فى الوقت الذي نشرت فيه مجلة (دير شبيجل) الألمانية واسعة الانتشار.. تقريرا عن تجسس إسرائيل علي مكالمات وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري).. أثناء جولته في الشرق الأوسط.. للتوسط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. خرجت أخبار أخري عن تجسس أمريكا علي المستشارة الألمانية ميركل شخصيا، ضمن خطة أمريكية لوكالة الأمن القومي.. التي تعترض يوميا ملايين الاتصالات الهاتفية.. وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتلتقط ملايين الصور.. لأشخاص وهيئات ودول.. حول العالم.

القصة.. أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط.. منذ أيام وعبر مجلة «دير شبيجل» الألمانية، التي نشرت خبرا.. حول تنصت المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، علي مكالمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال جولته المكوكية منذ العام الماضي، في منطقة الشرق الأوسط، للتوسط في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجاء التنصت.. لأن كيري لم يكن حريصا بما فيه الكفاية، حيث استخدم في جولاته خطا هاتفيا غير مؤمن. قامت إسرائيل بأجهزتها الأمنية، بتتبعه عبر الأقمار الصناعية الخاصة بها، وحصلت منه علي معلومات دقيقة للغاية. حول مباحثات الوزير الأمريكي. ولقاءاته المتعددة. مع المسئولين الفلسطينيين، وبعض العرب منهم.

ورغم رفض كيري التعليق علي خبر «الدير شبيجل» الألمانية. إلا أن المجلة واصلت تأكيدها له. وبأن التنصت لم يكن من أجهزة المخابرات الإسرائيلية فقط، بل كان من أجهزة أخري مماثلة. ومن بلدان مثل : الصين وروسيا.

والخبر.. الذي أوردته «دير شبيجل» كان تعليقا في الأساس علي فضيحتي تجسس أمريكيتين علي ألمانيا. في أسبوع واحد. وهو ما دعا المدعي العام الألماني. لفتح تحقيق مع أحد المشتبه فيهم. بتسريب الأسرار في العاصمة برلين. رغم أنه لم يتم اعتقاله، وتبع ذلك استدعاء السفير الأمريكي في برلين، لمناقشته في ذات القضية.

ورغم التعتيم المتعمد علي طبيعة مثل هذه الاتهامات بالتجسس، إلا أن المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، ظهرت للتعليق علي القضية بقولها: « إنه إذا صدقت الاتهامات فإنها ستكون قضية خطيرة.

ستضاف بالتأكيد لملف التجسس الأمريكي علي ألمانيا، بعد المعلومات التي سربها العميل الأمريكي السابق «إدوارد سنودون»، التي قال فيها إن أمريكا بأجهزتها الأمنية، تجسست. علي المكالمات الهاتفية للمستشارة الألمانية ميركل.

وقال سنودون وقتها في تسريباته الشهيرة لصحيفتي الجارديان البريطانية والنيوزويك الأمريكية. إن أمريكا راقبت عدة هواتف خاصة بقادة دول في أوروبا وفي أمريكا اللاتينية، وعن طريق الاتصالات بالإنترنت.

وردت إدارة أوباما وقتها بأن كل دول العالم تقوم بمراقبة بعضها البعض. ورغم ذلك طالب أوباما. بمراجعات في برامج المراقبة.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» في تقرير لها، تم نشره في يونيو الماضي. فإن ما يعرف بالـ NSA اختصارا لوكالة الأمن القومي الأمريكية، قامت باعتراض ملايين الاتصالات الهاتفية. وملايين الصور، وذلك حسب ما قام بتسريبه سنودون، وكان التنصت عبر صور الرسائل الإلكترونية، والنصية، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها: «الفيس بوك» و«تويتر»، وعبر رسائل الفيديو أحيانا، وقدر ذلك كله بأعداد تفوق عدة ملايين.

ورغم نفي الوكالة، لتلك التسريبات، إلا أن عددا من القادة الأوروبيين، وفي أمريكا اللاتينية، أبدوا استياءهم من الأسلوب الأمريكي. في تتبعهم، والتنصت علي مكالماتهم الشخصية.

ومنذ أيام اعترف مدير المخابرات المركزية الأمريكية الــ (CIA) جون برينان بأن وكالته تجسست وبشكل غير لائق علي أجهزة الكمبيوتر الخاصة ببعض موظفي مجلس الشيوخ الأمريكي. وكان ذلك أول اعتراف منه، وفي حلقة جديدة في نزاع بدأ بالفعل بين المجلس والوكالة، التي اتهمت موظفي المجلس، بالدخول وبشكل غير قانوني والحصول علي وثائق خاصة بالـ (CIA) ومصنفة تحت بند عالي السرية. TOP secret

ورغم تلك الفضيحة.. جدد أوباما، ثقته في برينان كرئيس للـ (CIA) وبعد اعتراضات عديدة لأعضاء مجلس الشيوخ، الذين رأوا أن اعتذار برينان واعترافه، بتجسس الوكالة علي المجلس، لم يكن كافيا، وطالب بعضهم باستبعاده، وإجراء تحقيق شامل. حول حقيقة ماحدث. ومنع تكراره.

والأمر.. كما فسرته صحيفة نيويورك تايمز يختص بتحقيقات قامت بإجرائها.. لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.. حول برنامج الاستجواب المثير للجدل.. الذي اتبعته وكالة المخابرات الأمريكية الـ(CIA) مع مشتبه بهم كإرهابيين، الذي كان من نتيجته خروج تقرير من 6800 صفحة وموجز له قدر بنحو 700 صفحة، سيتم رفع محتوياته من نطاق السرية، ويتم نشره بعد أيام قليلة، وبعد منتصف أغسطس الحالي.

ولأن شر البلية.. ما يضحك.

فقد طالب اثنان من أشهر مسربي معلومات أمريكا وهما: دانييل إليسبرج وإدوارد سنودون بحمايتهما من بطش الإدارة الأمريكية.. وأجهزتها الأمنية. في أمريكا وخارجها، وطالبا بتصميم برامج لحجب التجسس الحكومي.. وتشفير رسائل البريد الإلكتوني.. وغيرها ليتم الحفاظ علي خصوصية المعلومات والأشخاص من بطش العم سام