بقلم اسعد عبد الله عبد علي
ذات ليلة كنت مع مجموعة من الأصدقاء’ نحتفل بفوز نادي الزوراء بالدوري, في مقهى أبو سمير, وتشعب الحديث بعيد عن الرياضة, فتحدثنا عن طرق اكتشاف الطرف الخفي بأي جريمة, فقال أبو نجم, وهو مسن متقاعد, وزورائي حد النخاع: “حتى تعرف أم الطفل من بين عشرات النساء, عليك أن تضرب الطفل, وأول امرأة تصرخ ستكون هي أمه”, كذلك في السياسة اضغط على الصغير يظهر لك الكبير, فكرة أبو نجم لفهم بعض الإشكاليات السياسية, دليل لا يقبل الجدل, بل هو يفسر لنا بعض المبهم والغريب من تصرفات الساسة.
خبر غريب نقلته قناة روسيا اليوم, حيث نقلت القناة تصريحا لرئيس البرلمان العراقي, حول قيام إفراد من الشرطة العراقية وبعض المتطوعين, بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في الفلوجة, كما نقلت قناة دجلة تصريحا لرئيس كتلة الحل حول عدم التهيؤ لإغاثة المدنيين, قبل الشروع بعمليات تحرير الفلوجة, ومع الصراخ الإعلامي لبعض النواب, حول “مظلومية” أهل الفلوجة! محاولين التشويش على انتصارات العراق على داعش.
من يسمع هذه التصريحات ولا تصل له المعلومة الصحيحة, فانه سيتصور أن قواتنا الأمنية تمارس عنف غير مبرر, ضد المساكين من أهل الفلوجة, لكن لماذا يصرح هؤلاء الساسة بهذا الكلام؟
يمكننا تفكيك المشكلة,عندها نتوصل إلى خمس أهداف ممكنة, تكمن وراء هذا الفعل الإعلامي الغريب لبعض الساسة, وهي:
الهدف الأول: محاولة تعطيل الجهد العسكري الجبار, الذي يقوم به الجيش العراقي والحشد الشعبي, فالانتصارات تغيض بعض الأطراف السياسية, التي لا تريد حسم موضوع داعش, لأنهم يرون في داعش امتداد طبيعي لهم, باعتباره ذراع عسكري ضاغط, بحسابات طائفية مقيتة, ويجعل لهم نوع من القوة السياسية, لذلك يستميتون في تعطيل جهد حسم معركة الفلوجة.
الهدف الثاني: التبعية المطلقة للخارج, فعندما يكون رأي الخارج على الضد من الحشد الشعبي, فأنهم يغردون بنفس النغمة, بل ويقومون بادوار يرسمها الخارج لهم, كي يتم تعطيل النجاحات, وبالضغط الإعلامي من قبل الأعلام العالمي والعربي بالإضافة للمحلي, يحصل تشويه كبير للمعركة الحاسمة, وعندها تتوقف كل النشاطات العسكرية, ويتم حماية دواعش الفلوجة بواسطة الدمى المحلية.
الهدف الثالث: بسبب عدم رضا السعودية وأمريكا, على عمليات تحرير الفلوجة, لأن أي انتصار يتحقق للحشد والقوات الأمنية, سوف يكون عامل تغيير للمعادلة الحالية, وبالتأكيد لن يكون في صالحهم, وبالتالي توقف الدعم الأمريكي والسعودي لبعض الكيانات السياسية المحلية, عندها نزلت هذه الشخوص والكيانات السياسية للإعلام, كي تحقق شيء ما لمحور أمريكا, وبالتالي تبين مقدار ولائها, وتثبت سعيها للحفاظ على مصالح أسيادها, وبالتالي تحافظ على الدعم المادي, ولولا تحركها الخبيث لاعتبرتها أمريكا والسعودية مجرد أعوان ميتين.
الهدف الرابع: وهو هدف انتحابي, حيث أنهم بهذه المواقف غير المنطقية, والقريبة الشبه من مواقف الطاغية صدام ((المزايدات السياسية)), كي يكونوا في ذهن السذج, بصورة المحامي عن أهل السنة, فالتهريج والبكاء على أهل الفلوجة, باب للترويج لأنفسهم, خصوصا أن القنوات الإعلامية “العواهر” من العربية إلى الجزيرة والشرقية, ستجعل منهم نجوم للشاشة, فانظر للمكاسب التي يجنوها, من دورهم الخبيث من قضية تحرير الفلوجة.
الهدف الخامس: الهدف هو حماية الدواعش, بسبب الارتباط الوثيق لبعض الساسة بالدواعش, فكان الدواعش احد أهم الأسباب لصعودهم, ويمثل الدواعش سند كبير لهم في جغرافيا سيطرتهم, لذا كان الدور مطلوب من قبلهم, مثل سعد البزاز وفلول البعث التي دفعت بكل أذنابها, للتطبيل ضد معركة تحرير الفلوجة, ومحاولة تشويه الانتصارات, مثلما فعلوا في معركة تحرير تكريت.
عندما تم ضرب دواعش الفلوجة, أمكن التعرف على أعوانها بسهولة, فهم أول من صرخ وبكى عليها.