إتقوا الله في العراق أيها السياسيوندعاة التقسيم باسم الفيدرالية .ألا تشعرون أيها السياسيون ممن تدعونالوطنية وحرصكم على العراق الواحد أرضاوشعبا ، وأخص بعض السياسيين البصريين ،أن مطالبتكم بأقليم البصرة في هذا الوقتالحرج الذي يمرّ به العراق ، وهو يتعرضلهجمة شرسة من أمريكا وحلفائهاوعملائها ولعبتها داعش ، إنما تسهلّونللمشروع الأمريكي الذي يريد تقسيمالعراق بحجة محاربة داعش ؟!هل يُعقل أنكم لا تعرفون النواياوالأهداف الأمريكية من إثارة لعبةداعش؟!إن من يطالب بالأقاليم في هذا الظرف ،إنما يخدم المشروع الأمريكي الذي يريدتقسيم العراق إلى دويلات طائفية وقوميةسواء علمتم بذلك أم لم تعلموا ، لأنأمريكا وإسرائيل تريد للعراق التقسيم ،أو البديل حربا أهلية طائفية ودماراشاملا .من المقترحات التي يٌروَج لها اليوملتحقيق هدف التقسيم مقترح إنشاء الحرسالوطني على أساس طائفي ، إن هذا المقترحما هو إلا مخطط يأتي ردّا على الحشدالشعبي الذي أسقط وأفشل المشروعالأمريكي في العراق ، إن لعبة تسليح بعضالعشائر الغربية على أساس طائفي تحتغطاء الحرس الوطني بالتنسيق مع أمريكاوبعض السياسيين الذين تعاونوا معهالإدخال داعش إلى الموصل ، الغاية منهإيجاد جيش الطوائف والقوميات ، مع تضعيفالجيش الوطني لغرض فرض مشروع التقسيم ،أو إشعال فتيل الحرب الأهلية .الشعب العراقي لا يثق بهذه الإطروحاتالمشبوهة مع استمرار الضغط لعرقلةتسليح الجيش الوطني وتدريبه ، ليبقىضعيفا أمام الهجمات الإرهابية الداخليةوالخارجية ، وليبقى الأضعف أمام ما يسمىالحرس الوطني الطائفي الخاص بمحافظاتغرب العراق الذي تطالب بتشكيله أمريكاوبعض الدول الإقليمية الطائفية ومعهمسياسيون عراقيون محسوبون على حزب البعثوداعش ، هذا التشكيل الطائفي الذي ينويأعداء العراق تسليحه بأحدث الأسلحة ،سيضم الأفراد والعشائر الذين تعاونوالإدخال داعش إلى الموصل ، بل لا زالالكثير منهم يقاتل مع داعش أو يقدم لهاخدمة بطريقة من الطرق على أقل تقدير،أمريكا تريد لهذه العناصر أن تكون بديلاعن داعش ، وفي حالة تحقيق هذا الهدفستصدر الأوامر إلى داعش بالإنسحابوالإنتقال إلى دولة أخرى للقيام بمهمةجديدة حسب التكليف ، هذا السيناريو وضعتأمريكا له سقفا زمنيا لتطبيقه على أرضالعراق ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيالسفن .المطلوب أن يكون ما يسمى الحرس الوطنيالسني ، وهو ليس سنيا بل يتكلمون باسمالسنة ، وسنة العراق الشرفاء براء منتشكيل يأخذ أوامره من خارج الحدود ،المطلوب من هذا التشكيل لو تشكل حسبالرغبة الخارجية ورغبة بعض رجالالسياسة السنة الذين خانوا العراقوسلموا الموصل إلى داعش ، أن يكونالخطوة العملية لتقسيم العراق على أساسطائفي وقومي ، علما أن دول الخليج ستقومبتمويل وتسليح وتدريب هذا التشكيل لوتحقق على أرض الواقع ، والهدف الرئيس لههو فرض التقسيم بالقوة أو البديل حرباأهلية طائفية ، وهذه هي الأمنيةالأمريكية التي هي تجسيد للرغبةالصهيونية ، ويدعم هذه الفكرة دولأقليمية طائفية وسياسيون من داخلالعراق .