بقلم: علي جابر الفتلاوي
في مقابلة مع صحيفة ( لو فيغارو ) الفرنسية قال ( مايكل هايدن ) المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ( CIA ) أن (( العراق لم يعد موجودا ولا سوريا موجودة …)) يتكلم ( هايدن ) عن أمنية اللوبي الصهيوني الذي يتمنى زوال العراق وسوريا من الخارطة، ليرى بديلا عنهما دويلات صغيرة باسماء جديدة، الشعب العراقي يقول إلى الصهيوني الوقح (هايدن) : إخرس العراق موجود وسيبقى موجودا رغم أنوف الحاقدين من تكفيريين وصهاينة وغيرهم .
وننقل الخبر الآتي الذي نقله إلينا الصديق ( فرات المالكي ) في صفحته على الفيس ، وقد نسب الخبر إلى مؤسسة إعلامية إسرائيلية لعلاقته بمشروع أمريكا الجديد لتقسيم العراق وسوريا:
((كشف موقع دبكا الاسرائيلي المقرب من اجهزة المخابرات النقاب عن أن السعودية عرضت عشرين مليار دولار على ملك الاردن اذا ما قام بضم درعا وجبل العرب والرمادي الى مملكته لتصبح المملكة الاردنية الهاشمية تتكون من 22 مليون شخص ووفقا للموقع الاسرائيلي فان السعودية تهدف من هذا العرض الذي يبدو أن الملك الاردني قبل به ( وقلب بموجبه الشماغ ) الى حماية نفسها من تمدد داعش في العراق وسوريا إلى أراضي السعودية
وكان ملك الاردن قد مهد لهذا المشروع الذي وافقت عليه إسرائيل بالاعلان عن استعداد بلاده لدعم القبائل العربية في شرق سوريا وغرب العراق لقتال داعش. وقد قال العاهل الأردني في مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرا، “إن العالم يدرك الدور المهم للأردن في الاستقرار الإقليمي وإنهاء الأزمة في سوريا والعراق”، موجها خطابه لوجهاء القبائل في الصحراء الأردنية الشمالية بالقول “إننا سندعم الأخوة من القبائل العربية خارج حدودنا
. وفي حفل بثه التلفزيون العام الأردني، في التاسع من يونيو المنصرم، تلقى الجنرال راية الهاشميين من الملك، وأضيفت الراية رسميا إلى ألوية مختلف فروع القوات المسلحة. وتعتبر راية الهاشميين، وهي تحمل نفس العبارات الإسلامية الموجودة على راية داعش )) .
أرى لعبة جديدة في الميدان، أمريكا لن ينتهي لعبها في منطقتنا العربية والإسلامية، فلن تنتهي لعبة إلا وبدأت بأخرى جديدة، وكل هذه اللعب من أجل أن تقرّ عيون الصهاينة في فلسطين، والذيول من الحكام العرب ما عليهم إلا قول ( نعم ) والتنفيذ، ليس هذا فقط بل يدفعون المليارات من دولارات النفط العربي لتفيذ فصول أي لعبة، والغالبية من شعوبهم تعيش تحت خط الفقر، وتخضع مرغمة للظلم والقهر، واستخدم الحكام العرب الدين وسيلة لخداع الشعوب، بعد أن صوروا الدين حقدا وكراهية وتكفيرا وقتلا وصراعا دائما مع المسلم الآخر المختلف، يريدون تغيير مسار فكر الشعوب باسم الدين من عداء للصهاينة، إلى حب وتقدير واحترام واعتراف بوجودهم في فلسطين، وكره وانتقام وقتل للمسلم الآخر، والهدف تغيير معادلة الصراع مع الصهاينة إلى صراع داخلي بين المسلمين، أقول كل من يدعي الإسلام ويؤمن بالتكفير، هو صديق للصهاينة حتى لو كان فلسطينيا، بل حتى لو كان منتميا إلى إحدى منظمات المقاومة ضد إسرائيل، التكفير منهج يخدم الصهيونية قبل بذلك التكفيريون أم لم يقبلوا، هذه هي الحقيقة الموجودة على الأرض .
