ان الاتفاق التركي – الإسرائيلي بتطبيع العلاقات بين الدولتين يقودنا الي مرحلة جديدة ويفتح المجال علي مصرعيه للتطبيع الاسلامي والعربي مع دولة الاحتلال والذي باركته حركة المقاومة الاسلامية حماس ودعمه المكتب الدولي لحركة الاخوان المسلمين ويعد تطوراً في العلاقات والتعاون الاستراتيجي بين اسرائيل وتركيا والمستمر منذ إعلان قيام دولة الاحتلال .. ويعكس هذا الاتفاق مدى اهتمام تركيا واولويات العمل لديها لدعم دولة الاحتلال الاسرائيلي والتنسيق عسكريا وامنيا معها .. رغم حملات التضليل والفبركة الاعلامية والمواقف الاستعراضية للرئيس اوردوغان وقيادة حركة حماس والتصريحات الرسمية التركية التي رهنت تطبيع العلاقة بين الدولتين في إنهاء الحصار على قطاع غزة، في محاولة خادعة لاستخدام الورقة الفلسطينية في إطار الصراع الإقليمي والمخطط الاسرائيلي لدعم قيام دولة في غزة علي حساب المشروع الوطني الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ..
أنّ الحكومة التركية تدعم اسرائيل وتسوقها في الاطار الدولي كدولة راعية السلام ودولة تدعم مكافحة الارهاب من اجل اقامة تحالف إقليمي تكون “إسرائيل” مكوناً رئيسياً فيه، حيث دعمت تركيا اسرائيل وصوتت لصالح اختيار اسرائيل في إسرائيل لرئاسة اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الارهاب واليوم تبحث حكومة اوردوغان لدعم تحافها مع اسرائيل وتدعيم المصالح الاقتصادية بين البلدين وخاصة في مجال الغاز والانشطة الاقتصادية بينهما والدور السياسي المشترك في الإقليم، وهو ما يدحض الادعاءات التركية التي لم تتوقف بشأن فك الحصار عن قطاع غزة كشرط لتطبيع العلاقات، وهو ما تم تجاوزه وأصبح في خبر كان ..
مما لا شك به بان اتفاق تركيا وإسرائيل يعتبر “انتكاسة” لتطلعات حماس … وشكل صدمة لعناصر حماس ولمن راهن معها علي الموقف التركي الخاسر في المحصلة النهائية ..
ان حماس واتباعهم في غزة وعبر السنوات الماضية باعوا الوهم للناس حيث عملت حركة حماس واستثمرت سلسلة علاقات اقلمية معتقدة ادت في نهاية الامر مولود جديد عرف بالاتفاق التركي الاسرائيلي ..
تطلعت حماس واتباعها علي ان تكون هذه العلاقات خدمة لحكمها في غزة ومن ضمن هذه الاوراق التي عولت حماس عليها كانت الورقة التركية وخيار الشيخ اوردوغان معتقدين انه امتدادا للخلافة العثممانية والتي فرضت واقعا عبثت من خلاله بالمستقبل الفلسطيني ومن خلال تحالفات بين قطر وحماس التي وفرت خط ساخن للتنسيق الامني بين حماس واسرائيل في قطاع غزة وقامة شريط حدودي فاصل عرف بشارع الجكر علي طول الحدود مع قطاع غزة باسرائيل .. واليوم بات الواقع ينهار شيئا فشيئا امام الموقف التركي الذي طالما ربط علاقته مع اسرائيل والتنسيق معها لضمان ان تكون تركيا لاعبا اساسيا في الملف الفلسطيني عبر السيطرة والهيمنة علي تباعية حماس لها …
حماس كانت تطمح بشكل اساسي الي انهاء كل مشاكلها في قطاع غزة اعتمادا علي تركيا وحليفهم الاول اوروغان .. وسرعان ما تبخر هذا الحلم وتبدد هذا الطموح وكأن شيئا لم يكن حيث كانت حماس خارج حسبه الارباح التركية ولم تعد غزة ضمن اهتمامات اوردوغان سوي يريدهم الحارس الامين للامن الاسرائيلي وبالاخر من دون اي مقابل .. حيث شعر قادة حماس وعناصرها بالصدمة من جراء الاوهام التركية التي تبددت اليوم ..
اننا امام حالة صادمة ودهشة وتوقع غير محسوب ونتائج كارثية تواجه حماس التي تكابر وتستمر في فرض حكمها بقوة بساطير عناصرها وانتشار القمع ومزيدا من فرض الضرائب في غزة وانشار حالات السرقة والقتل والفلتان الامني وانشار الجريمة المنظمة في المجتمع المحلي في ظل بطالة خانقة عدا علي قبام حماس واستمرارها بسياسة فرض الهيمنة بالقوة بحق الشعب الذي يدفع الثمن …
اننا امام واقع جديد يفرض نفسه وحقائق واقعية باتت تؤثر علي الشعب الفلسطيني ومستقبله السياسي حيث الحسابات الخاطئة المدمرة والعلاقات الضيقة التي لا تخدم الا الاحتلال الاسرائيلي ..
أن الاتفاق المعلن يتعامل مع غزة من جانب إنساني إغاثي وليس سياسيا، مع أن القطاع محتل والحصار المفروض هو عقاب جماعي بأهداف سياسية ..
أن الاتفاق المذكور بين تركيا واسرائيل يعطي صلاحيات واسعة لتدخل تركيا بالشؤون الفلسطينية ويمثل بداية مرحلة جديدة لتحويل الانقسام الفلسطيني إلى حالة انفصال واقعي موافق عليها إسرائيليا … وأن كل فلسطيني يتطلع الي انهاء الحصار علي غزة وانهاء الوضع القائم و يريد أن يصل إلى غزة المزيد من هذه المساعدات، لكن كل فلسطيني يعرف أن المصالحة التركية الإسرائيلية ليست لإيصال هذه المساعدات وأن ثمنها أكبر من دخول مساعدات ..
أن تركيا ضحت بطموحات حماس بالرفع الكامل للحصار، خاصة أن الحركة لا تمتلك رفاهية الرفض للاتفاق ولا تملك أوراقاً جدية للخروج من أزمتها في ظل فشلها في تحسين علاقاتها مع مصر والسعودية .. بل وتورطها في ملفات متعددة تتعلق بالامن المصري ..
أنه إذا تم استبدال طموحات حماس بحزمة احتياجات خاضعة للاعتبارات الأمنية فإنه لا يعقل أن تكون تركيا وافقت على تطبيع العلاقات بما في ذلك تلك العسكرية والأمنية مع إسرائيل دون أن يكون هناك ضوابط صارمة لأي طموحات عسكرية وأمنية لحماس .
باختصار نقول ان أردوغان يبيع دماء الأتراك للإسرائيليين مقابل حفنة من الدولارات.. وتركيا تعلن عن اتفاق لتطبيع العلاقات من جديد مع تل أبيب مقابل 21 مليون دولار.. وإلزام حماس بمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل أهم بنوده .. وأن تركيا التزمت بموجب الاتفاق المتبلور لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية مع إسرائيل بمنع حماس من القيام بأى عمل عسكرى ضد إسرائيل ..