حيدر حسين سويري
بالتأكيد لا يخفى على الحصيف، ذي الدراية بالإمور الإدارية والسياسية، أن ثمة مصالحٍ عامة، تربط العلاقات بين والدول وتحركها، وقد تتغير تلك العلاقات وفقاً لتغير تلك المصالح، ولذا فكلنا يعلم أن من مصلحة إيران(الداخلية والخارجية)، دعم العراق في الحرب على داعش، وكُلنا يُجزم أن السعودية وقطر وإسرائيل(على أقل تقدير) تفرح بفوز داعش، إن لم نكن جازمين بأنهم الداعم الرئيسي لها.
عندما يُطلق شعار” إيران بره بره” فمن يا تُرى يقف خلف إطلاق هذه الشعارات؟
لدينا عدة إحتمالات:
الأول: أن هناك مندسين(كما يؤكد التيار الصدري) من أيتام البعث قاموا بذلك
الثاني: أن هناك تذمر من التيار الصدري، ضد الموقف الإيراني من دعم(المالكي) العدو الأول للصدريين(كما يدعون)، وهم يتصورون أن إيران تقف حائلاً بين الشعب ومحاكمة المالكي
الثالث: أن مَن أطلق الشعارات هم التيار المدني، المشارك في التظاهرات، وذلك لأنهم يتصورون أن إيران هي من أوصلت المشروع الإسلامي للسلطة في العراق(وسأقف مع هذا الإحتمال بشئ قد يكون غريباً)
العقل يقولها بصراحة: أن إيران تدعمنا بالسلاح والجنود، ضد مَنْ يريد إبادتنا بالكامل وإلغاء وجودنا، فيهي مرحبٌ بها إذن، ومَنْ يقول بخلاف ذلك، فهو غير عاقل، أو لديهِ مصلحة مع داعش والذي يقف خلفها، والآن لنأتي ونفرز ولنرجح أي الإحتمالات أقوى بإطلاق الشعار:
الأول: نعم هناك مندسين من أيتام البعث ولكن عددهم ليس مؤثراً أبداً، هؤلاء هم من أطلق الشعار، ولكن مّن ردده هم مّنْ ورد ذكرهم بالأحتمالين الآخرين.
الثاني: إيران لديها إستراتيجية قائمة على دعم جميع المظلومين في العالم، ومنهم مَن يشاركهم الدين والعقيدة(التشيع)، ومنهم التيار الصدري، ولذا فهم ينظرون إلى الكُليات ولا ينظرون إلى الجزئيات، ونحن لا نستطيع الجزم بأن ما يتصوره التيار الصدري صحيحاً، ولكننا في نفس الوقت، نظن أن إيران لا تريد محاكمة المالكي، خصوصاً الآن وفي هذه الظروف الحرجة، لما لهُ من سلبيات كثيرة(داخلية وخارجية)، ولكن من المؤكد، أن لا شأن لإيران في مستقبل الأيام بهذا الشأن الداخلي.
الثالث: ثمة إسلاميين عقائديين، إنتحلوا صفة المدنية، هم من أتباع المتمرجع(الصرخي)، ومما لا يخفى على أحد، علاقة هذا الشخص بالنظام السابق، وعلاقته الحالية بقطر ومن خلفها اسرائيل، وأكاد أُجزم أنهم مَنْ أطلق هذه الشعارات، لما يتبنونهُ من مبدأ(عربية المرجعية وعروبتها)، وهي إحدى الأمور التي روج وعمل عليها النظام البعثي، في حقبة تسعينيات القرن الماضي؛ لقد تواصل بعضهم معنا عن طريق الفيس بوك، وإستطاعوا أن يجمعوا جمهوراً لا بأس بهِ، من خلال قنوات التواصل الإجتماعي الألكتروني، ثم التواصل على أرض الواقع، وهم اليوم لا يستطعون قيادة التيار المدني، لمفضوحيتهم، ولكن مع الأسف هم مَنْ يحركوه!
بقي شئ…
يجب على الجهات الأمنية أخذ الموضوع بشكل جدي، وسيتمكنون من فك تشفير ما حصل أو ما قد يحصل