جرى الاعلان عن اللعبة الجديدة التي لم يبدأ حراكها بعد، على لسان بطلها هذه المرة ( الملك عبد الله ) عندما قال مخاطبا وجهاء القبائل الأردنية، (( .. إننا سندعم الأخوة من القبائل العربية خارج حدودنا.. ))، والظاهر أن اللعبة ستبدأ بعد نهاية لعبة داعش التي مهدت إلى لعبة ملك الأردن الجديدة، وسبق أن ذكرنا في مقالات سابقة، أن الحكام العرب هم أدوات تنفيذ إلى اللُعَب الأمريكية والصهيونية، ليس هذا فحسب بل عليهم دفع تكاليف أي لعبة حتى لو بلغت المليارات، كيف لا يدفعون وأسيادهم من الأمريكان والصهاينة هم من أبقوهم يحكمون شعوبهم رغم أن الزمن قد تجاوز هؤلاء الحكام بعقود ؟!
بدأ الملك ( عبد الله ) حكمه الذي استلمه بالوراثة عن أبيه ( الملك حسين ) بمباركة أمريكا وإسرائيل، بمقولته الشهيرة التي يحذر فيها من ( الهلال الشيعي )، لم يتكلم الملك الجديد من وحي أفكاره إنما أوحي له، ونستوحي من الشعار الذي بدأ به عهده في السلطة، أن دورا مهما سيوكل إلى الملك ( عبد الله ) له علاقة كبيرة بما تطرحه دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية والمسمى ( المدّ الشيعي )، ويعنون به مدّ المقاومة ضد إسرائيل، وهذا فخر للشيعة أن تكون خطيئتهم عند أمريكا والصهيونية أنهم يدعمون المقاومة ضد النفوذ الأمريكي والصهيوني وينتصرون للشعب الفلسطيني ولجميع الشعوب المظلومة، وليت الملك (عبد الله ) ومعه زملاؤه من الحكام الاعراب يدركون أن الشيعة الذي يحذر من خطرهم الملك عبد الله، لا يختلفون عن أخوانهم السنة فهم على دين واحد ونبي واحد وكتاب مقدس واحد وقبلة واحدة، لكن الملك عبد الله ومعه الحكام الآخرون مكلفون بزرع بذور الفتنة الطائفية بين المسلمين خدمة لإسرائيل، لغرض خلق الصراعات التي تلهي المسلمين وتستنفذ طاقاتهم ، كي ينسى المسلمون من السنة والشيعة أن عدوهم الأول الصهاينة المغتصبين لفلسطين والمقدسات، وليت ملك الأردن (عبد الله) يعرف أن إسلام الشيعة هو إسلام محمد وعلي والأئمة الأطهار والصحابة الصالحين، الذي يحرّم تكفير المسلم الآخر ويدين الارهاب الذي أنتجه الفكر التكفيري الذي يرعاه الحكام العرب، لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية، إسلام الشيعة لا يجيز قتل الناس الأبرياء من نساء وأطفال ورجال، ولا يجيز العنف ومحاربة القيم الإنسانية، ويدين تدميرالتأريخ والتراث والمدنية، الملك ( عبد الله ) يعرف جيدا أن داعش وجميع منظمات الإرهاب تنتسب إلى السنة وليس إلى الشيعة، فشوهت صورة السنة والمسلمين عموما .
إن خطيئة الشيعة عند أمريكا وذيولها من الحكام هو دعمهم للمقاومة، ونصرتهم لقضايا الشعوب، وإدانتهم للظلم بأي عنوان كان ومن أي مصدر جاء، مستوحين قيمهم من الإسلام الأصيل، إسلام محمد وعلي والأئمة الأطهار والصحابة النجباء، ولا يستوحون فكرهم ممن شوهوا صورة الإسلام الناصعة من الحكام الأمويين الذين غطوا على الدين الحق، وأعلنوا إسلامهم الأموي الذي وظف الدين لخدمة السلطان، أنتج الإسلام الأموي طبقة من وعاظ السلاطين الذين يسوّقون الفتاوى حسب رضا السلطان وطلبه وحاجته، وجميع وعاظ السلاطين منذ العصر الأموي حتى عصرنا الراهن تركوا لنا إرثا فقهيا منحرفا ومتطرفا ضللوا به الجماهير، وجميع المفتين الذين يفتون بالتكفير هم من وعاظ السلاطين، هذا الإسلام الأموي تسلسل عبر السنين في نسق متصاعد، وتخيل الكثيرون أن هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد ( ص )، تطرف وعنف وقتل ورفض المختلف الآخر، فضللوا الجماهير بهذه الأفكار المنحرفة وطمسوا معالم ومبادئ الإسلام الأصيل الذي يخدم الشعوب ويشيع المحبة والسلام، وبقي مسيطرا وظاهرا إسلام السلاطين