لا يوجد في المبادرة التي اطلقها خضير الخزاعي بأسم ميثاق الشرف والسلم الاجتماعي ما يدعو إلى التفاؤل بأن تغييراً ما سيحدث على المستوى السياسي ! ، فهي ليست خروجا عن قواعد اللعبة السياسية الحاكمة في العراق ، اذن لا شك بأنها مبادرةٌ ولدت ميتة حالها حال الاخريات لا تُقدم أو تؤخر شيئا!.

لم تأتي بحلول جذرية ، ولن تخرج بنتائج سوى المزيد من تراشق الشتائم وكيل الاتهامات بين “عاهات” العملية السياسية  ، بسبب ان القائمين عليها في ” الواجهة ” ليسوا أصحاب قرار، ولن يكونوا كذلك!.

فمن القواعد الرئيسة للعبة السياسية في العراق ، ان من يتسنمُ منصبا قياديا ويخرجُ منه ، لأي سبب كان ، لن يعود إليه مجدداً ، تحت أي ظرف كان ! ، إذ يصبحُ في حينها ورقةٌ محترقة لا يمكنها أن تكون ورقة رابحة في مارثون المصالح الاقليمية والدولية! ، وفق سياسة حرق الأوراق والمراحل ، وتبادل الأدوار ، المتبعة من قبل واشنطن وطهران في إدارة الملف العراقي ، كما لا ننسى ان المناديل في دورات المياه ” التواليت ” لا تُستخدم إلا لمرة واحدة فقط!.

السؤال الذي يُطرح في هذا السياق هو ، ما الغاية الحقيقية من وراء ان يتصدر خضير الخزاعي تلك المبادرة؟! ، وكيف سمح القادة الكبار!! بأن يتولى الخزاعي تلك المهمة  ، وحضروا اللقاء جميعهم برعايته! ، وهم يعرفون جيداً ان ذلك سيعطي زخما سياسيا للخزاعي؟! ضمن حدود اللعبة الحاكمة طبعاً!.

السؤال الآخر بهذا الخصوص ، ما هو السبب الحقيقي لحضور سفيرا الولايات المتحدة الامريكية وإيران الشقيّة! إلى المؤتمر الذي وقع فيه عاهات العراق الجديد وثيقتهم الغراء؟!.وما هو السر وراء الحملة الكبيرة التي قادتها الماكنة الاعلامية الحكومية والسياسية للتسويق عن المبادرة وعرّابها الخزاعي؟!.

 تهدف المبادرة التي اجتمعت فيها “عاهات” العراق الجديد إلى الدفع بخضير الخزاعي إلى الواجهة وإبرازه على أنه رجل دولة لمرحلة مقبلة !.

الأجواء ” الاستعراضية ” التي صاحبت المؤتمر و التصريحات التي أعقبته تُشير إلى إحتمال وجود توافق أميركي – إيراني مشترك على إزاحة المالكي من السلطة ، تزامناً مع التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا! ، فالمعادلة الإقليمية – الدولية ، لا تحتمل وجود المالكي بالسلطة في العراق وبشار الاسد خارجها في سوريا ، والعكس صحيح!.

ومن المرجح ان يكون التوافق الإميركي الإيراني على تهيأة خضير الخزاعي رئيسا للوزراء ، خلفا للمنتهية صلاحيته نوري المالكي!.