هذا السيناريو في الحسابات الأمريكيةيحتاج إلى ثلاث سنوات لغرض التطبيق حسبتقدير أوباما ، وهي الفترة التي يحتاجهاالحلف الدولي لإخراج داعش من العراق حسبتصريح أوباما ، وهذا مؤشر على أنّأمريكا لا تستطيع تطبيق مشروعهاالتقسيمي إلا بوجود داعش وتحت غطائها ،لكن ظنهم خاب بمفاجأة مقاتلي الحشدالشعبي ، وتلاحمهم مع الجيش العراقي فيالتصدي لداعش فانقلب السحر على الساحر ،بل بعض الصهاينة الأمريكيين قال نحتاجإلى ثلاثين سنة حتى يستطيع التحالفالدولي إخراج داعش من العراق ، وهذايعني أنهم يريدون أن تبقى داعش هذهالفترة الطويلة من السنين ليرّتبواالوضع في العراق حسب رغبتهم ، يالها منمسرحية هزلية مفضوحة .هذه التصريحات سبقها تهويل إعلامي كبيرجعل من داعش الوحش الذي لا يقهر ، هذاالإعلام الأمريكي المزيف الذي يدعيمحاربة داعش ، يدحضه الأفعال الأمريكيةالمشينة لدعم داعش من وراء الستار، إذرُصدت الطائرات الأمريكية لمرّات عديدةوهي تقوم بإنزال دفعات من الأسلحةوالمعدات الأخرى إلى داعش ، وآخرها كانعند محاصرة الجيش والحشد الشعبي لعناصرداعش في ناحية يثرب قرب بلد ، لكن هذاالدعم الأمريكي لم ينقذ داعش من الهزيمة، فاندحرت في يثرب وتحررت بجهود أبناءالجيش العراقي والحشد الشعبي ، هذهالإنتصارات لا تُعجب أمريكا لأنهاستُفشل بل أفشلت مشروعها الشيطانيلتقسيم العراق .أتوقع بعد أن تحققت الإنتصارات الكبيرةللجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي علىداعش ، أن تُهيء أمريكا لعبة جديدة لكسرمعنويات الجيش والحشد الشعبي ، لأن هذهالإنتصارات لا تعجب أمريكا وتفشِلمشروعها المعد للعراق ، لكن ما أتمناهأن يكون العراقيون الشرفاء الأوفياء منالجيش والقوات الأخرى بمن فيهم أبناءالحشد الشعبي ، وكذلك السياسيونالوطنيون المخلصون على وعي وحذروانتباه من التحركات الأمريكية وتحركاتالدول الداعمة للمشروع الأمريكي ،وكذلك من تحركات السياسيين أنصارالمشروع الأمريكي خاصة بعد سقوط القناععن وجه داعش لعبة أمريكا في العراق ،وسقوط القناع عن وجوه السياسيينوالعسكريين الخونة الذين سلّموا الموصلإلى داعش .نود الإشارة إلى أن من أهداف إثارة لعبةداعش ، والحراك الأمريكي الأقليميالمتعاون معها ، عودة حزب البعث إلىالواجهة السياسية من جديد ، ويعمللتحقيق هذا الهدف عدد من السياسيينالعراقيين المحسوبين على حزب البعث ،وهذا الصنف من السياسيين هم من باعواالموصل وتعاونوا مع داعش ولا زالوا علىتواصل ودعم لهذه اللعبة المصنعة فيمطابخ المخابرات الأمريكية والصهيونيةومخابرات حكومات الخليج ذات الحكمالوراثي .نعيش هذه الإيام فترة الصراع بين أنصارالمشروع الأمريكي الذي يريد تقسيمالعراق خدمة للصهيونية ، وأنصارالمشروع الوطني الذي يحرص على وحدةالعراق أرضا وشعبا ، ونسمع خلال هذهالفترة من هذا السياسي أو ذاك ، بمن فيهمالبعض من سياسي البصرة ، دعوات المطالبةبأقليم البصرة ، ودعوات بأقليم السنة معتشكيل حرس خاص من إبناء العشائر السنيةبديلا عن الجيش العراقي ، والذين يرادإدخالهم في الحرس الوطني في المناطقالغربية حسب خطة أمريكا والمتعاونينمعها ، كثيرمنهم يقاتل الآن مع داعش أويقدم لها العون والدعم ، وكل هذهالدعوات تصب في صالح المشروع الأمريكي ،سيما والشعب العراقي يجاهد هذه الإياملإفشال هذا المشروع التقسيمي من خلالمقاتليه من الجيش والحشد الشعبي .