الذي يسير في منهجه اليوم الحكام العرب، وأصبح هذا الإسلام منهجا لجميع سلاطين الجور، وإسلام السلاطين هذا هو من أنتج التكفير والإرهاب والتطرف والشذوذ في الفكر والفتوى، وهو الذي سبى النساء ومارس كل أنواع البشاعة والهمجية باسم الإسلام، الحاكم الأموي بعد أن قتل الإسلام في شخص الإمام علي ( ع )، زُيّف الدين وزُوّر التأريخ، فورثنا حضارة السلطة الجائرة، والأجيال المتلاحقة تمجد أعمال وأفعال هؤلاء السلاطين تاركين مظالم الشعوب، واليوم يريد أحفاد هؤلاء من الحكام العرب إيهام الشعوب أنها تملك حضارة، ويعنون أفعال وأعمال هؤلاء الحاكمين الظالمين، ونسي هؤلاء أن الحضارة فكر سليم وبناء وإنسانية وسمو روحي نحو القيم، الحضارة هي القيم وفكر إنساني، وإنجازات مدنية تخدم الجماهير، ليس الدين كراهية ومصادرة للرأي وتخلف، ليس الدين إطالة اللحى والتسبيح وتقصير الملبس للرجال، والحجر على المرأة في البيوت، وفتاوي متخلفة لا زالت تدعي بعدم كروية الأرض، ليست الحضارة الحجارة الفارغة من الروح الانسانية، وقصور السلاطين والجوامع الفخمة الفارغة من روح الإيمان، نعم ورثنا آثارا ولم نرث حضارة، فرق بين الحضارة والتأريخ والآثار، ورثنا تأريخا مزورا يمجد أفعال السلاطين، ورثنا قصورهم وأفكارهم المضللة، أوهمونا أن هذه هي حضارتنا وتناسوا إنجازات الشعوب وقادتهم الحقيقيين ومفكريهم، وتناسوا القيم الإنسانية التي أراد المفكرون والعلماء والقادة الحقيقيون إيصالها إلى الجماهير، نريد استنطاق ما خلّف السلاطين من آثار لتكون شاهدا على أفعال السلطان الظالمة .
الملك ( عبد الله ) وريث حضارة السلاطين، يريد اليوم تأسيس أمبراطورية جديدة تضم الأنبار من العراق، وتضم درعا وجبل العرب من سوريا تحت مسمى ( المملكة العربية الهاشمية ) هكذا طلب الأسياد وعليه أن ينفذ، وعلى الممولين في الخليج دفع التكاليف بمليارات الدولارات المسروقة من قوت الشعوب المظلومة، هذه اللعبة الجديدة التي يريد تنفيذها الأمريكان والصهاينة، وبطلها هذه المرة الملك الأردني ( عبد الله )، ستبدأ كالعادة باسم السنة مثل ما بدأت داعش بشعار نصرة السنة، والحقيقة والواقع يقول أن تيار التكفيرعدو للسنة والشيعة ولكل ما ينتمي للإنسانية، وحراك ملك الأردن ومعه الحكام العرب ليس من أجل السنة بل من أجل بقائهم في السلطة لأداء دورهم في خدمة أمريكا وإسرائيل، يبدو لي من خلال هذه المؤشرات أننا مقبلون على ( سايكس بيكو ) جديد هيأته أمريكا والصهيونية، وبطل اللعبة الجديدة هذه المرة ملك الأردن (عبد الله ) وقد بدأ حراكه في هذا الإتجاه باستلام الدفعة المالية الأولى من السعودية حسب ما نقل الخبرعن المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية، بعدها عقد الملك اجتماعيا مع العشائر الأردنية دعا فيه لنصرة العشائر السنية في سوريا والعراق، بتدريبها وتجهيزها بالسلاح، يتكلم ملك الأردن متخيلا أن الشعوب لا تعرف أن الأردن اليوم تحول بالفعل ومنذ ولادة داعش إلى ساحة لتدريب الإرهابيين وجسرا لعبورهم إلى سوريا والعراق، يلعب الأردن دورا مهما في تجهيز العشائر الداعمة لداعش بالسلاح المدفوع الثمن من دول الخليج، الأردن عديم الموارد الاقتصادية يعيش على السمسرة، وقد أكد هذه المعلومات الكثير من المراقبين والمعنيين بالشأن السوري والعراقي، آخرها ما أكده جهاز الأمن الروسي ( FSB )، أن ( الحكومة الأردنية تتولى مسؤولية تدريب عناصر داعش المقاتلة، وكذلك تدريب العناصر الاستخبارية وتزويد داعش بمعلومات عن تسليح الجيش العراقي وبناه التحتية ونقاط القوة والضعف فيه، حيث أورد التقرير مجموعة من الوثائق السرّية التي تثبت ذلك وسلمت إلى الحكومة العراقية ).
