كثيرا ما تستوقفنى أحداث .. أشخاص .. مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس .. متفرج، أو قارئ
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته .. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث، أو أتأمل الموقف .. أو أغوص بداخل الشخص .. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى
من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط .. ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل .. . أو يطول
مطلوب دمية ..
شُوِه معنى العفة حين غزا الأسواق العربية منذ فترة “غشاء البكارة” الصينى، وأثار جدلا واسعا ثم خمد
واليوم تصل للأسواق العربية “دمية جنسية” قامت بتصنيعها الصين، وهى من قد تقيأت من قبل ب”غشاء البكارة”
حمل خبر وصول الدمية الجنسية الصينية معلومات عن سعرها الذى يصل ل3 آلاف دولار، وتتمتع بمواصفات تتناسب مع طبيعة الرجل العربى، وقيل فى الخبر أنها صنعت خصيصا للرجال غير الاجتماعيين والذين لا يستطيعون الزواج أو إقامة علاقة مع امرأة
مازلت أجهل ما المواصفات التى تعتقدها الصين فى الرجل العربى حتى تصنع له دمية بمواصفات تتفق مع طبيعته
ويحضرنى سؤال ساخر
ألم تعلم الصين أن الرجل العربى قد يغار حين يعلم أن دميته التى فى فراشه هى نفسها فى فراش آخرين؟
يبدو أننا فاشلون حتى فى تصدير قيمنا ومبادئنا وتعاليم ديننا .. فعلمت الصين بمواصفات المرأة التى يستحسنها الرجل العربى،وجهلت بأن تلك المواصفات مقننة فى شريكة، وليست خليلة
فمن قبل اختزلنا العفة فى غشاء البكارة وحلت لنا الصين تلك الأزمة
واليوم نختزل قيمة الزواج فى امرأة جميلة تشارك الرجل فراشه ؛ فتقوم لنا الصين مرة أخرى بحل الأزمة بصنع دمية جنسية تتناسب مع مواصفات الرجل الشرقى
لا أجد انتفاضة من قبل علماء الدين، والنفس، والتنمية البشرية وغيرهم من المعنين بأمر الفرد على مستوى الأسرة والمجتمع
لم أجد من يتكلم عن قداسة تلك العلاقة الزوجية التى وصفها الله سبحانه وتعالى “بالمثياق الغليظ”،ووصف العلاقة الحميمة ب”الحرث”
هل رأى الجميع أن العلاقة الزوجية هى علاقة رجل بدمية جميلة؟؟!!!!!
كنت أسخر من إعلانات الزواج التى تحمل مواصفات تحت عنوان
مطلوب عريس .. مطلوب عروسة
ويبدو أننا سننتقل لمرحلة أخرى نقرأ فيها مواصفات تحت إعلان “مطلوب دمية”
ولكن بما أن الصين قد حلّت لنا مشكلتين “الغشاء والدمية”
فلن أتعجب غدا من حلها لمشكلة العنوسة وصناعتها ل”دمية” رجل يتناسب مع مواصفات المرأة العربية،وقد تكون على شكل الفنانين والرياضيين الذين يتمتعون بجاذبية ما
حينها سنجد انتفاضة من كل من ذكرتهم ليس لأن الموضوع يمّس قيم ومبادئ مجتمعنا
ولكن لأننا مجتمع لا نرى الخطأ إلا عندما تمارسه امرأة ..
