وينسحب ذلك على المسلمين في القارة العجوز
تتعقد الأمور أكثر وتستجيب النفوس لفوبيا الرعب، وتتداخل المعسكرات في الشرق والحرب مع إشتداد المواجهة مع داعش، وتصاعد وتيرة العنف المذهبي جسديا وفكريا، وإشتراك الغرب المسيحي في ذلك، ووجود اليهودية الصهيونية وأمن إسرائيل كأولوية يدفع الى الإعتقاد بإمكان إشتعال حرب إبادة ضد المسلمين في أوربا.
فالجرائم السياسية والعنف ضد المواطنين من قبل حكومات متجبرة، والفقر المنتشر في البلاد العربية والشرق الأوسط وظهور المنظمات الدينية المتطرفة التي تقاتل لفرض أجندتها الخاصة دفعت تلك الأسباب كثرا من الناس الى الهرب والتوجه الى بلدان أوربية بوصفها الأقرب جغرافيا الى البلاد العربية والشرق أوسطية المنهارة إقتصاديا وإجتماعيا، وتعاني صراعا دينيا وطبقيا مخيفا يدفع بها الى حافة الهاوية ماأدى الى إكتظاظ المدن الأوربية الفقيرة منها والغنية بالمهاجرين، وهي قبل ذلك تستقبل آلافا من الوافدين من جنوب شرق آسيا ومن الهند وباكستان ودول عربية تشهد نزاعات ومواطنين من البلدان الأفريقية عبر المتوسط والطائرات والسيارات، ومن خلال هجرة غير شرعية لكنها واقعية في النهاية ولامناص منها إلا بسلوك غير مسبوق.
لاخيار متاح في المواجهة، فالإندماج يمكن أن يتحقق لمجموعات معتدلة، أو بعيدة عن التدين ومثقفين، لكن ذلك لايكفي، فعديد من الوافدين يتملكهم شعور قوي بالرغبة في مواجهة متطرفة تم تحضيرهم لها، وتشير تقارير الى إن أحد منفذي هجمات باريس الأخيرة هو لاجئ سوري وصل عبر اليونان، وهناك الآلاف من المسلمين المتطرفين دينيا يقطنون وسط أوربا وفي بلدان مهمة كبلجيكا التي صارت في مستوى من الخطورة مواز لما يوجد في بلدان عربية ومسلمة، عدا عن وجود خمسة ملايين مسلم في فرنسا وحدها التي تمتد من ساحل المتوسط شرقا الى ساحل الأطلسي غربا، وقرب سواحل بريطانيا وهي كذلك متصلة بألمانيا وإيطاليا وغيرها من البلدان التي تعاني من الهجرة وصعوبة الإندماج وضعف القدرات الإقتصادية.
أوربا أمام خيارين أحلاهما مر، فإما السماح بتدفق اللاجئين ومواجهة خطر الإنقلاب العقائدي والديمغرافي والثقافي من خلال تناقص المسيحيين وزيادة أعداد المسلمين وسيطرة المتشددين من بينهم على الأمور، أو الرد بإتباع سياسة قاسية من خلال طرد العرب والمسلمين وإبعادهم هن القارة العجوز، وتشكيل لجان تفتيش جديدة، وإبادة كل هولاء بطرق وحشية، وتطهير القارة العجوز منهم، وهي سيناريوهات بشعة في كل الأحول.
ربنا سيعلن تنظيم الدولة إمارة له في يوم من الأيام في واحدة من قرى الريف الفرنسي، أو يتمكن من مدينة هناك.