية العراقية ثانيا .حتى بدا و كأن امام الازهر وبطانته يعيشون في كوكب اخر ولم يروا ماتتناقله الفضائيات لحظة بلحظة عما يقوم به الدواعش من حرب ابادة ضد العراقيين عامة واتباع اهل البيت خاصة، وان القوات العراقية والحشد الذي يضم اطياف العراق شيعة وسنة ومسيحيين يتصدون لهذه العصابات الاجرامية دفاعا عن المقدسات والارض والانفس والاعراض، ويتعاملون بمنتهى الرحمة واللطف مع السكان، ويؤثرونهم على انفسهم .والاشد غرابة ان البيان ينعت الحشد الوطني بالبرابرة ويصف الدواعش على استحياء بالبغاة! .هذه مناطق السنة التي تحررت بدماء الشيعة مفتوحة لجميع وسائل الاعلام ولكل منظمة اوجهه عربية اوعالمية للتحقق من الاكاذيب التي ساقها البيان ظلما وعدوانا .لم نسمع الازهر الشريف يستنكر مجرد الاستنكار عمليات الابادة الجماعية التي تعرض ويتعرض لها الشيعة على مدار الساعة منذ 2003 الى يومنا هذا، واخرها مجزرة سبايكر التي حصدت جيلا كاملا من خيرة شباب الشيعة ،ولم نسمع الازهر يعترض على مقابر صدام الجماعية التي ابتلعت الشيعة طيلة اربعين عاما من حكم البعث الجائر .لا ندري كيف ارتضى امام الازهر اثارة الفرقة بين المسلمين بدل توحيدهم والعمل على لم شملهم .؟. قاتل الله التعصب والتطرف والطائفية .وتبا لمن باع دينه بدنيا غيره .
لقد اساءت ادارة الازهر الشريف الى سمعة ومكانة هذه المؤسسة المرموقة بتحيزها وسقوطها تحت تأثيرات ومغريات جهات معروفة بمحاربتها للشيعة انطلاقا من عقائدها الفاسدة التي شوهت الاسلام واسقطت اعتباره بين شعوب العالم من خلال احتضانها ورعايتها للقاعدة وداعش والنصرة التي كفرت الاخرين واستباحت ارواحهم واموالهم وسبت نساءهم .
واذا كانت الادارة الحالية للازهر الشريف مصرة على تحويله الى مؤسسة سعودية تداري امزجة الممولين ،ناطقة باسمهم ،معبرة عن سياساتهم الهوجاء وعن افكارهم وتوجهاتهم المريضة فنحن لا نرضى بذلك . والحمد لله فقد اظهر الحق بعد ساعات من صدور البيان اذ صرح الدكتور محمد البرادعي / ان الاخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الازهر لإصدار بيان يدين فصائل شيعية تقاتل تنظيم ” داعش” في العراق، مبينا” ان منحة سعودية بقيمة ثلاث مليارات دولار كانت متوقفة على هذا البيان .
بقلم: حميد الموسوي / بغداد