في حقبة البعث المشؤؤمة ومن الشعاراتالتافهة التي بَرَع َ في اطلاقهاالبعثيين كان هناك شعار يقول ان ( ألبعثيأول من يضحــّي واخر من يستفيد!! ) .والحقيقة ان ما كان يجري هو العكس تماماً ، فالشعب هو من كان يضحي باعز ما يملكهشعب في العالم ، ضحــّى العراقيين بخيرةشبابهم في حروب البعث العبثية ، الشعبهو الذي عانى الفقر والمرض والجوع فيايام الحصار ، الشعب هو من باع كل مايملك كي يظل ّ متشبثا ً باطراف الحياة…وفي كل هذا ، كان البعثيون يتنعمونبالسلطة وامتيازاتها ، فالوظائف العامةلهم .. واموال العراق لهم .. والسفروالحياة الرغيدة لهم .. وأ ُختصر َ البعثبطائفة ثم بمدينة ثم بعشيرة وبضعة اشخاصاخرين .. صاروا هم البعث ، وابناء البعثهم الذين لبسوا الخاكي ولحقونابتقاريرهم وسفالاتهم التي لم ينساهامعظمنا بعد !!خزينة العراق وكل خيراته لم تكفي هؤلاءالسفلة القتلة ، بل تفنن البعثيين فيسرقة الموطن العراقي وتلذذوا فيمشاركتنا حتى النزر اليسير مما نملك أونستحصل عليه من اعمالنا ، فمرّة كانوايطمعون بذهب نساءنا فطالبونا بالتبرّعبه لهم ( للمجهود الحربي ) وفي الحقيقةحولوا ذهب التبرعات لسبائك ملأوا بهاخزناتهم .. ومرة اجبرونا ان نتبرعبرواتبنا ولم تكن الدولارات القليلةالتي نقبضها شهريا ً تساوي شيئا ً امامالمليارات التي يقبضونها من بيع النفط ..الا انها ( دناوة النفس ) التي كانتتدفعهم لسرقة كل ما يمكن سرقته منالعراق والعراقيين.. والمصيبة انهم يومطـُردوا من العراق تركوه مديونا ً بمئاتالمليارات من الدولارات . هؤلاءالبعثيين لم يصلوا ساحات القتال بوم كانشبابنا يقاتلون عوضا ً عنهم في حروبهمالكارثية بل كانوا وابناءهم منغمسين فيملذات وفرّتها لهم السلطة ، وكان (ويلادالبعث) متخصصين في جمع العراقيين شباباً وشيبا ً وبعثهم لجبهات القتالوالتلويح بفرق الاعدام لمن يفكر بالهرباو الانسحاب يوم كانت الحروب دفاعا ً عنكرسي القائد ( الضرورة ) وارضاءاًلنزواته المريضة.. ويوم جــدّ الجـِد..وجدنا هؤلاء البعثيين ممن كانوا علينااسودا ً يهربون بملابسهم الداخلية ، بلولبس الكثير منهم ملابس النساء ليهربوامن امام الامريكان !!!العراقيين الشرفاء ممن ذاقوا ظلمالبعثيين وتعسفهم طوال 35 عاما ً همالذين وقفوا للدفاع عن العراق ضدالاحتلال في حين كان القائد الضريبةصاحب المقولة الشهيرة عن ( الشوارب التيلا تهتز ) يحيي ّ مناصريه وربعهُ في احدىحواضنه البعثية في بغداد في اخر ظهور لهعلى بعد مئات الكيلومترات عن جبهةالقتال وهم يهوسون له ( بالروح بالدمنفديك … ) ومع ذلك ، لم يفديه احدهمبروحه ، بل انه نفسه لم ( يهتز له شارب )يوم حشر نفسه كالجرذ في حفرة ضيقة هارباً من المجندات الامريكيات ، كما هربمعظم قادة حرسه واجهزته القمعية !!!ولاننا في العراق تعوّدنا حين يتركناقاتل يركبنا قاتل ، وحين يغادرنا سارقتعيث بنا بعده مجاميع من الحراميةوالمجرمين ، واذا بعَدَ عنــّـا ابن زنافان الف لقيط غيره يملأون دروبنا ، فماان سقط نظام البعث ، وحتى قبل ان نتنفسالصعداء اعتلى خشبة مسرحنا مجاميع منالقتلة والحرامية واللقطاء من مختلفالطوائف والقوميات والملل جمعهم رغم كلاختلافاتهم شيء واحد ، هو الجشع والرغبةفي اكبر قضمة من التفاحة التي وقعتبايديهم بعد ان نخرها السوس!!!