أخيرا أدركت أمريكا أن إسلام السعودية الوهابي لم يعد صالحا لقيادة الحكومات السنية في المنطقة، لافتضاح أمر السعودية في إنتاج منظمات الإرهاب التي تعتمد التكفير منهجا لها، كذلك افتضاح دور أمريكا في دعم النشاطات السعودية الإرهابية التكفيرية، صار معلوما عند أمريكا وحلفائها أن الشعوب عرفت الدور الأمريكي والسعودي في دعم منظمات التكفير، وأخذت تعمل لإيجاد البديل للسعودية كممثل للإسلام السني المتصالح مع إسرائيل والخاضع للتوجية الأمريكي، والواقع أن السعودية لا تمثل الإسلام السني، إنما تمثل الإسلام الوهابي الذي يكفّر المسلمين المختلفين حتى السنة، كذلك لا يمكن عدّ الإسلام السني هو المتصالح مع إسرائيل وعدو المقاومة، إنما إسلام السعودية الوهابي هو عدو المقاومة والمتصالح مع إسرائيل .
أرادت أمريكا من خلال أحداث ما سمي ( الربيع العربي ) أن يكون البديل للإسلام السعودي الحركات السلفية الإسلامية التابعة لجماعة الأخوان، وعلى أساس هذه الفرضية دعمت حكومة الأخوان في مصر بقيادة محمود مرسي بتشجيع من قطر وتركيا رغم عدم رضا السعودية، لكن بسقوط حكومة مرسي تغيرت القناعة الأمريكية، واختارت منظمات التكفير أداة لتمزيق البلدان الإسلامية والعربية كمقدمة لإيجاد البديل عن السعودية في تمثيل التيار السني المتصالح مع إسرائيل، والمؤشرات الجديدة تقول أنها اقتنعت بالملك ( عبد الله ) ليكون الناطق باسم السنة وليؤسس مملكته الجديدة ( المملكة الهاشمية العربية ) التي ستضم المنطقة الغربية السنية في العراق، والمنطقة الشرقية من سوريا إضافة إلى الأردن وربما تضم أيضا جزءا يسيرا من الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل، ويقدر عدد نفوس المملكة المقترحة حوالي ( 22 ) مليون نسمة، وقد رحبت السعودية بالفكرة لا من زاوية أن يكون الملك الأردني ممثلا عن السنة، بل أن تكون دولته الجديدة حاجزا يحمي السعودية من أي حراك يأتي من جهة العراق أو سوريا يهدف إلى إسقاط حكومة المملكة، كذلك رحبت إسرائيل بالفكرة على إعتبار أنها المستفيد الأكبر من المشروع الجديد، إضافة إلى أن الاردن يمتلك علاقة تأريخية مع إسرائيل، وله دور كبير في تسليم فلسطين إلى الصهاينة، وإسرائيل ترحب وتستقبل أي مشروع فتنوي طائفي تقسيمي من أي طرف جاء وبأي عنوان يسوق .
بعد إعلان ملك الأردن ( عبد الله ) دعوته للعشائر الأردنية لنصرة عشائر السنة في شرق سوريا وغرب العراق، توضحت خيوط لعبة التقسيم التي روجوا لها في العراق وسوريا لوضع ( سايكس بيكو ) جديد للمنطقة، وتؤكد أمريكا على سوريا والعراق لأنهما خط دعم المقاومة الأول ضد إسرائيل، تتمنى أمريكا وإسرائيل أن تكون ثلاث دويلات في العراق ( سنية وكردية وشيعية ) وفي سوريا ( سنية وعلوية ودرزية وكردية )، لكن الظاهر أن المشروع الجديد لفصل السنة عن العراق وسوريا وضمهم إلى الأردن، تم بمقترح من السعودية التي تدعم تأسيس دولة سنية تضم الأردن والمناطق المقتطعة من سوريا ( درعا وجبل العرب ) والمنطقة الغربية من العراق لتأسيس الدولة السنية الجديدة بإسم ( المملكة الهاشمية العربية )، وفي تقديرنا أن هذه هي المرحلة الأولى من المشروع الجديد، وستكون المرحلة الأخرى تقسيم السعودية ودول أخرى .
