محمد عبد الله الطائي
المتتبع للشأن السياسي العراقي هذه الايام يجد ان عنوان الاصلاح يتصدر العناوين السياسية سواء على مستوى الافراد او الكتل او التيارات فاصبح الجميع ينادي بالاصلاح ولا نعلم اين كانوا من هذا العنوان منذ 13 سنة بعد ان وصل العراق الى منحدر خطير جدا من التسافل والتراجع وعلى كل المستويات .
نعم نحن لا نرفض الاصلاح الحقيقي الواقعي الذي غايته واهدافه العراق وشعبه فالإصلاح له أهدافه ورموزه التي تتبناه عندها تكون العلامة واضحة هل الإصلاح حقيقي أو إصلاح للتخدير والتبرير؟!! ومن خلال النظرة الموضوعية لجميع من ينادي بالاصلاح نجد انه مما يؤسف له أن دعاة الإصلاح وعلى المستويين الديني والسياسي هم من أسس أساس الفساد ودمار البلاد وما وصل إليه الحال من ضياع بسببهم فكيف يرتجى منهم إصلاح الفوضى السياسية في العراق , إن ثورة الإصلاح الشاملة تنبع من التفكير بمصالح الشعب ومستقبله والتهديد بالخطر الذي يمثله بقاء الأوضاع دون القضاء على مسببات الأزمة أو الجدية بالبدء في خطوات الإصلاح الحقيقي وترك التسويف والمماطلة من أجل الإلتفاف على مطالب الشعب والمواطن العراقي في الحقوق والمساواة والحرية والأمن والأمان …
وقد أشار المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني إلى هذه الحالة منذ أكثر من سبع سنوات بقوله في بيان رقم -74- حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة: (بأن الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. وهل تيقنتم الآن أن هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وإنهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيء الخبيث الحقير….. فإنهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه ))الزخرف/54….
فإن ما يمر به العراق من محن ومصائب وما يتعرض له اليوم من قتل وتهجير وسلب للحريات وتكميم للأفواه وللأصوات الوطنية هي بسبب سياسة ساسة الفساد والإفساد والذين ثبت بالدليل عمالتهم وخيانتهم للأمانة وإن عملهم ما هو إلا تنفيذ ما يملي عليهم من أهل الغرب والشرق وكلاً له ولاءاته الخاصة، ومَن المتضرر؟ الشعب العراقي، ومَن الخاسر؟ العراق … وبعد صحوة الضمير والانتفاضة السلمية التي قامت بها الجماهير الغاضبة للمطالبة بحقوقها المسلوبة والسعي الجدي لمحاسبة هؤلاء المفسدين السراق فلا يمكن لهذه القوى الكبرى أن تقف مكتوفة الأيدي عن مصالحها التي سوف تتعرض للخطر وإنها سوف تخسرها فلذا نراها حركت أجنداتها لتركب موجة التظاهر وتغرر بالعامة فاصبح المفسدون جميعهم الآن في زاوية ضيقة انكشفت أوراقهم وافتضح أمرهم لم يبقَ شيء مستور فيريدون الآن أن يغيروا الأمور ويريدون أن يخرجوا بالوجه الأبيض أمام المواطن العراقي وهو في الحقيقة الرجوع إلى المربع الأول وهو اسلوب التغرير والخداع اسلوب المماطلة والوعود الكاذبة وهذا ما غذتهم وربتهم عليه المرجعية الكهنوتية التي أتت بهم وأوصلتهم إلى ما هم عليه اليوم من عروش وأموال ومناصب وغيرها فاليوم وبعد أن أحسوا بأنهم أوشكوا على فقدان هذه السلطة التي هم فيها فاعتلوا المنصات ليرفعوا أصواتهم ويطالبون بالاصلاح والتغيير ومحاربة المفسدين والقضاء عليهم وتغيير العملية السياسية متناسين بأنهم هم أساسها وهم بنيانها وهم اليوم يتسابقون على تلك المنصات وكأنهم مقبلون على جولة انتخابية جديدة والشعب فاقد لأبسط مقومات الحياة لا أمن ولا أمان ولا خدمات، البنى التحتية تحت الصفر، بطالة وأمراض مستشرية وأمية وجهل وحروب طائفية هذا كل ما حصل عليه الشعب من سياسة هؤلاء المفسدين فأي إصلاح يرتجى منهم فالشعب والبلد في أسوأ حالته وهذا ما أشار له المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في استفتائه الموسوم ( اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار) بقوله : (… وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ إصلاح لأن كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته!!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع إلى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به أميركا وإيران !! وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! وموت يا شعب العراق إلى أن يجيئك الإصلاح !!) …. فالإصلاح مرهون بيد الشعب وهو القادر على التغيير وبيده خيوط اللعبة لكونه هو من أوصلهم وهو القادر على إزاحتهم لكن يجب أن يتخذ المنهجية الصحيحة البعيدة عن مهاترات هؤلاء الفساد وأن يتخذ الإصلاح من منبعه الحقيقي من الشخصية التي لا تريد للعراق إلا الخير ذات الخطاب المتزن المعتدل والمتمثلة بالمرجع العراقي العربي الصرخي الحسني الذي أطلق مشروعاً كاملاً لحل كل المعضلات إذا طبقت بنود هذا المشروع بالكامل ومنها حل الحكومة الحالية والبرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة وطنية حتى تحقق التحرير الكامل للأراضي التي سلمها هؤلاء إلى التنظيم الإرهابي داعش وإبعاد رموز الشر من اللعبة من دول شرقية وغربية لكونها المحتل الأخطر والأشرس بقوله : (حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان ))….