عالمٌ دُمَى
تذكرت دُميتى الأثيرة، ومعها أيام طفولتى حين رأيت صورة “ديفيد كاميرون” رئيس الوزراء البريطانى، وهو يحمل دمية ابنته ويسير بلاحرج فى طريق “وايت هول” مصطحباً إياها للحضانة دون حراسة، ولا سيارات مصفحة، ولا تشريفة تاركاً مهامه الثقيلة كرئيس وزراء ؛ ليمارس مهامه كأب
لم يكن “ديفيد” حاملا لدمية ابنته دون خجل فقط .. بل كان يساعدها فى تزلجها بـ “الاسكوتر”
لم يكن يؤدى مشهد “ديفيد” وابنته مشهدا تمثيلا ؛ ليظهر فى فقرة دعائية كمسئول يشرب “الشاى” مع مواطن بسيط،بل تم بشكل تلقائى وسط المارة أو “شو إعلامى” لآخر يُقّبل فيه رأس والد أحد الشهداء فى حضرة الكاميرات والصحفيين
فيُعلق صاحب القبلة “إن قبلته أعادت له الروح” تذكرت حينها كوبليه” أم كلثوم” “القبلة إن كانت للمحبوب .. فى فيلمها “سلامة”
ويستطرد أن ابنه فداءً لمن وهبه تلك القُبلة
وعليه فالقبلة قد أدت حق الشهيد الذى أعطى الوطن روحه فنال مقابلها قبلة لوالده
فكيف لو كانت من “هيفاء” أو “نانسى” كان قال إيه؟؟
علاقة دمية “ديفيد” بقبلة “السيسى”
1- أن كليهما دمى .. .. .بلا مشاعر
2- مشهد رئيس الوزراء كان طبيعيا بينما مشهد القبلة كان تمثيلياً
لن أقول مرة أخرى نحن شعب يصنع الطواغيت
ولن أقول نحن شعب عاطفى حتى السذاجة والبلاهة
لكننا شعب نرضى أن يُؤدى حق الضحايا “قُبل” .. وعقاب الجناة “شتيمة” ..
أبلة فاهيتا
منذ فترة قريبة كانت كل معلوماتى عن الفاهيتا مستقاة من ال”منيو” الموجود فى المطاعم ذات الأكل السريع
وكما للفاهيتا شهرة واسعة عالميا كطبق مكسيكى معروف .. كان للفاهيتا عندنا شكلا آخر حين كان ذلك اسماً لدمية تقوم ببطولة إعلانات ترويجية لإحدى شركات المحمول
فقد خرج علينا فى ليلة حمقاء شخص يحمل اسما لشخصية كرتونية قد تكون دمية أيضا ولا يتحرج أبدا من أن يطلق عليه اسم “سبايدر”
وبما أنه لا يتحرج من اسمه المستعار فبالتالى لن يتحرج من تأسيسه لحركة “آسفين يا ريس” التى يدعو فيها لعودة الرئيس المخلوع “مبارك” وربما كان هذان المبرران عذرا له فى تقديمه بلاغ يتهم فيه الدمية “فاهيتا” بالجاسوسية وبثها شفرات عبر الإعلان تحتوى على رموز لتفجيرات تخطط لها جماعة الإخوان
وعليه قامت النيابة العامة باستدعاء مسئولين من شركة المحمول للتحقيق معهم فيما تضمنه البلاغ
تداولت وسائل الإعلام الخبر ربما لجذب الناس لكى يجدوا ما ينشغلوا به بعيدا عن السياسة وما يجرى فى كواليسها
فاليوم تستخدم السلطة الإعلام كوسيلة حربية إلى جانب الآلة العسكرية لخدمة أهدافها
وتذكرت الأمين العام السابق للأمم المتحدة حين ثَّمّنَ على دور الإعلام قائلاً
” أن وكالة الأنباء التليفزيونية CNN هى العضو رقم 6 فى مجلس الأمن”
لا حرج على “سبايدر” عندما يتهم “فاهيتا”
فكلاهما دمية يشاكس أحدهما الآخر
ولكن العجب فى النيابة التى تستدعى دمية
والشرطة التى تقبض على دمية
والإعلام الذى يجعل من الدمية قضية
والقضاء الذى يحكم على دمية
والمشاهدون الذى يتضامنون مع الدمية أو يدينونها
إنه حقاً عالم ..