اكثر من اسبوع وبغداد تنعم بالهدوء المشوب بالحذر والقلق والترقب , بما تحمله الايام القادمة , وكل المؤشرات تدل , على انقلاب الامور نحو الاسوأ , وسرعان ما تسقط بغداد في احضان الارهاب والمليشيات المسلحة , اذا ما ظلت الاستفزازات والاحتكاكات بين التيار الصدري وبين مليشيات عصائب الحق المنشقة , وهذا يتطلب الاسراع في اطفاء هذه النيران قبل اشتعالها , واخمادها فورا قبل ان تنتقل الى الشوارع , ومطالبة الحكومة بالعمل السريع لتطبيق القانون بشكل فعلي على الارض , وليس الاختصار على الاقوال من اجل الاعلام فقط , وذر الرماد في العيون , ان معالجة الموقف الحذر , يستدعي وضع حد نهائيا لنفوذ المليشيات المسلحة , التي تتحرك باوامر حكومية وتتحرك تحت اغطية رسمية في الشوارع , وحسب رغبات الجهات السياسية التي بيدها الحل والربط , يجب العمل من اجل انقاذ بغداد , من ان لا تعود الى شرنقة الارهاب مرة اخرى , وان مسؤولية الحكومة يتجلى في تطبيق القانون والنظام على من يخرق الامن ويقلق المواطنين بالسرعة اللازمة والفورية , دون تسويف او تأخير او غض الطرف بحجة ان هذه المليشيات صديقة وتابعة للحكومة , يجب استخدام القانون بشكل صارم على اي طرف اوجهة دون تحيز او تفضيل هذه المليشية المسلحة على اخرى , يجب ان يطبق القانون من اجل هيبة الدولة بافعال حقيقية , كفى مراوغة وطمطمة , وان الاجهزة الامنية قادرة على قمع ومطاردة المليشيات المسلحة وتقديمهم الى محاكم الدولة , اذا كان هناك قرار سياسي جريء يحفظ الامن والامان ويطبق وفق مصالح الشعب والوطن , , وخاصة وان هناك جهات سياسية تتهم الحكومة صراحة بالتواطئ المريب , ومنها التيار الصدري الذي عبر بوضوح بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال احد قياديها بان ( الحكومة قامت بتهريب جميع عناصرها المتورطين بمحاولة اغتيال حازم الاعرجي الى ايران , وان حركة – عصائب الحق – سحبت معظم عناصرها من بغداد ونقلتهم الى محافظات اخرى خوفا من التصفية الجسدية ) ان هذا التخبط والفوضى وضياع القانون وهيبة الدولة, يستدعي الحرص المسؤول على مصالح المواطنين وحقهم الشرعي بالامن والنظام , وبالكف على اللعب على ذقون الناس وعلى اعصاب المواطنين , لابد من تطبيق القانون بشكل مساو على جميع المواطنين دون استثناء , وتمزيق سياسة المحابات لهذا الطرف او ذاك , ضد هذا الطرف او ذاك , والكف عن استخدام واستغلال المليشيات لتحقيق اغراضهم السياسية , وبات واضحا للعيان ولا يمكن حجب الحقائق الدامغة . بان الحكومة متهمة باسناد هذه المليشيات من خلال , حمل باجات رسمية وترتدي الزي العسكري وتتحرك بسيارات الحكومية في الشوارع بحرية تامة , وهذا ما يثير الفزع والرعب للمواطنين , ويمزق الهدنة في بغداد , ان الموقف القلق يستدعي الحسم السريع , وان تدرك الاطراف السياسية التي بيدها الحل والربط , بانهم يرتكبون جريمة كبرى بحق بغداد , التي كانت يوما ما , حصن السلام والحياة المدنية وعاشقة ملهمة للثقافة والادب وجميع الفنون باصنافها المتعددة , وكانت رمز للاخاء والتعايش التي افتخرت بها عبر العصور والقرون والعهود , واليوم في ظل العراق الجديد تئن وتنوح من ثقل الظلام والتعصب والتطرف , فلا امان ولا استقرار ولا خدمات بلدية او خدمات اخرى اساسية ولا حياة كريمة , سوى القتل والتدمير والخراب , من هذه النخب السياسية التي ارسلها الله تعالى , لعقاب الشعب بالعقاب المستديم , لقد شبعنا من عفونة ونتانة المواقف السياسية والشعارات المزيفة . لقد اثبتوا بحق وحقيقة بان هؤلاء الساسة الغضب الالهي , بانهم تجار محترفين يتاجرون بخسة ودناءة بدماء العراقيين , انهم بعيدون وغرباء عن هذا الشعب , لقد اعمى بصرهم وبصيرتهم الغنائم والفرهود . . لذا لابد ان يعلو صوت العقل وصوت الوطن , وان اقبح الاصوات هي صوت الحمير