إننا نتصور إنّ مطالبات بعض السياسيينالبصريين لإنشاء إقليم البصرة جاءتبنوايا حسنة ، وجاءت إنتصارا لأهاليالبصرة الذين يعانون من حيف كبير ، لكنهذه الدعوات غير مقبولة شعبيا ولاتتناسب ومصلحة الشعب العراقي ، لأنهاجاءت في التوقيت الخطأ ، ومن يحتجبالدستور وإقراره للفيدرالية ، نقولنعم الدستور يقرّ الفيدرالية ، لكن يجبأن تكون في الوقت والظرف المناسبين ،وعلى السياسيين البصريين إدراك هذهالحقيقة ، رغم قناعتنا أن بعض السياسيينممن يطالبون بالأقاليم تدخل مطالباتهمضمن التسويق الإعلامي والمزايداتالسياسية .إنّ إقرار الدستور بند الفيدرالية لايعني صوابيتها وملائمتها للعراق ، لأنالشعب العراقي يعرف الظروف التي أقِرّبها الدستور ، والضغط االأمريكيوالكردي باتجاه إقرار الفيدرالية ،وبموافقة بعض السياسيين العراقيينالذين يطمحون إلى بناء أمجاد شخصيةوحزبية ، والفوز بمكاسب على حساب مصلحةالشعب العراقي ، وقد شخّص الشعب كثيرامن هؤلاء السياسين من خلال التجربة ،عليه ومن منطلق المحافظة على مصلحةالعراق وشعبه ندعو لتعديل الدستور فيبعض المواد التي أثبتت التجارب أنها لاتخدم مصالح الشعب العراقي ، ومنها بندالفيدرالية ، والأصلح في رأيي الإتجاهنحو إنشاء حكومات محلية لا مركزية .لاحظنا كاكا مسعود من خلال سير الأحداثيطالب بالإنفصال عن العراق ، وفي مرحلةأخرى طالب بالكونفدرالية ، علما إنّ هذهالمطالب تتقاطع مع الدستور والكل يعرفذلك ، لكن مسعود بارزاني يعترف بالدستورما دام يخدم مصالحه ، ويضرب به عرضالحائط إذا كان لا يحقق طموحاته الشخصيةوالحزبية ، أو أنه يقوم بتفسير بنودالدستور حسب رغبته وهواه ، وكل هذهالتصرفات من مسعود البارزاني مدعومةأمريكيا لإنها في خدمة مصالحهموالمصالح الصهيونية .أرى تعديل الدستور شبه مستحيل لوجود بندفيه يلغي أي تعديل إذا اعترضت عليه ثلاثمحافظات ، وهذا البند ثبّته الأمريكانوالكرد لصالح الأكراد ، ليكون عقبة فيتعديل الدستور إن لم يوافق الكرد علىهذا التعديل ، وجود هكذا بند في الدستورخلل كبير، عليه ندعو إما لإلغاء هذاالبند ، أو إلغاء الدستور ووضع دستوربديل من خلال مجلس النواب يتناسب ومصالحالشعب العراقي مع طرح الدستور الجديدللاستفتاء ، وهذه الإجراءات من صلاحياتالسلطة التشريعية .على ضوء معطيات الواقع نرى المطالبةبأقليم البصرة في هذا الوقت الحرجغيرمناسب ، وندعو جميع السياسين من دعاةالمطالبة بالأقاليم ممن يمتلكون الحسالوطني والحرص على العراق ، تأجيل هذهالمطالب لحين تحسن الظروف ، ولو أني لستمع دعاة المطالبين بالأقاليم ، لأني أرىفي الدعوة للأقاليم تفتيت لوحدة العراق، عليه أدعو المطالبين بالأقاليم إنْكانوا حريصين على مصلحة ووحدة العراق ،الدعوة إلى تعديل الدستور ، وإلغاء بندالفيدرالية وبنود أخرى أثبتت التجربةعدم صوابيتها وعدم تلبيتها لطموحاتالشعب العراقي ، أو أنْ نذهب لإختياردستور جديد يدعو إلى الحكم اللامركزيللمحافظات ، وتغيير نظام الحكم منالبرلماني إلى الرئاسي ، وفي رأيي هذاهو الأصلح للعراق .أخيرا نقول لمن يطالب بإقليم البصرة ،أو يطالب بإقليم سني وفي هذا الوقتالحرج أتقوا الله في العراق ، وهو يتعرضلأشرس هجمة إرهابية مدعومة دولياوإقليميا وداخليا من الذين باعواأنفسهم وباعوا العراق للأجنبي الحاقد ،ولا يخرج الأجنبي الحاقد عن دائرةالطائفية أو الصهيونية .

بقلم: علي جابر الفتلاوي