المعطيات على الأرض تؤكد وجود هذا المشروع الجديد، وقد أكد ذلك ( مايكل هايدن ) :(( العراق لم يعد موجودا ولا سوريا موجودة ولبنان دولة فاشلة تقريبا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا .. لدينا الآن الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعليون، فيما يسمى سابقا العراق وسوريا – وأضاف – إتفاقيات سايكس بيكو التي وضعت هذه الدول على الخارطة بمبادرة من الدول الأوربية في عام 1916 لم تعكس الواقع على الأرض .. )) تصريحات هذا الصهيوني نستوحي منها أمورا أكدنا عليها في مقالات سابقة، ذكرنا فيها أن أمريكا تريد تقسيم العراق وسوريا كمرحلة أولى لتقسيم دول المنطقة الأخرى، بالتعاون مع أدوات أمريكا التقليدية من الحكام العرب مع دخول تركيا الأردوغانية معهم على الخط ، وبالتعاون مع أدواتها الجديدة منظمات التكفير لخلق حروب محلية لإضعاف العراق وسوريا، لغرض خلق نتائج ومعطيات على الأرض تدفع وتبرر مشاريع التقسيم، ولهذا السبب وضعت أمريكا سقوفا زمنية للقضاء على داعش في العراق وسوريا، مقدرة تنفيذ مشاريع التقسيم بوجود منظمات التكفير مبررا لتحقيق الهدف الأمريكي الصهيوني في التقسيم، ولهذا السبب نقول أن أمريكا غير جادة في القضاء على داعش، بل العكس هو الصحيح تريد لها البقاء على قيد الحياة لحين تنفيذ مشروع التقسيم، ولهذا السبب شنت أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها في المنطقة وداخل العراق حملة حاقدة على الحشد الشعبي الذي قلب الموازين في غيرصالح المشروع الأمريكي، تصريحات ( هايدن ) لم تأخذ في الحسبان بروز القوة الجديدة ( الحشد الشعبي ) الذي أحبط مشروع أمريكا الصهيوني لتقسيم العراق، ولأجل هذه الأمنية الأمريكية الصهيونية خُلِقت داعش وأخواتها في سوريا والعراق .
اللعبة الجديدة التي تريد أمريكا تنفيذها في العراق وسوريا هي ( سايكس بيكو ) جديد، وبطل اللعبة هذه المرة ملك الأردن ( عبد الله ) واللعبة الآن في دور الاختمار لتعلن في الغد عندما تنجح لعبة داعش ومنظمات التكفير الأخرى في خلق مبررات نجاح اللعبة، لكن نطمئن الشعب العراقي أن خيوط اللعبة قد مزقت بظهور الحشد الشعبي المبارك وسترتد السهام المسمومة إلى نحورهم، وميدان المعركة مع قوى الشرّ أثبت هذه الحقيقة، وبالأمس بدأت معركة تطهير الانبار واسترجاع الفلوجة من الخونة الذين قدموها لقمة سائغة لوحوش العصر من غير احترام للشرف والعرض، وسيبقى العراق سالما معافى بجهود أبنائه المخلصين وأبناء قواته المسلحة والحشد الشعبي المبارك، كذلك لن ينالوا من سوريا شيئا أن شاء الله تعالى بفضل صمود قيادة وشعب سوريا، ودعم المقاومة الإسلامية في لبنان إلى الشعب السوري الصابر، ونقول مرة أخرى إلى ( هايدن ) :
إخرس سيبقى العراق موجودا، وستبقى سوريا موجودة .
أخيرا أقول بعد أن انتهيت من كتابة المقال، سمعنا خبر الاتفاق النووي بين إيران والدول الست النووية، استقبلت الشعوب خاصة شعوب المنطقة الخبر بالفرح والتفاؤل، ونتمنى أن يكون الاتفاق بابا لحل المشاكل، عليه لابد من الإشارة إلى أننا نتوقع تغييرا في السياسة الأمريكية في المنطقة، رغم أن اللوبي الصهيوني داخل أمريكا وأوربا يعارض الاتفاق والتغيير في السياسة الأمريكية والأوربية، لكننا نتوقع أن يُحدِث تغييرات إيجابية لصالح الشعوب، ما نود الإشارة إليه على ضوء الاتفاق، توقعاتنا التي ذكرناها في المقال كانت على ضوء السياسة الأمريكية قبل الاتفاق النووي، نتفاءل حدوث تغيير في سياسة أمريكا لصالح الشعوب بفعل تأثير وثقل إيران الجديد، وإذا حصل مثل هذا التغيير سيتغير الكثير من التوقعات التي استوحيناه على ضوء معطيات ما قبل الاتفاق، هذا ما نتمناه على الأقل في الوقت الحاضر