وكما تملــّق لصدام منذ ثلاثة عقودالكثير من الانتفاعيين والوصوليينولصقوا نفسهم في مؤخرة حزبه الخنفشاري ،فقد وجد العديد من الوصوليين والنفعيينوالحرامية في التفاف الجماهير العراقيةحول مرجعيتها الدينية متمثلة بالسيدالسيستاني فرصة لهذه الجهات الدخيلة انتحشر نفسها تحت ثوب المرجعية وان تحاولشيئا ً فشيئا ً الاستحواذ على اصواتالشيعة الذين خـُدعوا بهم مع صمتالمرجعية وغضّها البصر عن هذه المجاميعالوصولية ، فاستفادت من هذه الفرصةواستغلتها اقبح استغلال . لقد سرقواالدولة الفتية وجيـّـروها لصالحاحزابهم والمقرّبين منهم ، وبعدما كانتالدولة للبعثيين ، صارت للدعوة والمجلسوالتيار والحزب الاسلامي والحزبينالكرديين ، ولم يترك ثقب ابرة للعراقيينالاخرين ممن لم يتلونوا أو يكووا جباههمزيفا ً ولم يلبسوا المحابس ، وكما احتلاهل الزيتوني وظائف الدولة ايام صدام ،احتل المنافقين ممن تستروا تحت مظلةالمرجعية الدولة هذه الايام !!!وكما سرقالبعثيين وقتلوا وارتكبوا المحرمات تحتاسم حزبهم الفاشي ، فقد سمـى البعضانفسهم ( ابناء المرجعية ) وباسمالمرجعية سرقوا كل شيء؟؟؟وكما لم تـُشبع كل خيرات العراق( اهلالزيتوني ) ايام زمان فعمدوا لمشاركةالعراقيين في ذهب نساءهم ورواتبهم ، فلمتكفي مئات المليارات من الدولاراتسنويا ً حرامية اليوم ، فعمد (ابناءالمرجعية) لتشكيل عصابات الخطفوالتسليب ليأخذوا من العراقيين مايملكون ؟؟؟؟وكما فر ّ البعثيين يوم الجد بملابسهمالداخلية وتركوا ارض العراق مستباحة ،ففي يوم اصدرت المرجعية فتواهـــاللجهاد ضد داعش رأينا كل الانتفاعيين والوصوليين يلبسون البدلات العسكريةالمرقطة ويملأون بصورهم مواقع الانترنتوالصحف العراقية ، ولم نجد رجلا ً منهميقترب ولو لمسافة 100 كيلو متر من جبهاتالمنازلة ، الا قليلين منهم لايتجاوزعددهم اصابع اليدين !!!أحدة قادة ( التغيير ) ومبتكر شعارالمقبولية زار احدى المناطق المحررةبعد عشرة ايام من تحريرها ترافقه حماياتقيل انها اكثر من عدد القوات التي ساهمتفي تحرير تلك المنطقة ،القائدالمغوارنفسه ظهرفي شريط حرص حزبه علىبثه لكل القنوات الفضائية ابان الزيارةالاربعينية وهو في العمارة يقشرالبطاطا في احد المواكب الحسينية علىبعد اكثر من 700 كيلومترعن ارض المعركة ،فذ كـّرنا بصدام الذي كان يعتلي السيارةمع محبيه في الاعظمية ، والجبهة في جنوبالعراق على بعد600 كبلومتر تشتعل تحتاقدام الغزاة. ياترى الا يعلم ( ابناءالمرجعية) ان سيدنــّا الحسين بن علي ( ع) خرج ثائرا ً على الظلم رافضا ً له تاركاً كل مغريات العالم ومضحيا ً بنفسه واهلبيته واصحابه في سبيل ما يعتقد ولميبايع ولم يهادن ولم ينحني امامالمغريات وكيف ينحني أو يجامل وهو تلميذمدرسة علي ابن ابي طالب ( ع ) الذي لم يثنهعن حقوق المسلمين والضعفاء شيء؟؟؟( أبناء المرجعية ) كانوا موجودين عندمااقتسموا الدولة العراقية ، موجودينعندما وزّعوا المناصب والامتيازاتبينهم ، موجودين عندما اغتنوا واثرواعلى حساب فقرنا وحاجتنا وذلـّــنا ،موجودين في قلاعهم مع حماياتهم عندماكنــّـا نـُذبح وتـُنتهك حرماتنا طوالعشر سنوات .. ويوم اصدرت المرجعية فتوىالجهاد .. حملنا السلاح للدفاع عن دينناووطننا ومستقبل اولادنا ، وتلــّفتنافوجدنا ان ( ابناء المرجعية ) وكما تقولالاغنية العراقية … اولاد بس بالاسم …نعم يا سادتي ، لقد اكتشفنا ان من يدّعونانهم ابناء المرجعية هم في حقيقتهمابناء … فضائيين !!!!!!!
بقلم: جمال الطائي